الدفاع يطالب بتبرئة المتصدق من تهم الإرهاب ويطالب النيابة بتصديق رواية «ألف ليلة وليلة»

والد المغربي المتصدق لـ: أنتظر أن يحكم القضاء الألماني ببراءة ابني

TT

طالب الدفاع في قضية الأصولي المغربي منير المتصدق، الذي يحاكم في المانيا، بتبرئة موكله من تهمة الارهاب والتواطؤ في القتل، الموجهة اليه، بعد أن كان ممثل النيابة العامة قد طالب قبل أيام بإنزال أقصى عقوبة ممكنه به.

ووصف محامي الدفاع، اودو جاكوب، التهم التي وجهتها النيابة العامة إلى موكله الشاب (31 سنة) بـ« نظرية مؤامرة خالصة». ورد المحامي بهذا الوصف على النائب العام، فالتر هيمبرغر، الذي وصف شهادة اليمني رمزي بن الشيبة لصالح المتصدق بـ«حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة» لا يمكن لأحد أن يصدقها. وأكد جاكوب أن موكله لم يعرف بمخططات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة ولم يعمل في خلية هامبورغ المتهمة بتنفيذ عمليات 11 سبتمبر. وإذ اعترف المحامي بأن المتصدق قد أخطأ حينما تكتم على تدريباته في معسكرات «القاعدة» عام 2000، فإنه برر هذا التصرف « بسذاجة موكله وتخبطه». وكان المتصدق تحدث في المحكمة الأولى عن زيارة أداها في صيف 2000 إلى أفغانستان بهدف تعلم مبادئ الإسلام والسباحة وركوب الخيل». كما نفى جاكوب وجود « حلقة« إرهابية حول المصري محمد عطا «يفترض» أن يكون المتصدق قد انتمى لها. واتهم المحامي المحققين الألمان «باستغفال» محكمة هامبورغ حينما تجاهلوا شهادتي رمزي بن الشيبة وزميله خالد الشيخ محمد، المعتقلين لدى الولايات المتحدة، في قضية المتصدق. وقال جاكوب إن أبرز دليل على براءة موكله هو أنه بقي في ألمانيا بعد أحداث 11 سبتمبر وتعاون مع المحققين رغم توفر فرصة الاختفاء.

ويعتمد ممثل الدفاع على شهادتي رمزي بن الشيبة وخالد الشيخ محمد، المستمدتين من محاضر تحقيق معهما سلمتهما وزارة العدل الأميركية إلى محكمة هامبورغ، دفع الشبهات عن موكله. وتشي الشهادتان بأن المتصدق لم ينتم إلى النواة الصلبة في خلية هامبورغ ولم يكن عارفا بشكل مسبق بعمليات 11 سبتمبر. كما يعتمد الدفاع على شهادة رئيس المخابرات الألمانية، أوسست هيننغ، الذي أقر أمام المحكمة بأن عمليات11 سبتمبر تم التخطيط لها في أفغانستان وليس في هامبورغ.

وتتهم النيابة العامة منير المتصدق، وهو طالب في كلية الهندس التقنية في هامبورغ، بالعمل في منظمة إرهابية والتواطؤ في قتل 3036 شخصا هم ضحايا عمليات 11 سبتمبر في نيويورك وواشنطن. وسبق لمحكمة هامبورغ أن دانت المتصدق بالتهم المنسوبة إليه وحكمت عليه بالسجن 15 سنة مع الأشغال الشاقة. إلا أن المحكمة الاتحادية أعادت ملف القضية إلى هامبورغ وطالبت بإعادة محاكمة المتصدق في ضوء المعلومات الجديدة التي وفرتها شهادتا بن الشيبة والشيخ محمد. هذا، وينتظر أن تحسم محكمة هامبورغ قرارها النهائي في القضية يوم 19 من أغسطس (آب) الجاري. من جهته قال ابراهيم المتصدق، والد المغربي منير المتصدق، في اتصال مع «الشرق الأوسط» انه يتوقع أن يصدر القضاء الألماني حكما بالبراءة في حق ابنه.

وذكر والد المتصدق «الحكم يبقى لله تعالى، لكن إذا كان القضاء الألماني نزيها، فانه سيحكم بالبراءة، لأن المحكمة تتوفر على جميع الأدلة التي تبرئ ساحته». وأضاف «سيعود منير ان شاء الله الى المغرب بعد صدور البراءة في حقه ولن يبقى في ألمانيا، لأنه أنهى تقريبا مشواره الدراسي ولم يعد يلزمه غير اجراء دورة تدريبية مدتها ستة أشهر يمكن أن يقوم بها في المغرب».

وتمنى والد المتصدق لو كان ابنه الى جانبه في هذه اللحظات الحرجة، وتأسف على قرار السلطات الألمانية القاضي برفض منحه تأشيرة لدخول التراب الألماني، مما جعله يتوقف عن طرق أبواب المصالح القنصلية الألمانية بالمغرب. ومن جهته، قال المغربي عبد الغني المزودي، الذي برأته محكمة الاستئناف الفيدرالية الألمانية نهائيا في يونيو (حزيران) الماضي من تهمة التورط في هجمات 11 سبتمبر لـ«الشرق الأوسط»، من مقر اقامته في مراكش، إن المنحى الذي تتخذه محاكمة المتصدق يشبه المسار الذي اتخذته محاكمته شخصيا، مضيفا «تقريبا نفس الشيء، لذلك أتوقع الحكم بالبراءة في حقه»، موضحا أنه يتابع بانتظام وعن كثب أخبار محاكمة منير المتصدق، إذ رغم أنه لا يربط أي اتصال بمحاميه بيد أنه يعلم أن معنويات المتصدق مرتفعة. وأضاف المزودي أنه التقى عائلة منير المتصدق بعدما عاد في شهر يونيو (حزيران) الماضي الى المغرب وطمأنهم على أحواله.

ومن المنتظر أن تصدر محكمة هامبورغ، التي تنظر في تهمة الإرهاب ضد المتصدق حكمها النهائي في 19 اغسطس الجاري. وتعاد محاكمة المغربي المتهم بالتواطؤ في هجمات 11 سبتمبر، بطلب من المحكمة الاتحادية، بعد أن كانت محكمة جزاء هامبورغ قد حكمت على المتصدق بالسجن مدة 15 عاما في المحاكمة الأولى.