ثلثا المستوطنين في قطاع غزة وافقوا على الرحيل من دون مقاومة ونصفهم حصل على التعويضات

4 مستعمرات أخليت من سكانها خلال اليومين الأخيرين

TT

كشف مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي للشؤون الاستراتيجية، العميد عيبال جلعادي، عن أن أكثر من ثلثي المستوطنين في قطاع غزة (1127 عائلة من مجموع 1600)، أبلغوا الحكومة موافقتهم على مغادرة بيوتهم في المستعمرات من دون مقاومة وأن 470 عائلة منها قبضت التعويضات المقررة لها بموجب قانون خطة الفصل .

وتوقع جلعادي ان تغادر 800 عائلة البيوت في القطاع خلال اليومين المقبلين من دون مقاومة وأن تغادر البقية، بغالبيتها الساحقة البيوت مع نهاية الأسبوع المقبل. وكانت 4 مستوطنات قد أخليت بالكامل خلال اليومين الماضيين هي نيسانيت ودوغيت شمالي غزة وكديم وغنيم شمال الضفة الغربية، ولم تبق فيها سوى 9 عائلات. وتم الاخلاء من دون مقاومة. وفي نيسانيت تم تفكيك كنيس يهودي، وسط بكاء الجنود والمستوطنين معا، بعد ظهر اول من أمس.

وقالت مصادر مطلعة أن حملة الاحتجاج اليمينية المتطرفة قد ضعفت كثيرا، ولم يعد المستوطنون يجدون متظاهرين من اليمين ضد هذه خطة الانسحاب.

وبالفعل، فإن المظاهرة المقرر ان تجمع عشرات ألوف النشطاء أمام مكتب رئيس الوزراء في القدس، والمقرر أن تمتد حتى تنتهي عملية اخلاء جميع المستوطنات، فشلت فشلا ذريعا ولم يحضرها سوى بضع مئات.

وكان منظمو المظاهرة من مجلس المستوطنات قد تفاوضوا مع الشرطة وطلبوا تصريحا لمشاركة 50 ألف متظاهر. والشرطة هي التي فرضت عليهم الاكتفاء بعشرين ألفا. وقد حمل بنحاس فالرشتاين، أحد قادة هذا المجلس رئيس تجمع المستوطنات القائمة قرب رام الله، مسؤولية الفشل الى رئيس الوزراء، أرييل شارون وحكومته والشرطة بقوله «فقد نشروا جوّا ارهابيا في الشارع ضد المتظاهرين، وأثاروا من حولهم مخاوف مصطنعة». الا ان المراقبين يؤكدون ان المقاومة الاستيطانية لخطة الفصل قد انهارت. وقال أحد المقربين من شارون «لو كان الوضع عكسيا وحضر عشرات الألوف الى هذه المظاهرة لكان المستوطنون أقاموا حفلات الرقص في الشوارع وهم يتحدثون عن الدعم الشعبي الهائل لمعركتهم ضد الخطة». واثار هذا الفشل المتطرفين من بين مقاومي خطة الفصل، فراحوا يحرقون الاطارات القديمة ويحطمون زجاج السيارات والبيوت بشكل عشوائي داخل المستوطنات، ويثيرون المزيد والمزيد من المواطنين ضدهم، حتى من صفوف المستوطنين أنفسهم. وحاولوا رفد النشطاء اليمينيين المتحصنين في المستوطنات بحوالي ألف متظاهر جديد، الا ان الشرطة منعتهم بالقوة واصطدمت بهم واعتقلت ثلاثة منهم على ذمة التحقيق وأبعدت الباقين عن المكان.

يذكر ان شارون ألقى خطابا الى الأمة، الليلة قبل الماضية، حاول فيه تهدئة خواطر المستوطنين. فقال انه هو أيضا كان يعتقد في الماضي ان المستوطنات في قطاع غزة ستبقى فيها الى الأبد، وانه لن يأتي اليوم الذي يرى فيه مستوطنة تهدم. لكن الأوضاع قد تغيرت في البلاد والعالم حسب قول شارون «فاضطررت الى تغيير تقديراتي وآرائي ومواقفي». واضاف شارحا أسباب صحة أقواله «لا يمكن الاحتفاظ بغزة تحت السيطرة الاسرائيلية. فيوجد فيها اليوم ما يربو على مليون فلسطيني، وهم يتضاعفون مرة في كل جيل. ومحشورون في مخيمات اللاجئين الفلسطينية في ظروف الفقر والضائقة، فاذا تركناهم على ما هم عليه، من دون أن نتدخل سنؤدي الى تعميق ضائقتهم. وبالتالي فإنهم سيقعون فريسة لليأس ونتائجه المدمرة، وستتضاعف لديهم الكراهية وسيفقدون الأمل».

وتمنى شارون على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، أن يقلل من الكلام ويكثر من الأفعال في مجال مكافحة الارهاب. وقال انه يريد أن يرى نشاطا حقيقيا على الأرض، فإذا لم يفلح أبو مازن فإن اسرائيل ستأخذ زمام المبادرة، وتواجه التنظيمات الفلسطينية المقاومة بقوة. وأما اذا نجح فإن الاسرائيليين سيقابلون تصرفاته فقط بأغصان الزيتون. ثم ينتقلون معه الى التفاوض الجاد على خطة «خريطة الطريق» للتسوية الدائمة للأزمة.