علمت «الشرق الأوسط» ان الفريق الدولي للتحقيق في مقتل الدكتور جون قرنق النائب السابق للرئيس السوداني في حادث تحطم طائرة في جنوب السودان، قبل اسبوعين في طريقه الآن الى موقع تحطم الطائرة حول منطقة «نيوكوش» الاستوائية، وربما وصل اليوم او غدا لتدشين مهمته الصعبة، المتمثلة في معرفة اسباب تحطم الطائرة، وكشف الغموض المضروب حول تفاصيل الحادث.
ويضم الفريق 7 خبراء أميركيين، وخبراء من روسيا وأوغندا بدأوا عملهم منذ ايام في أوغندا وانجزوا عدة اتصالات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في مدينة «نيوسايد»، أحد معاقل الحركة الشعبية في الجنوب حول كيفية انجاز التحقيق، فضلا عن اتصالاتهم مع المسؤولين الأوغنديين حول الحادث الذي يثار الجدل حوله ما اذا كان حادث ناتج عن سوء الاحوال الجوية ام بفعل فاعل.
وفى الخرطوم، اعلنت لجنة سودانية مشتركة بين الحكومة والحركة الشعبية شكلها الرئيس عمر البشير للتحقيق في الحادث، انها ستتوجه اليوم الى كل من العاصمة الأوغندية كمبالا، ونيوسايد.
وقال سراج الدين حامد عضو اللجنة والسفير السوداني السابق في أوغندا في تصريحات امس، ان اللجنة ستقوم خلال رحلتها اليوم معاينة موقع سقوط الطائرة واجراء تحقيق مع عدد من المسؤولين الأوغنديين، وذكر ان اللجنة ستقوم بتعيين فريق فني يصاحب الصندوق الاسود للطائرة المحطمة الى «مكان جهات الاختصاص التي يتسنى لها فتح الصندوق». وقال سراج الدين ان اللجنة السودانية برئاسة المحامي السوداني ابيل الير، وافقت على العمل مع اللجنة الدولية التي شكلت في أوغندا للتحقيق في الحادث، واشار الى ان اللجنة الدولية تقدمت اليهم «بطلب للعمل معها كفريق واحد، واكدنا لهم التعاون في هذا الاطار وتبادل وجهات النظر»، الا انه استدرك «ان التقرير النهائي سيكون خاصا باللجنة الوطنية». وواصلت الحكومة السودانية امس، حملتها الأمنية التي بدأتها منذ اكثر من يومين تحسبا لتجدد الاضطرابات الدامية التي اجتاحت العاصمة السودانية على خلفية اعلان مقتل قرنق، واسترداد ممتلكات السكان التي نهبت خلال الانفلات الأمنى التي صاحب الاحداث.
ونشرت قوات مشتركة من الشرطة والجيش في احياء دار السلام المعروفة بالكثافة السكانية لأبناء جنوب السودان، كما طوقت احياء جنوب الخرطوم مثل احياء مايو، ومانديلا، وأجزاء من حي الانقاذ، وحيي كرري، وشيكان، في ام درمان. وقال مسؤول في الشرطة لـ«الشرق الأوسط» ان الحملة امس اسفرت عن ضبط كميات كبيرة من المسروقات، التي سرقت ابان الاضطرابات الأمنية، لم يسرد التفاصيل ولكنه قال ان الحلمة ستستمر في مقبل الايام الى ان «يتحقق الانضباط ويسترد المسروقات»، حسب قوله.