الجيش الإسرائيلي: توقع إنهاء إخلاء المستوطنات قبل المدة المقررة

في ضوء تجربة اليوم الأول لعمليات ترحيل المستوطنين

TT

مع مرور اليوم الأول لاخلاء المستوطنين اليهود من المستعمرات القائمة في قطاع غزة ونجاح عمليات ترحيل المستوطنين، أعلن رئيس قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي، الجنرال يسرائيل زيف، أمس، ان الاخلاء يتم بأسرع وأسهل مما كان متوقعا، وعليه فإن هناك احتمالا بأن تنجز المهمة قبل الموعد المقرر لها ( ثلاثة أسابيع ).

وكانت قوات من الشرطة والجيش، قوامها 15 ألف جندي، قد بدأت عمليات الاخلاء في الساعات الأولى من فجر أمس. فدخلت ست مستعمرات في المنطقة الجنوبية من قطاع غزة في آن واحد. وانتشروا على البيوت، بيتا بيتا. ولكل بيت خصص 16 جنديا. فتقدم قائد الفرقة وقرع الباب. فاذا فتحوا له يطرح السلام، ثم يبلغهم ان عليهم بمغادرة البيت فورا وبلا تأخير تنفيذا لقرارات الحكومة والكنيست (البرلمان الاسرائيلي). فاذا اعترضوا يقوم كل أربعة جنود بحمل المستوطن أو دفعه الى الخارج والبدء بحزم أمتعته وأثاث البيت في صناديق الكرتون التي يحضرها الجيش معه، واذا رفض أصحاب البيت فتح الباب يتم كسره بالقوة واخلاء من فيه. وفي الحالتين يعتذر الجنود من المستوطنين بسبب اضطرارهم الى القيام بهذه المهمة القاسية.

وكانت ردود الفعل متباينة ما بين مستوطنة وأخرى. وكذلك جاءت تصرفات المستوطنين الذين يعيشون في المستوطنات مختلفة عن تصرفات ضيوفهم، عناصر اليمين المتطرف الذين بلغ عددهم 5000 شخص تقريبا. فالغالبية الساحقة من المستوطنين لم يقاوموا. بل تحول اللقاء بينهم وبين جنود الاخلاء الى حلقات بكاء واحتضان مشتركة، سالت خلالها دموع الجنود والمستوطنين، وراحوا يتعانقون ويجهشون أمام مئات كاميرات التلفزيون والصحافة، ويقيمون الصلوات اليهودية المشتركة. وفي حالات متطرفة فقط قاوموا الاخلاء بواسطة اغلاق الباب في وجه الجنود. لكن أيا منهم لم يقاوم بعنف. وقام بعضهم «بفشّ خلقه» في جدران البيت، اذ راحوا يكسرونها ويحطمونها أو يكتبوا عليها الشتائم ضد شارون وحكومته. الا ان الضيوف من نشطاء اليمين المتطرف حاولوا عرقلة مهمة الجيش بمختلف الوسائل، وبضمن ذلك المقاومة العنيفة والشتائم ومحاولات التحريض على الحكومة ورئيسها، أرييل شارون. وقام العديدون منهم باستفزاز الجنود بواسطة استخدام قضية المحرقة اليهودية التي أقامها النازيون الألمان في اوروبا، وهي قضية بالغة الحساسية في اسرائيل، خصوصا بالنسبة للمواطنين والجنود القادمين من عائلات فقدت بعض أو جميع أبنائها وبناتها في تلك المحرقة. حيث أنهم وضعوا نجمة داود السداسية على صدورهم مثلما كان اليهود يفعلون اضطرارا في زمن النازية. وقد تصرف الجيش مع هؤلاء بحزم شديد، واعتقل 300 منهم على الأقل، حتى مساء يوم أمس وحده. وتبادلوا معهم اللكمات. لكن هنا أيضا لم تستخدم أسلحة أو أدوات حادة. بل حرص المستوطنون على تسليم ما تبقى في أيديهم من أسلحة الى الشرطة، قبل أن تصل اليهم قوات الاخلاء. وقد أعرب رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، اللواء دان حالوتس، عن رضاه وسعادته من نتائج اليوم الأول للاخلاء. وقال خلال جولة ميدانية في مستوطنات قطاع غزة، أمس، أن الجنود يؤدون مهمتهم بمنتهى الدقة والصبر. والمستوطنون يقومون بأعمال الاحتجاج بطريقة مسؤولة. ودعا من تبقى من المستوطنين ان يمتنعوا عن المقاومة، لأنها ـ كما قال ـ غير مجدية البتة. اذ ان الاخلاء سيتم حسب القانون ولن تستطيع أية مقاومة أن توقفه.

وقال الجنرال زيف، رئيس دائرة العمليات في الجيش الاسرائيلي، يسرائيل زيف، ان المهمة تنفذ على أكمل وجه. بل ان التوقعات لدى الجيش كانت أكثر سوداوية من الواقع. فالاخلاء يتم بسرعة تزيد عما كان متوقعا. وقال: اذا استمرت هذه الوتيرة من العمل، فإننا سننجز مهمتنا قبل الموعد المحدد لانهاء عملية الاخلاء. وفي هذه الحالة ـ قال ـ سيبدأ مبكرا أيضا هدم البيوت، التي سيتركها المستوطنون، وربما يبدأ في الأسبوع القادم.