شرودر يستغل تهديدات بوش الحربية ثانية في الانتخابات

TT

برلين ـ د.ب.أ:جاء فوز المستشار الالماني جيرهارد شرودر بإعادة الانتخابات في عام 2002 في جانب كبير منه بسبب قوله «لا» للحرب الوشيكة آنئذ على العراق والتي كان معظم الالمان يعارضونها بقوة. كان فوزا صعبا. وتزداد الصعوبة أمام الزعيم الالماني في الفوز بانتخابات العام الجاري. ولكنه سيستغل مرة أخرى تهديدات الرئيس جورج دبليو بوش. وفي هذا السياق بدأ شرودر في توجيه انتقاداته إلى بوش بشأن تصريحاته عن استخدام ممكن للقوة العسكرية ضد إيران.

قال شرودر في مقابلة مع صحيفة «بيلد آم سونتاج» أخيراً، «الوضع خطر جدا. أرى أن الخيار العسكري بالغ الخطورة. على ذلك فأنا أستبعد أي مشاركة للحكومة الالمانية تحت قيادتي (في هذا الخيار)». أضاف شرودر «انطباعي الذي يجب الاعتراف به أيضا في الولايات المتحدة أن المرء يمكنه كسب حروب وحده ولكنه بعد ذلك لا يمكن ضمان السلام.. يمكن رؤية ذلك في أفغانستان وفي العراق، خصوصاً». وكان قد شارك عدد محدود من الجنود الالمان في العمليات القتالية في أفغانستان من عام 2001 ويرابط في البلاد الآن أكثر من ألفي فرد ضمن «قوة المساعدة الامنية الدولية في افغانستان» (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي (ناتو).

لكن شرودر رفض بقوة إرسال أي قوات إلى العراق عام 2003 وبسبب انتقاداته الحادة لحرب بوش على بغداد هوت العلاقات الالمانية الاميركية إلى أسوأ أزماتها بعد عام 1945. وأخذت العلاقات الثنائية في التحسن لكن إذا استغل شرودر التهديدات الاميركية ضد طهران جزءا من كل كلمة له في حملته الانتخابية كما فعل عام 2002 في استغلاله المسألة العراقية فإن العلاقات مع واشنطن يمكن أن تصاب بالفتور سريعا. وكل المؤشرات تفيد بأن شرودر يرى في إيران أملا كبيرا في إحداث تحول في شعبيته المتردية يمكنه من الفوز في الانتخابات. ووجه المستشار الالماني يوم السبت الماضي انتقادات إلى واشنطن فيما يتعلق بموقفها من طهران في كلمة بدأ بها رسميا حملته الانتخابية في هانوفر مسقط رأسه.

وقال المستشار من دون أن يذكر اسم بوش أمام حشد من 10 آلاف من أنصاره «استبعد الخيار العسكري. لقد رأينا بالفعل أنه غير مجد». وقال شرودر للجمهور المحتشد إن «بقاء التحالف الحاكم المؤلف من حزبه الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر في السلطة بعد انتخابات 18 سبتمبر (ايلول) حيوي لضمان أن السياسة الخارجية لالمانيا تصاغ في برلين وليس في أي مكان آخر».

أضاف وسط تصفيق من جماهير أنصاره «يجب ألا يكون هناك أي إذعان في سياستنا الخارجية». استغل شرودر تصريحات أدلى بها بوش للتلفزيون الاسرائيلي في مزرعته في كروفورد في تكساس قال فيها الرئيس الاميركي إنه يبحث استخدام القوة ضد إيران كملاذ أخير لوقف برنامجها النووي. قال بوش «أرى أن كل الخيارات مطروحة. استخدام القوة هو الخيار الاخير لأي رئيس وكما تعلمون فقد استخدمنا القوة في الماضي القريب لتأمين بلادنا».

وفي انتقاد آخر واضح للولايات المتحدة قال شرودر إن الدعوات إلى إيران بوقف البحوث النووية كانت ستصبح أكثر صدقية لو أن الدول التي تملك بالفعل أسلحة نووية فعلت ما هو أكثر لنزع السلاح النووي في السنوات الماضية.

في الاسبوع الماضي استأنفت إيران تحويل اليورانيوم بعد أن رفضت عرضا من الاتحاد الاوروبي بمساعدات اقتصادية وفنية مقابل وقف برنامجها النووي المثير للجدل والذي يعتقد على نطاق واسع أنه يستهدف إنتاج قنبلة نووية. ويأتي الضرب على وتر الازمة الايرانية قبل 5 أسابيع فقط من الانتخابات الالمانية وتأخر شرودر بشكل مشين عن منافسته المحافظة أنجيلا ميركل زعيمة التحالف المسيحي الديمقراطي.