صحافي بولندي في موسكو يتعرض للضرب استمرارا لمسلسل اعتداءات.. ومحاولات لتجنب أزمة دبلوماسية

رئيس بولندا «منزعج بشدة» من الهجمات على رعايا بلده.. والاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق

TT

وارسو ـ بروكسل ـ د.ب.أ: تفاعلت سلسلة حوادث الاعتداءات على دبلوماسيين ورعايا بولنديين في موسكو. وكان آخرها الاعتداء على صحافي بولندي أمس. ودعا الاتحاد الاوروبي الى إجراء تحقيقات في هذا الشأن. فيما ابدى الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي «انزعاجه الشديد» في رسالة بعث بها الى نظيره الروسي فلاديمير بوتين. واعربت وزارة الخارجية الروسية عن أسفها إزاء الحادث الذي تعرض له الصحافي البولندي، وذلك في محاولة لمنع استغلال الحادث وتجنب حصول أزمة دبلوماسية بين البلدين.

وكان لافتاً في حادثة أمس ان بافيل ريشكا مراسل صحيفة «ريتش بوسبوليتا» كان قد تعرض للاعتداء بعدما فرغ من كتابة مقاله الى صحيفته البولندية عن مسلسل الاعتداءات ضد مواطنيه في العاصمة الروسية. وعن التعليمات التي صدرت عن سفارة بلاده التي تطالب فيها مواطنيها بتوخي الحذر والتحلي باليقظة. ثم خرج للتريض في جوار مسكنه وشراء سجائر، بحسب قوله، من دون ان يخالجه أي شعور بالخوف، فهو على مقربة أمتار من مقر الحكومة الروسية ومن مسكنه مع الدبلوماسيين الأجانب في شارع كوتوزوفسكي، غير بعيد عن مساكن الرؤساء السابقين من أمثال بريجنيف وأندروبوف، فضلا عن أن الطريق ينعم بأكبر قدر من الأمن باعتبار انه من أهم الطرق الحكومية التي يسلكها رئيس الدولة وكبار القيادات الروسية يوميا من وإلى مقار عملهم في الكرملين والبيت الأبيض. وفي تفاصيل الحادث، وصل المراسل الصحافي الى نفق عبور المشاة أمام فندق «أوكرانيا» وسط العاصمة حيث داهمه خمسة من المجهولين وأوسعوه ضربا على مرأى ومسمع من المارة الذين لم يتدخل أي منهم. كان من الممكن اعتبار الاعتداء حدثا «عابراً»، لو لم يقع في أعقاب اعتداءين مماثلين ضد اثنين من موظفي السفارة البولندية في موسكو على مقربة من مقر السفارة خلال الأيام القليلة الماضية. ورجح البعض ان تكون هذه الاعتداءات ردا على حادث اعتداء مماثل جرى ضد أبناء عدد من العاملين في السفارة الروسية في وارسو مطلع الشهر الجاري.

وفيما سارع الرئيس بوتين الى اعلان ادانته لحادث وارسو، مطالبا باتخاذ كل الاجراءات اللازمة لاستيضاح ابعاده وضمان أمن المواطنين الروس، تحرك الرئيس البولندي كفاسنيفسكي، وإن تأخر بعض الوقت ليطالب القيادة الروسية بسرعة ضمان أمن البولنديين في موسكو واتخاذ الإجراءات اللازمة والعثور على الجناة في حوادث الاعتداءات على ممثلي الدولة البولندية. واشار كفاسنيفسكي الى انه يشاطر المجتمع البولندي سخطه المتنامي تجاه وقوع مثل هذه الأحداث. وكان السكرتير الثاني في السفارة البولندية في موسكو قد تعرض في وقت سابق من الاسبوع الحالي لإصابات في الرأس في هجوم وقع في مركز للتسوق في موسكو. كما تعرض موظف بالسفارة البولندية لضرب مبرح الأحد الماضي على بعد أمتار فقط من السفارة حيث عززت السلطات الروسية الأمن حولها و يتولى خمسة ضباط شرطة حراسة المبنى.

وفي بروكسل، دعت المفوضية الأوروبية أمس الحكومة الروسية إلى التحقيق في سلسلة من الهجمات التي طالت بولنديين في موسكو. وقال متحدث باسم المفوضية الاوروبية «نتوقع إجراء تحقيق شامل.. نأسف لوقوع أي نوع من الاعمال الاجرامية»، مشيرة إلى أن الهجمات على الصحافيين والدبلوماسيين البولنديين «قضية ثنائية واضحة بين بولندا وروسيا».

وقال كفاسنيفسكي إن «الأحداث التي وقعت في الأيام الماضية أثارت مناخا متوترا في العلاقات البولندية»، داعيا إلى اتخاذ إجراءات فعالة لاعتقال منفذي الهجمات.

وفيما تشكو مصادر الشرطة الروسية من عدم إبلاغها في حينه بحوادث الاعتداءات، قالت مصادر في السفارة البولندية ان القنصل اتصل بنفسه بهاتف الشرطة «02» ولم يصل رجالها سوى بعد ساعة وأربعين دقيقة.