إسرائيل تبقي قواتها في المستوطنات التي ستخلى لعدة أسابيع

اعتقال عشرات المستوطنين في أعقاب مواجهات في مستوطنة «نافيه ديكاليم»

TT

وقعت صباح أمس مواجهات عنيفة بين مئات المستوطنين وجنود جيش وشرطة الاحتلال، عند مدخل مستوطنة «نافيه ديكاليم»، كبرى مستوطنات القطاع لدى محاولة الجنود ادخال حاويات لاستخدامها في شحن أمتعة المستوطنين الراغبين في المغادرة. وقام المستوطنون بإلقاء البيض والحجارة على الجنود الذين كانوا يقومون بادخال الحاويات. وذكرت قيادة المنطقة الجنوبية ان ثلاثة من المستوطنين وأحد أفراد الشرطة اصيبوا بجراح في المواجهات. وقام افراد شرطة الاحتلال باعتقال خمسين مستوطن شاركوا في التصدي لقوات الجيش وحاولوا منع افراد الشرطة والجنود باجسامهم. وقام المستوطنون من سكان المستوطنة وعدد من المستوطنين الذين نجحوا في التسلل اليها باحراق حاويات النفايات في محاولة لاعاقة تقدم عناصر الشرطة التي تحاول اقتحام بوابات المستوطنة. وقام المستوطنون بالاعتداء على عدد من الصحافيين الاسرائيليين والاجانب والعرب، الذين سمحت لهم قيادة المنطقة الجنوبية بتغطية عملية الاخلاء. وفي ساعات الظهر قامت سلطات الاحتلال بالافراج عن ثلاثة من قادة المستوطنين في الضفة الغربية الذين حاولوا التسلل الليلة قبل الماضية الى مستوطنات قطاع غزة. وأفرجت قوات الاحتلال عن كل من رئيس مجلس مستوطنات الضفة بنتسي ليبرمان، وسكرتير حركة «أمناة» الاستيطانية زئيف حيفر، وبنحاس فالنشتاين أحد قادة المستوطنين المكلف بقيادة حملة الاحتجاجات ضد خطة «فك الارتباط». من ناحيته يقدر جهاز المخابرات الاسرائيلية الداخلية «الشاباك» أن 400 من غلاة المتطرفين اليهود من مستوطني الضفة الغربية، الذين يطلقون على انفسهم «فتية التلال»، نجحوا في التسلل الى مستوطنات قطاع غزة. ويعتبر «فتية التلال» من اكثر جماعات المستوطنين وحشية في التعامل مع الفلسطينيين. من ناحيته قال الجنرال جرشون هكوهين قائد القوات المشرفة على تطبيق خطة «فك الارتباط» أن قواته لم تخطط للمواجهات وغير معنية بها، وكانت تعمل على وصول الحاويات لكل من يرغب في مغادرة المستوطنة. واضاف أنه سيشرع في اخلاء المستوطنات التي تبدي مقاومة اقل، ثم ينتقل لتلك التي تبدي ممانعة أكبر. من ناحيته قال مركز الادارة القومي التابع لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون أن ثلث المستوطنين في قطاع غزة وشمال الضفة الغربية قد غادروا بالفعل المستوطنات. واضاف المركز أن ستمائة عائلة غادرت بالفعل المنطقة، قبل أن تبدأ عملية الاخلاء بشكل رسمي. وتواصلت حركة المستوطنين المغادرة للمستوطنات باتجاه اسرائيل عن طريق محور «كيسوفيم». وقام عدد من سكان مستوطنتي «بات ساديه»، و«ريفح يام» جنوب القطاع بإشعال النيران في منازلهم قبل ان يغادروها.

من ناحيته قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أن قواته لن تسمح للجانب الفلسطيني بدخول المستوطنات المنوي إخلاؤها في قطاع غزة فور اتمام اخلاء المستوطنين منها، منوها الى ان قوات الاحتلال ستبقى منتشرة في تلك المستوطنات لفترة أخرى، قد تمتد لعدة أسابيع اخرى. واكد موفاز ان الحكومة الاسرائيلية ابلغت السلطة الفلسطينية بهذه الرسالة، خلال لقاءات التنسيق التي اجراها الجانبان أخيرا. وهدد موفاز باعتقال كل المستوطنين، الذين يحاولون عرقلة مهمة قوات الجيش والشرطة في اخلاء المستوطنات. واضاف أنه سيحدد في وقت لاحق المستوطنات التي سيتم اخلاؤها اولاً، بناءً على معطيات خاصة، تتعلق بعدد المستوطنين داخل المستوطنات الذين غادروا منازلهم بمحض إرادتهم حتى انقضاء المهلة المحددة لذلك، بحلول منتصف قبل الماضية. وتوقعت مصادر اسرائيلية أن تنفيذ خطة «فك الارتباط» يمكن ان ينجز في غضون عشرة أيام، في حال لم تحدث عمليات غير متوقعة في اللحظات الأخيرة. وقالت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر أمس الثلاثاء ان قيادة قوات الاحتلال، تعتقد ان نصف المستوطنين في قطاع غزة، سيخلون بشكل طوعي مستوطناتهم حتى صباح اليوم الاربعاء.