لجنة تحقيق دولية ترجع سقوط طائرة قرنق إلى سوء الأحوال الجوية وموسيفيني يرجح نفاد الوقود

اقتفت أثر الطائرة منذ إقلاعها من «عنتيبي» إلى الجنوب وجمعت معلومات وحقائق أبعدت وجود شبهة جنائية

TT

أفادت معلومات من جنوب السودان بأن لجان التحقيق «الميدانية» التي تبحث في أسباب تحطم الطائرة الرئاسية الأوغندية التي أودت بحياة جون قرنق، النائب الأول للرئيس السوداني «ترجح فرضية ان تكون الحادثة ناتجة عن سوء الأحوال الجوية».

وفى جو مشحون بالحزن شيعت بمدينة جوبا، عاصمة حكومة جنوب السودان، رفاة مرافقي قرنق الـ6، بعد ان تم اخذ عينات من الحمض النووي لهم بواسطة فرق التحقيق، في وقت تتوالى فيه التصريحات المتضاربة للمسؤولين الأوغنديين حول ملابسات الحادث، آخرها تصريحات للرئيس يوري موسيفينى تضع احتمالا بأن «الحادث ربما وقع بسبب نفاد وقود الطائرة التي كانت تقل قرنق».

وذكرت الصحف الأوغندية ان لجنة اوغندية حصرت جثث الاوغنديين في 7 بينهم امرأة. بينما قالت السلطات السودانية إنهم 6 جثث بمن فيهم جثة قرنق وتم التعرف على الجثث كافة. وقالت مصادر فى جنوب السودان ان الفرق التي تضم خبراء دوليين من اميركا وأوغندا وعدد من البلدان الأخرى اقتفوا اثر الطائرة المنكوبة منذ اقلاعها من مطار عنتيبي الى ان حلت بها الكارثة في جنوب السودان، وجمعت كميات كبيرة من المعلومات والحقائق التي اكدت تغليب عدم وجود شبهة جنائية في الحادثة. ورجحت المصادر القريبة من منطقة نيوكوش التي تحطمت فيها الطائرة ان المروحية التي كانت تقل قرنق واجهت عند وصولها الى منطقة نيوكوش التي تقع بين نيوسايت ودينقا، امطاراً غزيرة مصحوبة ببرق وعواصف رعدية انعدمت بموجبها الرؤية، مما ادى الى ارتطامها بحافة جبل لوسوليو وانحرفت عن مسارها مسافة 125 كيلومتراً لتنفجر بعد ذلك بدقائق.

واستدركت المصادر قائلة ان الفرق ما زالت في انتظار ما ستسفر عنه المعلومات المسجلة على الصندوق الأسود للطائرة والذي يرجح ان يتم ارساله الى المانيا او روسيا لتفكيك ما به من معلومات لعدم توفر التقنية اللازمة لذلك إلا في هاتين الدولتين.

الى ذلك كشف موسيفينى جانبا من آخر لقاء مع صديقه الراحل الدكتور قرنق، بمنزله بضاحية رواكى تورا قبل ساعات فقط من رحيله. وقال لصحيفة «نيو فيجن» الأوغندية «هاتفني صديقي الراحل يوم الخميس 28 يوليو (تموز) الماضي وطلب لقائي للتباحث حول قضايا مهمة حول شعبه وأفريقيا والعالم، فكان ردي أني مشغول. وأضاف: «ومع ذلك قلت له سأرسل لك مروحيتي الخاصة تنتظرك فى مطار عنتيبي ومن ثم تقلك الى رواكى تورا». وهناك بحث الصديقان خلال يومين الأمن الإقليمي والسيناريو الجديد للسودان بعد التوقيع على اتفاقية السلام. ولكن اللقاء لم ينته الى اتفاق حاسم بسبب غياب قائد الجيش الاوغندي، الفريق ارندو نياكيريما، الذي بسبب انشغاله تعذر التحاقه بالاجتماع. وعندما طلب موسيفينى من قرنق الانتظار ليلة ثالثة حتى يلتحق بهم قائد الجيش أصر قرنق على أن يغادر فوراً لمشغولياته في السودان. واقترح الطيران مباشرة من رواكي تورا الى نيوسايت من دون التوقف فى مطار عنتيبي الدولي بكمبالا طالما أن لدى طائرة الهليكوبتر خزان وقود إضافيا.

وقال موسيفينى ان قرنق اجتمع قبيل الاقلاع تحت ظل شجرة مع قائد الطائرة وناقش معه الاحوال الجوية والوقود. وقال «أخبرت قرنق بأن المروحية مزودة بأحدث الأدوات ولديها خزانات وقود اضافية، وكان الطيار واثقاً لكنه ضد فكرة حمل المزيد من الوقود، واتفقا على التوقف في عنتيبي للتزود بالوقود».

ونصح موسيفينى قرنق بأنه في حال تأخر الوقت (أي حلول الظلام) يمكنه المبيت فى أي مكان داخل أوغندا سواء في غولو او سوروتي او مبالي. وعندما علم ان مروحية قرنق فقدت لم يقلق لثقته في الطاقم وتصرفه فى مثل هذه الاجواء.

كما ان ذات المروحية قد اقلته صباح السبت من رواكي تورا الى مبارارا قبل ان تعود لتأخذ قرنق فى رحلته الاخيرة. وأكد موسيفينى انه فى حال اثبتت التحريات ان نفاد الوقود هو السبب وراء تحطم المروحية فان من سماهم «المجرمين» سيدفعون الثمن. ونفى موسيفينى ان يكون المانع من حضور جنازة قرنق فى جوبا السبت الماضي هو الإحباط والحزن العميق، وقال في الحفل الجنائزي الرسمي لتشييع ضحايا المروحية من الأوغنديين إنه وصف غير دقيق، «فالمقاتل من اجل الحرية مثلي لا ينبغى له أن يحبط أبدا، لأنه لو أحبط سيفقد البوصلة والاتجاه».