رفسنجاني يرد على وكالة الطاقة: لسنا العراق أو ليبيا .. وقرار استئناف النشاطات النووية لا رجعة فيه

مظاهرات في طهران.. وواشنطن ترحب وباريس تؤكد أن إيران ستحاسب على «أفعالها»

TT

انتقدت إيران بشدة امس قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية القاضي بوقف نشاطاتها النووية ووصفته بأنه «مجحف للغاية»، ويخالف جميع المبادئ القانونية. ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش القرار بأنه «خطوة أولى ايجابية»، فيما حذرت فرنسا ايران، بأنها ستحاسب على «افعالها». وينص قرار وكالة الطاقة الذي تبناه مجلس محافظي الوكالة التابعة للامم المتحدة ان ايران يجب ان تعود الى التعليق الكامل لجميع انشطتها المرتبطة بدورة الوقود النووي ويطلب من الوكالة التحقق من اذعان طهران. وقال الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني في خطبة صلاة الجمعة في طهران «يجب أن يعرف الغرب أنه لا يستطيع أن يهدد إيران كما فعل مع العراق وليبيا». وأضاف «إيران لن تقبل بهذا القرار القمعي». وقال ان قرار بلاده معاودة نشاطاتها النووية الحساسة «لا رجوع عنه». وقال متوجها الى الغربيين «ليكن واضحا في اذهانكم انه لا يمكنكم التعامل مع ايران كما مع العراق وليبيا». وأضاف «يمكنكم ان تماطلوا، لكن قرار ايران لا رجوع عنه».

وقال محمد سعيدي نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية للتلفزيون الرسمي «نحن لا نقبل هذا القرار ولن ننفذه. هناك مشكلات قانونية خطيرة تكتنف هذا القرار.. ولسنا ملزمين بتنفيذه». وأعادت ايران الاثنين فتح مصنعها لتحويل اليورانيوم في اصفهان متجاهلة التحذيرات الغربية. وقال رفسنجاني «لا تستخفوا بما حصل في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. انه أمر أساسي لأنه يضع شروطا جديدة لبلدنا وللمنطقة ويفتح صفحة جديدة في تاريخ الجمهورية الاسلامية».

وابدى رفسنجاني الذي يرأس مجمع تشخيص مصلحه النظام في إيران الذي يحكم في النزاعات التشريعية بين البرلمان وجهاز الرقابة، تعجبه من القرار ووصفه بأنه قرار قاس. وقال للمصلين ان القرار «كان مدهشا وعجيبا حقا.. ان يوافق على ما يريده في نهاية الامر الاوروبيون والاميركيون بالاجماع. كيف كان هذا ممكنا».

وأضاف «لم نتصور أن منظمة دولية وأمام أعين العالم توافق على أن ايران يجب ان توقف كل شيء. كان القرار قاسيا».

ووصف الرئيس الاميركي جورج بوش قرار وكالة الطاقة بأنه «خطوة اولى ايجابية»، وقال ان استراتيجيته هي العمل مع الثلاثي الاوروبي بريطانيا وفرنسا وألمانيا «حتى يسمع الايرانيون صوتا واحدا يتحدث اليهم بشأن طموحاتهم الخاصة بالتسلح النووي».

وأضاف بوش عقب اجتماع مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد وديك تشيني نائب الرئيس ومسؤولين آخرين كبار «العالم يتحد حول فكرة انه ينبغي ألا يمتلك الايرانيون الوسائل او القدرة التي تمكنهم من تطوير أسلحة نووية».

وبدأ مجلس محافظي الوكالة اجتماعه يوم الثلاثاء، لكنه رفعه لإعطاء الاتحاد الاوروبي فسحة من الوقت لبحث القرار الخاص بإيران مع أعضاء المجلس. واستأنف المجلس اجتماعه اول من امس للموافقة على مسودة القرار بعد ايام من المفاوضات المغلقة بشأن نص المشروع. ويطلب القرار الذي صاغته بريطانيا وألمانيا وفرنسا من محمد البرادعي المدير العام للوكالة «تقديم تقرير شامل عن تنفيذ ايران لمعاهدة حظر الانتشار النووي وعن تنفيذ هذا القرار بحلول الثالث من سبتمبر (ايلول) 2005».

ولم يقل القرار انه يجب إحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي الذي يملك سلطة فرض عقوبات. ومن المفترض ان يجتمع مسؤولون كبار من بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع مسؤولين ايرانيين في نهاية اغسطس (اب) الجاري. وقال مسؤول من الامم المتحدة انه في حالة فشل المفاوضات مع ايران وفشل التهديدات بإحالة الملف الايراني الى مجلس الامن، يمكن ان تتجرأ ايران أكثر.

وقال «نحن في موقف صعب ولا اعرف كيف سنخرج منه».

واحتشد نحو 1000 ايراني بعد صلاة الجمعة وطالبوا زعماءهم بالمضي قدما في انشطة التخصيب. ولاول مرة منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979 سمع شعار «فلتسقط اوروبا».

من جهته، اكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي امس، ان ايران ستحاسب على «افعالها»، وذلك غداة اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يطلب من طهران تعليق كل الانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم.

وأشاد دوست بلازي في تصريح بموافقة مجلس الحكام في الوكالة الدولية اول من امس على نص يعكس «وحدة المجتمع الدولي في مواجهة مشكلة الثقة التي يطرحها البرنامج» النووي الايراني. وقال الوزير الفرنسي ان «العبرة اليوم في الافعال. ثمة قرار صدر وهو واضح في ما يطلبه وسنأخذ الوقائع في الاعتبار، الوكالة ستعد تقريرا (في 3 سبتمبر) وأنا واثق ان المفاوضات يمكن ان تستأنف شرط ان يقرر الايرانيون تعليق هذه الانشطة». وختم ان «يدنا ستظل ممدودة» لإيران.