الأزهر يدعو لعقد مؤتمر إسلامي عالمي لتحديد مفهوم الإرهاب فقهيا وسياسيا

TT

دعا مؤتمر إسلامي عالمي نظمته جامعة الأزهر أمس بمشاركة كافة المجامع الفقهية والمرجعيات الإسلامية، لتحديد مفهوم الإرهاب فقهيا وسياسيا. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي عقد تحت شعار «الإرهاب عدو الإسلام» أن العنف الذي تمارسه بعض الجماعات التي تنتسب للإسلام إنما هو إفراز لفلسفة معينة تتبناها الجماعات وثمرة لفقه خاص له وجهته ومفاهيمه.

ومن جانبه أكد شيخ الأزهر د. محمد سيد طنطاوي ان شريعة الإسلام جاءت بأحكام قاطعة تحرم الظلم وقتل النفس بغير حق والتي هي من افحش الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون، مشيرا إلى الفرق بين الجهاد في الإسلام وما يرتكبه الإرهابيون من أعمال إرهابية كالفرق بين السماء والأرض.

وأضاف أن «الذين ينسبون العنف والإرهاب إلى الإسلام ويدعون انه استشهاد في سبيل الله ليسوا بمسلمين، لان الإسلام دين رحمة وعدل وسلام يرفض تصرفاتهم الحمقاء وقتلهم للآمنين من الرجال والنساء والأطفال وتخريبهم للمنشآت بصورة قد بلغت الدرك الأسفل في الغدر والخسة»، مشيرا إلى أن الله قد حدد عقابهم في الدنيا والآخرة، قال تعالي«إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض».

ومن جانبه أكد وزير الأوقاف المصرية د. محمود حمدي زقزوق علي أهميته دور قادة الأديان السماوية وفي مقدمتها الإسلام لابراز قيم العدل والرحمة والسماحة التي جاءت بها الأديان السماوية لبيان موقفها من الإرهاب.

وأضاف الوزير: لا يجوز أن يحاكم الإسلام بسبب تصرفات قلة من الخارجين عن الإسلام، مؤكدا أن الإسلام قام على قيم العدل والسلام والرحمة والوفاء بالعقود والعهود والزام المسلمين بحسن معاملة أهل الأديان الأخرى وتأمينهم علي أنفسهم واموالهم في ديار الإسلام وعدم التعرض لهم بأي أذى مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام «من آذى ذميا فاني حجيجه يوم القيامة».

ومن جانبه تناول د. علي جمعة مفتي مصر التاريخ الأسود للإرهاب في مصر والعالم، مؤكدا أهمية تكاتف العالم كله لمحاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره لانه خطر يهدد البشرية جمعاء، مشيرا أن الإرهاب لا دين ولا وطن له.

وأوضح د. جمعة أن الإرهابيين لهم أهداف يسعون إليها بالقوة، مشيرا الي أهمية دور المؤسسات الدينية في تربية العقلية العملية وتفنيد فكرة الإرهاب وخاصة الأزهر.

وأضاف أن «الارهابيين يريدون للإسلام أن يكون دينا إقليميا ويريدون كذلك اختزال الجهاد في القتال واتخاذ التشدد مذهبا لهم، فهم أصحاب عقلية تصادمية يفسرون كل شيء على حسب هواهم».

أما د. احمد الطيب رئيس جامعة الأزهر فقد طالب بعقد مؤتمر إسلامي عالمي للإرهاب تشارك فيه كافة المجامع الفقهية في العالم الإسلامي والمرجعيات المعتمدة للوقوف على تحديد مفهوم للإرهاب من منظور فقهي وسياسي ودعوي.