«هارتس»: «فك الارتباط» يمثل انتصار الفلسطينيين بالنقاط

TT

غزة: «الشرق الأوسط» :اعتبرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان تنفيذ خطة «فك الارتباط»، يعبر عن انتصار الشعب الفلسطيني في المواجهة مع اسرائيل. وقالت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر امس الثلاثاء، ان الفلسطينيين انتصروا بـ«النقاط» في نهاية السنوات الخمس الأخيرة من انتفاضة الاقصى. وأشارت الصحيفة الى التناقض في المشهدين الاسرائيلي والفلسطيني. ففي حين تنطلق المسيرات الفلسطينية المعبرة عن الفرح بالانتصار، وتتنافس الفصائل الفلسطينية فيما بينها، حول الدور الأكبر في طرد الإسرائيليين، يبكي المستوطنون «التمزق الداخلي»، الذي يعصف بالمجتمع الاسرائيلي بسبب الاستقطباب بشأن الموقف من فك الارتباط. واضافت الصحيفة ان إجراء مقارنة بين الطرفين يبين تحقيق الفلسطينيين الانتصار في المواجهة.

واضافت الصحيفة ان الفلسطينيين طالبوا بانسحاب إسرائيل من جميع المناطق، وطالبوا بدولة عاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، وفي المقابل أصرت إسرائيل في الحفاظ على الوضع الراهن. واشارت الصحيفة الى انه لما لم يخضع الفلسطينيون، قررت اسرائيل الانسحاب من بعض المناطق بدون أن تتلقى شيئاً في المقابل من الفلسطينيين، حيث لم تتغير مواقفهم السياسية، وبالرغم من الضربات الشديدة التي تعرضوا لها فقد حافظوا على القدرة على الرد ولم يقوموا بإجراء إصلاحات، وتبديل القيادة الحالية حصل بسبب موت ياسر عرفات وليس بسبب الضغط الإسرائيلي. وقالت الصحيفة ان شارون تنازل مرتين، الأولى عندما وافق على تجميد البناء في المستوطنات بسبب الضغط الأميركي، والثانية في خطة فك الارتباط. واشارت الصحيفة الى الجانب العبثي للمشروع الاستيطاني في قطاع غزة. وقالت ان مئات الفلسطينيين والإسرائيليين قتلوا في معارك حول مستوطنات القطاع، وأن مبالغ طائلة قد دفنت في الرمال في بناء البنى التحتية والتحصينات. وتساءلت «إذا كان القادة يقولون إنه من الواضح، أننا لن تحتفظ بقطاع غزة في الحل الدائم، فلماذا الإصرار على الاحتفاظ بمكان ليس له أي مستقبل؟ هل السبب هو تجنب المواجهات الداخلية مع المستوطنين ومؤيديهم السياسيين؟».. واضافت الصحيفة أن الفلسطينيين نجحوا في أن ينحتوا في الوعي الجمعي للاسرائيليين، ان المشروع الاستيطاني عديم الجدوى، الى جانب الاعتراف بمحدودية القوة وأهمية الشرعية الدولية. واضافت الصحيفة «ومن الواضح أن غزة أولاً لن تكون غزة أخيراً، بنظر إسرائيليين كثيرين بمن فيهم رئيس الحكومة، وأنه من المتوقع إخلاء واسع آخر في الضفة الغربية»، على حد تعبير الصحيفة. واستنتجت الصحيفة ان كل العمليات السياسية بين العرب واسرائيل، هي نتاج الحروب، وتعكس موازين القوى بين الجانبين عندما تنتهي هذه الحروب. وتطرقت صحيفة «يديعوت احرنوت» في عددها الصادر امس، الى الخطاب الذي القاه شارون مساء اول امس بمناسبة بدء تنفيذ «فك الارتباط». وقالت الصحيفة إن الخطاب أوضح مدى جنون المشروع الاستيطان، الذي كان شارون أهم قائد اسرائيلي ارتبط به ودافع عنه. وحول ادعاء شارون في خطابه ان احد الاسباب التي دفعته لتنفيذ خطة «فك الارتباط» تتعلق بالعوامل الديموغرافية، قالت الصحيفة ان شارون كان يعي الواقع الديموغرافي، عندما كان يشجع الاستيطان في كل مكان من الارض الفلسطينية. واعتبرت ان التعليلات التي قدمها شارون للخطة غير مقنعة.