لاريجاني يتعهد بالمضي قدما في البرنامج النووي الإيراني ومواصلة التفاوض

ألف طالب إيراني يشكلون سلسلة بشرية حول محطة أصفهان

TT

طهران ـ الوكالات: أعلن المسؤول الجديد عن الملف النووي المتشدد علي لاريجاني أمس، تصميم ايران على مواصلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم مع استمرار المفاوضات مع الاوروبيين. وأكد لاريجاني لصحيفة «شرق» انه سيتولى الملف النووي الايراني خلفا لحسن روحاني.

وتندرج تصريحات لاريجاني الاولى في خط المواقف التي يتخذها النظام الايراني دون ان يكون فيها خروج عن السياسة المعتمدة حتى الآن كما كان يخشى لدى تعيينه أول من أمس في منصب سكرتير المجلس الاعلى للأمن القومي، وهو منصب استراتيجي شديد الاهمية. وبذلك يلمح لاريجاني الى ان بلاده لن تتراجع عن اعادة تشغيل مصنع عمليات تحويل اليورانيوم التي تسبق التخصيب.

وقال لاريجاني الذي يتولى مهامه مع تشكيل حكومة الرئيس الجديد المتشدد محمود احمدي نجاد ان «ايران ترفض قرار» الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تطالبها بوقف التخصيب. واضاف لاريجاني ان على الاوروبيين «ان يدركوا ان الحكومة الايرانية مصممة على الاستمرار في انتاج الوقود النووي». واعتبر انه «من المحتمل نظريا» رفع الملف الايراني الى مجلس الأمن الدولي.

وتابع «لكننا نؤكد على (اعادة تشغيل) ناتانز»، حيث مصنع التخصيب، مضيفا «لكن علينا المرور بقنوات التفاوض». وقال ان «التفاوض هو الاسلوب الانسب». واضاف «من المستبعد ان يحصل الاميركيون والاوروبيون على اي شيء عبر النظر الى الملف الايراني من الناحية الأمنية وبتبني موقف متصلب».

وتحدت ايران الغربيين بإعلانها الاسبوع الماضي كسر الاختام عن مصنع اصفهان للتحويل وعن ناتانز عندما قبلت طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) تعليق نشاطاتها النووية الحساسة لبدء مفاوضات مع الاوروبيين. وطلب الاوروبيون تدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويرى الغربيون الذين فقدوا الثقة بعد ان اخفت ايران برنامجها لـ18سنة ان السماح للايرانيين بتخصيب اليورانيوم يحمل مخاطر انتشار الاسلحة النووية. وتؤدي هذه النشاطات الى انتاج الوقود للمحطات المدنية، لكن يمكن تحويلها لصناعة السلاح النووي.

وفي قرار صدر بإيعاز من الاوروبيين حثت الوكالة الدولية ايران على العودة الى تعليق نشاطاتها النووية تعليقا تاما. وأكد الاوروبيون انهم سيدعمون قرار اللجوء الى مجلس الأمن في حال اصر الايرانيون على موقفهم. ورفض الرئيس الاميركي جورج بوش مجددا استبعاد اللجوء الى القوة.

وردت ايران بأنه «لا رجوع» عن قرارها، مؤكدة ان معاهدة الحد من الانتشار النووي التي وقعت عليها تقر بحقها في التخصيب. وما زالت نشاطات التخصيب الفعلية معلقة في ناتانز. لكن الايرانيين اكدوا مرارا ان ناتانز ستستأنف نشاطاتها بموجب الاتفاق المبرم مع الاوروبيين.

وقال لاريجاني «يمكننا بالتفاوض الوصول الى حل يحفظ ماء الوجه للجانبين». وانتقد لاريجاني بشدة الاوروبيين «وخصوصا موقفهم غير المبرر». وبشأن مجلس الأمن قال «رغم المرونة التي ابداها اصدقاء روحاني لم يحسن الاوروبيون التصرف ولا يمكننا استبعاد هذا الاحتمال، لكن علينا تسوية هذه المشكلة وديا». ويتولى لاريجاني مهامه، وهو ومعروف عنه تعنته حيال الغرب. وتؤكد ايران ان النظام الايراني صاحب القرارات الاستراتيجية التي لا تتغير مع تغيير الحكومات.

من جهة اخرى، تجمع نحو الف طالب ايراني حول محطة اصفهان النووية أمس في مظاهرة صاخبة تأييدا للبرنامج النووي الايراني. ووقف الطلبة وقد تشابكت ايديهم حول المنشأة وتلوا بيانا يندد بقرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويدعو المسؤولين الايرانيين الى المضي قدما في خططهم النووية.