اعتقال باكستاني في أميركا بشبهة التخطيط لمهاجمة 24 موقعا بينها مراكز لتجنيد الحرس الوطني في جنوب كاليفورنيا

السلطات الأميركية تبعد رجل دين إلى باكستان بدعوى السعي لإقامة مدرسة دينية

TT

اعتقلت السلطات الأميركية مواطنا باكستانيا في اطار تحقيق في خطة ارهابية محتملة تستهدف أيا مما يقرب من 24 موقعا في جنوب كاليفورنيا بما في ذلك مراكز لتجنيد الحرس الوطني، وفقا لما قالته مصادر في هيئات تنفيذ القوانين يوم أول من أمس. وكان المتهم، وهو حامد رياض سمانا البالغ 21 عاما من لوس انجليس، قد أخذ بهدوء الى معتقل الأسبوع الماضي من جانب موظفي مكافحة الإرهاب كجزء من تحقيق بدأ باعتقال رجلين في تورانس بتهمة ارتكاب أعمال سرقة في عدد من محطات البنزين. وقالت المصادر ان التحقيق قد أشرك حتى الآن ما يزيد على 100 من موظفي مكتب المباحث الفيدرالي وشرطة التحريات في لوس انجليس واخصائيين في مكافحة الارهاب مع وكالات فيدرالية ومحلية أخرى. وفتحت المعلومات التي جرى جمعها حتى الآن جبهة جديدة ومقلقة بالنسبة لمسؤولي مكافحة الارهاب بسبب صلة محتملة مع صيغة متطرفة من الاسلام تمارسها جماعة تطلق على نفسها «جماعة الاسلام الصحيح». وبينما لا يعرف الكثير عن هذه الجماعة فإنها معروفة منذ عدة سنوات ولديها وجود في سجن فولسوم حيث يعتقل أحد الرجال الثلاثة، وهو ليفار هاني واشنطن البالغ 25 عاما ويقضي عقوبة السجن بسبب ارتكابه اعتداء وسرقة، وفقا لمصادر هيئات تنفيذ القوانين.

وتعتبر جماعة «الاسلام الصحيح» مجرد واحدة من الجماعات الموجودة في السجن التي جرى التحقيق معها بشأن صلات محتملة بمتطرفين ارهابيين. وظل احتمال أن تكون السجون مكانا لتربية ارهابيين داخليين مسألة أساسية بالنسبة للتحقيق الذي يجريه فريق عمل مشترك في مكتب المباحث الفيدرالي.

وبينما رفضت جين هارمان، النائبة الديمقراطية من كاليفورنيا، الافصاح عن أية تفاصيل بشأن التحقيق، فانها قالت اول من امس ان المعلومات المعلنة حتى الآن تؤكد قضايا تشير الى أن النزلاء الحاليين والسابقين ربما كانوا قد جندوا في اطار الارهاب في الولايات المتحدة. وقالت هارمان في مقابلة معها ان «المحادثات حول السجون مستمرة منذ وقت طويل، وتلك ليست قضية جديدة. وسؤالي هو لماذا لا نعرف المزيد عن هذه الجماعة، وماذا بشأن الجماعات الأخرى»؟

وبدأت هذه القضية المتعلقة بمكافحة الارهاب عندما اعتقل واشنطن، 25 عاما، وغريغوري فيرمان باترسون، 21 عاما، من قبل شرطة تورانس لصلتهما بأعمال سرقة لعدد من محطات البنزين في الفترة بين 30 مايو و3 يوليو الماضيين. وجرت الاعتقالات أثناء عملية مراقبة وأدت لاحقا الى تفتيش شقة واشنطن في لوس انجليس.

ووفقا للسلطات فقد اكتشف شرطة التحريات هناك سترات واقية للرصاص، ومواد «جهادية» غير متيسرة عبر الإنترنت، وعناوين أماكن لم يكن من المحتمل أن تكون أهدافا للسرقة مثل مؤسسات الحرس الوطني، ومعبدين يهوديين، والقنصلية الاسرائيلية، وطاولة بطاقات شركة خطوط العال الجوية الاسرائيلية في مطار لوس انجليس الدولي. وتقول مصادر هيئات تنفيذ القوانين انه بالاضافة الى ذلك استولت السلطات على وثائق أخرى تشير الى أن تواريخ معينة، بينها الحادي عشر من سبتمبر، ربما كانت مختارة للقيام بهجمات ارهابية.

وتقول المصادر انه حتى الآن لم يجر اكتشاف صلات بين الرجال المعتقلين في لوس انجليس وأية شبكة ارهابية خارجية. ومن المؤكد أنه من غير المعروف عن سمانا أنه ذو سجل جنائي أو لديه صلات مزعومة مع جماعات ارهابية معروفة.

