طارق غفور لـ: الجرائم العنصرية ضد المسلمين زادت بعد الاعتداءات ثم استقرت بمعدل أقل منه العام الماضي

أرفع ضابط شرطة بريطاني مسلم: بوسع إخواننا في الدين أن يساعدونا أكثر على حمايتهم من الإرهاب وغيره

TT

قال طارق غفور، وهو ارفع ضابط شرطة مسلم في بريطانيا يعمل حالياً مساعداً لقائد شرطة لندن، إن ثمة حاجة متزايدة لتعاون اكبر من جانب الجاليات المسلمة مع الشرطة، واعرب أمس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن اعتقاده بان جرائم الكراهية العنصرية ضد المسلمين في اعقاب الاعتداءات الارهابية الاخيرة، وصلت حداً اقل بكثير مما كان متوقعاً. ودعا المسلمين البريطانيين الى عدم التردد في الابلاغ عن أية معلومات تفيد في التصدي للإرهاب، مؤكداً ان بوسعهم ان يقوموا بذلك بالعربية او الاردو او أية لغة اخرى. واشار الى ان «عملية ترحيل من يعظون بالكراهية (الاصوليون المتشددون) قد بدأت»، وشدد على ان «خطر الارهاب لايزال قوياً» معتذراً عن عدم التعليق على وجود معلومات استخباراتية جديدة تدل على ذلك. وكان غفور، المكلف حالياً تعزيز علاقات اسكوتلنديارد مع الجاليات والمجموعات العرقية والدينية المختلفة، يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعد اطلاقه خدمة الكترونية تمكن المواطن البريطاني من التعاطي مع اجهزة الشرطة عبر هاتفه الجوال. ويتيح النظام الجديد الذي وصفه غفور بانه «غير مسبوق بالنسبة للشرطة البريطانية» للمرء ان يتلقى نشرة اخبارية موجزة تضم التفاصيل الرئيسية حول أي من النشاطات التي تعنيه، خصوصاً لجهة التحذيرات الامنية وحالات الطوارئ في مناطق اقامته او عمله. وبوسع المواطن ان يتلقى هذه «النشرة الاخبارية» على شكل رسالة بالبريد الالكتروني او رسالة توجه الى هاتفه الجوال. وباب الاشتراك مفتوح للجميع باتباع التعليمات الواردة في الموقع الانترنتي للشرطة (www.police.uk ). واوضح مساعد مفوض شرطة اسكوتلنديارد أن الخدمة الجديدة تأتي على سبيل تيسير التواصل بين الشرطة وبين المواطنين، خصوصاً من ابناء الاقليات، وقال «إن قرابة 10 آلاف مواطن يستعملون يومياً خط الهاتف المفتوح على مدار الـ24 ساعة الذي اعلن عنه الشهر الفائت». واعرب عن الامل بان «نظام الرسائل الالكتروني الجديد سيساعدنا على توسيع نطاق التواصل هذا الى حد كبير والتوجه برسائل معينة الى مجموعة بذاتها، كما نأمل ان تردنا عبره معلومات عن الجرائم العادية». واعتبر ان في طليعة اهداف الخط الهاتفي والخدمة الجديدة، هو «تطمين ابناء الاقليات والعمل على مساعدتهم وتوفير الحماية لهم»، لان الخدمة الجديدة لن تمكنهم فقط من تلقي النشرة الاخبارية بل ايضاً من «ارسال ما لديهم من معلومات وبلاغات عن جرائم او اساءة معاملة تعرضوا لها». جدير بالذكر ان رقم الهاتف المفتوح هو 08000282390. وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن مدى اقبال المسلمين على استعمال الخط الهاتفي المفتوح للتعاون مع الشرطة، حث غفور المسلمين على القيام بالمزيد، واوضح أن من الصعب دحر الارهاب «ما لم نقف كلنا من مسلمين وغير مسلمين جنباً الى جنب». وأضاف «نتمنى عليهم ان يكونوا اكثر حماساً للتواصل معنا ويبلغونا بما لديهم»، وتابع «دعنا نكون صريحين، وانا كما تعلم من اعضاء هذه المجموعة (المسلمين البريطانيين)، إن لديهم معلومات تهمنا اما في توفير الحماية للجميع والتصدي لاخطار الارهاب او لمعالجة الجرائم ذات الدوافع الديني». ولفت الى ان بوسعهم «ان يفعلوا ذلك بالعربية او الاردو او أية لغة اخرى عبر الخدمة الالكترونية الجديدة او خط الهاتف الذي فتح الشهر الماضي». وزاد إن «النداء الذي اوجهه لهم هو الرجاء ان تقدموا لنا ما تعرفوه من معلومات تساعدنا من الناحية الامنية واية معلومات اخرى تتعلق بجرائم الكراهية العنصرية». واستوضحته «الشرق الأوسط» عن المدى الذي وصلته هذه الجرائم التي تستهدف المسلمين خصوصاً ان الارقام الرسمية التي اعلن بعضها هو شخصياً قبل ايام جاءت مشوشة والمنظمات الاسلامية تصر انها اقل بكثير من العدد الحقيقي لهذه الجرائم. واجاب غفور «لحسن الحظ ان لندن لم تشهد جريمة قتل عنصرية ذات دافع ديني بعد احداث 7/7 ، كما انه لم يحصل تخريب او أذى على مستوى واسع»، واضاف «هذا يوضح درجة الوعي لدى المجموعات المختلفة وقدرتها على توحيد صفوفها في اعقاب الاعتداءات»، غير انه اردف «لقد ازداد عدد الاعتداءات العنصرية بعد الموجتين الاولى والثانية من التفجيرات»، وتابع «لكن مستوى هذه الجرائم قد بات الآن اقل منه العام الماضي، الامر الذي يدفع الى الارتياح». وزاد «بيد انني اعرف من تواصلي مع المجموعات المختلفة ان ما نعتبره اعتداءات منخفضة المستوى، مثل الحاق الضرر بالممتلكات او اساءة المعاملة، يجري في الحقيقة بشكل منتظم، والاشخاص الذين يتعرضون اليها لا يجدونها بسيطة بل تمثل بالنسبة اليهم كابوساً نفسياً»، وقال «لذلك ارجو من المسلمين كل الرجاء ان يبلغونا بما يخشون منه وبالاساءات التي تواجههم». ولدى تذكيره بما نسب اليه من انتقادات للجاليات المسلمة وطرق عمل المساجد، نفى ارفع ضابط شرطة بريطاني مسلم الكثير مما نقلته الصحف عنه الاسبوع الماضي. وكانت تقارير قد نقلت عنه توجيه اللوم للمسلمين لانهم لم يفعلوا كل ما ينبغي بهم ان يفعلوه في اعقاب اعتداءات الشهر الماضي، وقال غفور «كثير مما ورد على لساني في تلك المقابلة لم يكن دقيقاً، خصوصاً انني سعيت بشدة للتميز بين مساجد واخرى وامتدحت بعض المساجد التي اتخذت اجراءات صارمة لمنع اولئك الذين يعظون بالكراهية من استغلال منابرها».