وزير الداخلية البريطاني يرجح وجود صلة بين موجتي الاعتداءات الإرهابية في لندن الشهر الماضي

TT

رجح وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك وجود صلة بين اعتداءات 7/7 و 21 / 7 الارهابية التي استهدفت نظام المواصلات في العاصمة لندن، ولم يستبعد حصول المجموعتين على مساعدات من جهات خارجية، غير انه اوضح ان الصلة بين هذه وتلك لاتزال موضع بحث المحققين الذين لم يتمكنوا بعد من معرفة طبيعتها. وجاءت تصريحاته في مقابلة إذاعية صباح امس مناقضة لمعلومات منسوبة لمصادر استخباراتية قبل ايام، غير ان الوزير اتفق مع ما نسب الى تلك المصادر المجهولة، حين اكد احتمال تعرض البلاد لضربات جديدة.

واشار الى انه قرر استعمال صلاحيات كان يتمتع بها سلفاً، وذلك لاقصاء الاصولي السوري الاصل عمر بكري محمد. يُذكر ان نائب رئيس الوزراء جون بريسكوت اكد قبل يومين او ثلاثة من اتخاذ كلارك قراره بعدم السماح لبكري بالعودة من بيروت، ان بوسع الاصولي المتشدد ان يخرج ويدخل الى بريطانيا ساعة يشاء لان الحكومة لا تستطيع منعه من ذلك. ومن قبيل السخرية تمنى بريسكوت، الذي كان ولايزال يقوم مقام رئيس الوزراء توني بلير الموجود في اجازة خارجية، على بكري ان يطيل اقامته في لبنان! يُشار الى ان بلير نفسه اكد اخيراً انه سعى خلال السنوات القليلة الى التخلص من المتشددين، بيد ان المحاكم عرقلت محاولاته، لكن تبين الاسبوع الماضي ان الصلاحيات التي تستطيع لندن بموجبها التخلص من بكري، كانت متوفرة سلفاً منذ مدة طويلة، ولفت معلقون الى ان هذا يدل على «التخبط» الذي تعاني منه سياسة الحكومة الرامية الى التعاطي مع الاصوليين. واعرب كلارك الذي عاد قبل ايام من اجازته السنوية، في مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، عن اعتقاده الاكيد بان المجموعتين اللتين نفذتا تلك الهجمات كانتا على صلة ببعضهما البعض، وقال «اعتقد انه سيكون من المدهش جداً جداً لو انهما (الهجمات في المناسبتين) لم تكونا متصلتين بشكل من الاشكال»، واضاف «ليست هناك صلة مباشرة بينهما تم التأكد منها رسمياً حتى الآن»، وزاد أن «المسألة مسألة أدلة»، وتابع «لانزال نجهل الحجم الحقيقي للشبكة المتورطة» في تفجيرات 7/7 ، موضحاً ان العمل متواصل للكشف عن طبيعة وتفرعات هذه الشبكة دولياً. وكانت تقارير قد نقلت السبت الفائت عن مصادر استخباراتية مطلعة قولها انها تشعر بالقلق لان التحقيقات الاولية لا تدل على أية علاقة ربطت بين الفريقين الارهابيين او على تلقي أي منهما مساعدات من طرف آخر. وافادت تلك المصادر حسب صحيفة «الاندبندنت» البريطانية ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان كلاً من المجموعتين كانت تتمتع باستقلال ذاتي، واعتبرت ان الحديث عن اشراف «عقل مدبر» تابع لشبكة «القاعدة» او غيرها هو اقرب الى الخيال منه الى الحقيقة. وشدد كلارك امس على التحذيرات التي اصدرها السير إيان بلير الاثنين الماضي عن وجود احتمال قوي بتعرض البلاد لاعتداءات اخرى، وقال الوزير «لانزال قلقين»، واضاف «بطبيعة الحال، احد الاهداف الرئيسية للتحقيق، الذي يمضي قدماً الى الامام حالياً، هو تحديد أية صلات وهو امر سيساعدنا على التصرف بشكل اكثر فاعلية لتقليص تلك الاحتمالات».