زملاء المهندس اللبناني المخطوف في أفغانستان لا يريدون تدخل أي دولة في عملية المفاوضات

طالبان تهدد بقتل أحمد صفي الدين وتلتبس عليها هوية الشركة التي يعمل لمصلحتها

TT

تحدثت «الشرق الأوسط» أمس الى اللبناني أنور فهد صوفان، وهو صاحب شركة يعمل فيها المهندس اللبناني المخطوف أحمد رضا صفي الدين منذ ليلة الأحد الماضي في أفغانستان، فذكر عبر الهاتف من كابل أن شخصين من طالبان اختطفا صفي الدين وهو في طريق عودته من قندهار الى كابل التي يعمل فيها كمهندس محركات كهربائية لمصلحة شركة «صوفان أندستري أند انجينيريغ» التي أسسها صوفان قبل 4 سنوات في أفغانستان بعد أن غادر سيراليون التي عاش فيها مهاجرا طوال 40 سنة.

وقال صوفان، وهو من بلدة جويا في الجنوب اللبناني، ان المهندس صفي الدين، وهو من قرية دير قانون بجنوب لبنان وعمره 44 سنة، متزوج من اللبنانية فاطمة صفي الدين «وهو من خيرة 28 مهندسا لبنانيا يعملون معنا» وفق ما قال عبر هاتف الشركة التي يعمل فيها 135 أفغانيا.

وروى صوفان أن المهندس صفي الدين «هو من النوع العنيد، فطالما نصحته بعدم التجول في أفغانستان واستصغار الشرر، فقبل أسبوع أوفدناه الى قندهار ليقوم بتركيب محرك كهربائي لمصلحة رجل أعمال أفغاني اسمه علي سيد. وبعد أن انتهى من العمل بعد ظهر الأحد الماضي قرر العودة الى قندهار، برغم تحذيراتي له بعدم التجول ليلا في البلاد، فأصر على العودة، لكنه وهو في الطريق اعترضه شخصان مسلحان وهما على دراجتين ناريتين، واقتاداه مخطوفا الى جهة ما زلنا الى الآن نجهلها، لكني متفائل باطلاق سراحه في أي لحظة».

وكانت «الشرق الأوسط» اتصلت ايضا في بيروت بالسيدة فاطمة صفي الدين، زوجة المخطوف، فبكت على الهاتف وقالت انها وأولادها الأربعة من زوجها على أحر من الجمر لسماع نبأ اطلاق سراحه وأنها تتابع أخباره لحظة بلحظة. وذكرت انها أيضا من جنوب لبنان، ومن قرية هناك اسمها شحور.

وكان متحدث باسم حركة طالبان، اسمه عبد اللطيف حكيمي، قد أصدر بيانا تسلمت الشركة التي يعمل فيها المخطوف نسخة منه، وفيه أعلن مسؤولية الحركة عن عملية الخطف وأن الحركة لن تطلق سراحه «الا اذا انسحبت الشركة التركية التي توظفه من هذه المنطقة خلال 24 سنة». لكن اللبناني صفوان قال ان الشركة ليست تركية على الاطلاق ولا تعمل في شق الطرق «بل هي لبنانية ومجالها الهندسة الكهربائية وتوابعها، ولا بد أن هناك التباسا» بحسب تعبيره.

وهدد حكيمي أيضا بقتل المهندس المخطوف، وقال: «في حال لم تغادر الشركة التركية التي يعمل لحسابها أو تستعد للمغادرة فسنقتل المهندس».

ودخلت وزارة الخارجية اللبنانية على خط الجهود المبذولة لانقاذ صفي الدين، اذ طلب وزير الخارجية اللبنانية، فوزي صلوخ، من سفير لبنان في باكستان، وهو أيضا القائم بالأعمال في أفغانستان، بذل كل الجهود لمعرفة مصير المهندس وحقيقة خطفه والسعي الى الافراج عنه.

وكان المهندس خطف عندما وصل الى منطقة قريبة من قلعة عاصمة ولاية زابل، بجنوب شرقي أفغانستان، حيث تكثفت نشاطات المتمردين هناك، لا سيما من عناصر طالبان خلال الأشهر الأخيرة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية بعد شهر، خصوصا في منطقة الجنوب وجنوب شرق وشرق البلاد التي شهدت مقتل فيها 900 شخص منذ بداية السنة الحالية في أعمال عنف نسبت لمتمردين، بينما لم يتجاوز عدد القتلى 850 شخصا في العام الماضي كله.

كما ذكر صاحب الشركة اللبنانية في أفغانستان أنه لإبعاد أي جهة رسمية «ولو كانت دولة من الدول» في عملية المفاوضات مع طالبان «فيما لو بدأنا بمفاوضات» وذلك لأن تدخل الجهات الرسمية في رأيه «يعرقل الأمور أكثر مما يساعد على حلحلتها» كما قال.