لكن الوثائق التي أشير الى الاستيلاء عليها في شقة واشنطن تشير بقوة، كما تقول المصادر، الى أن الرجال ربما كانوا يخططون لشن هجوم كان له أن يكشف خلال بضعة أسابيع. وتضيف المصادر ان السلطات ظلت، بالتالي، تجمع أدلة على أساس امكانية توجيه اتهامات جنائية فيدرالية. وقد اعتقل سمانا في مركز اعتقال وسط مدينة لوس انجليس. أما واشنطن وباترسون فمعتقلان في سجن الرجال المركزي منذ اتهامهما بقضايا السرقة. وأصدر قاض في المحكمة العليا أمرا بكفالة بقيمة مليون دولار لباترسون ومليوني دولار لواشنطن.

وقال محامو واشنطن وباترسون مرارا وتكرارا انهم لم يبلغوا بأية اتهامات تواجه موكليهما خارج قضايا السرقة. ولم يمكن التعرف على محامي سمانا. وكان باترسون، الذي ليس لديه سجل جنائي، يعمل في محل لبيع الهدايا في السوق الحرة في مطار لوس انجليس الدولي، حتى أوائل العام الحالي. ولم يشر احد الى أنه كان يجمع معلومات عن المطار كهدف محتمل، ولكن حقيقة انه كان يعمل في «تيرمينال توم برادلي» الدولي قد أثارت اهتمامات موظفي مكافحة الارهاب لأن المطار ينظر اليه منذ فترة طويلة باعتباره واحدا من الأهداف الكبرى المحتملة للولاية.

من ناحية ثانية، وافق رجل دين باكستاني تحتجزه السلطات الاميركية بسبب مخالفته قوانين الهجرة، على ترحليه من الولايات المتحدة بعد اسبوع من تصريح مسؤولين في اجهزة الأمن الاميركية بأنه كان يخطط لإقامة مدرسة دينية متشددة في لودي لتدريب ارهابيين بغرض شن هجمات على الاميركيين. ويخضع شابير أحمد، 39 سنة، وهو إمام سابق لمسجد في سان جوكين فالي، للحبس بسبب إقامته لفترة اكثر من فترة الـ3 سنوات الممنوحة بموجب تأشيرة العاملين الأجانب في المجال الديني في الولايات المتحدة.

وكان القاضي آنتوني س. موراي، الذي وصف احمد خلال جلسة اجرائية الاسبوع الماضي بأنه «خطر على المجتمع»، قد امر بترحيله الى باكستان. إلا ان محاميه، سعد احمد، أشار في سياق إثبات براءة موكله الى عدم وجود تهم جنائية ونية السلطات الاميركية في عدم المساح له بالمغادرة. وأضاف محامي أحمد ان موكله قرر طواعية العودة الى بلاده بعد ان اتضح انه لن يفرج عنه بكفالة. وقال المحامي عقب جلسة اجرائية استغرقت اقل من خمس دقائق انه بناء على ادعاءات السلطات الاميركية، بصرف النظر عن عدم صحتها، وبناء على فترة الحبس الطويلة المتوقعة خلال سير القضية، فإنه موكله يرى انه ليس هناك ما يمكن ان «يقاتل من اجله»، على حد تعبير محامي أحمد، واختتم حديثه قائلا ان الوقت قد حان لمغادرة موكله الولايات المتحدة. وكان مسؤولون في إدارة الجمارك والهجرة قد رحبوا بقرار شابير احمد قبول الترحيل من الاراضي الاميركية كانتصار لإدارتهم وللمواطنين في شمال كاليفورنيا. وكان ضابط بمكتب المباحث الفيدرالي قد قال خلال جلسة اجرائية الاسبوع الماضي ان احمد شابير وآخرين كانوا في المراحل الاولى من إنشاء مدرسة دينية في لودي مماثلة للمدرسة التي كان يعمل بها هو في باكستان، حيث كان يعمل في السابق، وقال مسؤولو الهجرة انه «معروف عن هذه المؤسسة انها تدرب من يلتحقون بها للمشاركة في الجهاد». جدير بالذكر ان ضابط مكتب المباحث الفيدرالي لم يدل بتفاصيل حول الهجمات التي تستهدف اميركيين خلال حديثه حول المدرسة التي كان شابير احمد يعمل على إقامتها في لودي، لكنه أشار الى احمد كونه وسيطا لأسامة بن لادن وإرهابيين آخرين.

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»