بدء حملة لتنظيف جدران غزة من الشعارات وإحلال العلم الفلسطيني محل أعلام الفصائل

قريع يشارك فيها بمسح شعار «عباس خيار الملايين»

TT

غزة ـ (أ.ف.ب): بدأت بلدية غزة أمس حملة لتنظيف شوارع المدينة، ومسح الشعارت عن الجدران تحت شعار «غزة حرة نظيفة»، بمشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع في اطار الاستعدادات التي تقوم بها السلطة الفلسطينية احتفالا بالانسحاب الاسرائيلي.

واستهل قريع الحملة، التي تأتي بعد يوم واحد من البدء الفعلي باخلاء المستوطنين، بمسح شعار «عباس خيار الملايين» عن جدار منزل في الرمال، ارقى احياء غزة. وعلق قريع الذي كان يرتدي قميصا قطنيا ابيض، عليه شعار الحملة، محاطا بعلم فلسطين على ذلك قائلا «نبدأ بشعارات السلطة، ليعرف الجميع انه لا استثناء» لأحد. واشار قريع الى أن الحملة تنظم «ليشاهد العالم ان الاحتلال سبب ما عانيناه، لذلك مع رحيل الاحتلال ننظف شوارعنا ولا نترك اثرا من اثاره في ارضنا، حتى لا يعود. لقد كرهناه فليرحل».

وفي كلمته القصيرة قال قريع «اليوم نكنس الاحتلال من هنا ونخلع اثاره».

وأضاف قريع «اليوم هنا في غزة وغدا في القدس. اليوم هناك في شمال الضفة الغربية وغدا في القدس»، وتابع «مهما اقيم من جدران ومستوطنات وحجارة، فمصيرها للرحيل، كما هي مستوطنات غزة، كما هي معسكراتهم هنا. نعم غدا في الضفة في كل مدينة وقرية، وهنا سنقيم دولة الحضارة والعلم والازدهار، دولة المتعلمين». وقام اطفال بمسح الشعارات، بينما قام عشرات الشبان بكنس الشوارع والطرق المحاذية، وازالة اليافطات بعد ان اتفقت الفصائل الفلسطينية على ازالة الرايات الخاصة بها عن اعمدة الكهرباء وواجهات المباني.

ورفرفت آلاف الأعلام الفلسطينية التي نشرتها اللجنة الشعبية للحماية والمساندة للانسحاب على جنبات شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يصل شمال قطاع غزة بجنوبه.

ومن ثم انتشر مئات الشبان في الطرقات والازقة لرفع الاعلام فوق اعمدة الكهرباء وعلى واجهات المباني، فارتفع العلم الفلسطيني وحده مرفرفا وغابت رايات الفصائل التي غطت الطرقات على مدى سني الانتفاضة.

وفي حي الرمال، اجتهدت الطفلة عايدة الشوا ابنة الاربع سنوات ونصف السنة، لمسح شعار عن حائط منزلها، وامسكت بفرشاة صغيرة، وراحت تطلي باللون الابيض جزءا من حائط المنزل المحاذي لمقر المجلس التشريعي. وتقول الطفلة التي ارتدت فستانا تزينه الورود، وعلى رأسها قبعة بيضاء، وهي تمسك بيد والدتها ام تامر، «غزة حرة نظيفة».

ومقابل مقر المجلس التشريعي، تم نشر علمين فلسطينيين من القماش على طول واجهة بناية من 12 طابقا ضمن الاستعدادات للاحتفال سبتحرير» غزة.

وعمدت بلدية غزة التي تنظم هذه الحملة الى نشر اكثر من الفي عامل ومتطوع يرتدون زيا موحدا هو عبارة عن تي ـ شيرت وقبعات زرقاء وبيضاء تحمل شعار هذه الحملة التي ستمتد حتى نهاية الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وقام عناصر من البلدية بطلاء جوانب الارصفة باللونين الاسود والأبيض.

وقال ماجد ابو رمضان القائم بأعمال رئيس البلدية ان الحملة تهدف الى اظهار غزة «جميلة نظيفة امام شعبنا والعالم». وتابع «منعنا لاحتلال من القاء النفايات الصلبة، والتي تقدر بستة اطنان يوميا في اماكنها المخصصة شرق غزة بعد ان باتت خاضعة للاحتلال الاسرائيلي منذ خمس سنوات».

واصطحب عدد من الآباء والامهات اطفالهم للمشاركة في الحملة التي شارك فيها كذلك وزراء السياحة والاقتصاد والحكم المحلي والشؤون المدنية، والمواصلات والنقل ورئيس سلطة الطاقة، إضافة إلى رئيس بلدية غزة الذين امسكوا بدورهم الفرشاة لطلاء الشعارات باللون الابيض. وبعرض الشوارع الرئيسية، علقت يافطات موحدة من القماش والجلد كتب عليها «اليوم غزة وغدا الضفة والقدس» و«الشعب يحرر.. الشعب يبني دولته».

من جهة اخرى، أعلن قريع أن الحكومة قررت تنظيم المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في 29 سبتمبر (ايلول) في 150 مجلسا محليا وبلديا في قطاع غزة والضفة الغربية.

وتعلق الفصائل السياسية، اهمية كبيرة على هذه الانتخابات، التي تشمل مدنا كبرى في قطاع غزة، مثل غزة وخان يونس وجباليا، وكذلك مدنا كبرى في الضفة الغربية.

وكانت حركة حماس حققت تقدما كبيرا في الانتخابات السابقة لتشغل نحو 60% من المجالس البلدية في قطاع غزة، على حساب حركة فتح، ابرز فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وأقدمها.