120 عراقيا يسقطون في اعتداء مزدوج بسيارات مفخخة في بغداد

10 دقائق فصلت بين 3 تفجيرات متتابعة في محطة للنقل بين المحافظات ومستشفى مجاور

TT

قتل 43 شخصا على الاقل وأصيب 76 آخرون بجروح، كلهم من المدنيين ومن رجال الشرطة، في هجوم منسق وقع في وقت الذروة الصباحية امس; استهدف بثلاثة اعتداءات بسيارات مفخخة، محطة رئيسية للحافلات وسيارات النقل بين بغداد وعدد من المحافظات ومستشفى يقع وسط العاصمة العراقية بغداد. وقد انفجرت ثلاث سيارات مفخخة بالتتابع بفارق عشر دقائق بين كل انفجار، اثنان منها في «كراج النهضة» والثالثة عند المستشفى المجاور في القسم الشرقي من بغداد الرصافة.

وبحسب مصدر في وزارة الداخلية العراقية فان السيارة الاولى انفجرت داخل محطة السيارات; المحطة الخاصة بالحافلات والسيارات المتوجهة نحو المدن الشيعية الجنوبية، والثانية انفجرت بعد نحو عشر دقائق عند مدخل المحطة. وتسبب الانفجاران الأول والثاني في ارتفاع عمود ضخم من الدخان الاسود في السماء الصافية فوق بغداد.

وأضاف المصدر، ان الانفجار الثالث وقع على بعد 15 مترا من المدخل الرئيسي لشعبة الطوارئ في مستشفى الكندي. وكان رجال شرطة وأطباء وموظفون صحيون بين ضحايا الانفجار الثالث الذي وقع قرب العيادة الطبية التي كان ينقل اليها ضحايا الانفجارين الاولين.

وأدت الانفجارات الى تدمير عدد كبير من السيارات المدنية وسيارات الشرطة، وغطت مكان الانفجارات بقع الدماء فيما انتشرت بقايا ملابس وأحذية القتلى والجرحى في كل مكان. وبعد وقوع هذه الانفجارات حضرت قوات الشرطة العراقية وطوقت المكان فيما قامت سيارات الاسعاف وسيارات الشرطة عملية إجلاء القتلى والجرحى. وقام عدد من رجال الشرطة بإطلاق النار في الهواء لإبعاد حشود الناس وخوفا من اقتراب انتحاري آخر قد يفجر نفسه في وسط رجال الشرطة..

واستهدف الانفجار الاول المسافرين داخل المحطة. وبينما هرب الناس الى الخارج انفجرت السيارة الثانية عند المخرج حيث تجمع الناس. وأما الثالثة فانفجرت بالقرب من المستشفى وعلى بعد خمسة عشر مترا من باب الطوارئ.

وفي حديث الى «الشرق الاوسط» التي زارت المحطة، قال حسين كاطع رئيس اللجنة النقابية في المحطة وقد بدت عليه علامات السخط والغضب، انه يحمل الحكومة العراقية الحالية جزءا كبيرا من المسؤولية عن هذه المجزرة لعدم توفيرها الحماية اللازمة للمحطة التي يستخدمها آلاف المسافرين يوميا، وأشار الى ان شجارا حصل قبل يومين بين إدارة النقل الخاص والحكومة حول جباية الضرائب من السائقين. وقال احد شهود العيان ويدعى علي حسين حمد من شرطة المرور، واصفا ما جرى «كنت في واجبي في الساحة القريبة من مستشفى الكندي عندما وقع الانفجار الاول، ولم تمر خمس دقائق حتى وقع الانفجار الثاني». وأضاف «في هذه الاثناء جاءت سيارة مرور على متنها ثلاثة من زملائي وقد اصيبوا في الانفجار اصابات خطرة»، وتابع حسين «بعد قليل توجهت مع زميلين آخرين لمعاينة زملائي، وحين وصلنا للمستشفى تبين ان احدهم مات متأثرا بجروحه». وأضاف «قمنا بأخذ أسلحتهم.. قلنا انه يجب الإبلاغ عن حالتهم.. وما ان وصلنا الى البوابة الخارجية للمستشفى حتى انفجرت سيارة مفخخة ثالثة على بعد عشرة امتار منا، فقتل على إثرها زميلي». وأضاف «أنا لم اصب بأي أذى، لكن شدة الانفجار رمت بي ارضا».

وفي مستشفى الكندي وضعت العديد من الجثث التي كانت تسيل منها الدماء في الارض امام مدخل شعبة الطوارئ مغطاة بالكرتون.

وفي خارج المستشفى وأمام منزل مجاور كانت امرأة تصرخ «لقد فقدت اثنين من اولادي الشهر الماضي في سقوط قذيفة هاون، واليوم فقدت اثنين من احفادي»، وأضافت، ان الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين «كان يقتل الناس سرا واليوم اتباعه يقومون بقتل الناس علنا».

وفي اول رد فعل للحكومة العراقية، قال ليث كبة، المتحدث باسم الحكومة ان «من يرتكب هذه الجرائم هم نفس المحترفين في القتل الجماعي أداة الطاغية صدام». وأضاف «هؤلاء لهم خطة تتكون من فقرتين الاولى نشر مسلسل الرعب واليأس لكسر ارادة الشعب العراقي والثانية يحاولون اسقاط الحكومة من خلال نشر الفوضى في البلاد». وهذا أعنف هجوم تشهده العاصمة العراقية منذ بضعة أسابيع. ووقع آخر هجوم بهذا الحجم يوم 29 الشهر الماضي في شمال العراق. وربما يكون تم اختيار توقيت الهجوم ليتزامن مع استئناف المفاوضات في بغداد بشأن الدستور الجديد. الى ذلك، أعلن مصدر في الشرطة العراقية امس مقتل11 شخصا بينهم ستة جنود عراقيين اثر تعرضهم لهجوم مسلحين مجهولين في منطقة كركوك (255 كلم شمال بغداد). وقال اللواء تورهان يوسف قائد شرطة كركوك «قتل ستة جنود عراقيين في هجوم مسلح وقع عند خروج الجنود من قاعدة تابعة للجيش العراقي في منطقة الحويجة 20 كلم غرب المدينة». وأضاف «قام المسلحون الذين كانوا يضعون اقنعة على رؤوسهم بفتح النار من اسلحة رشاشة ضد الجنود الذين كانوا رتدون الزي العسكري».

وقال المقدم احمد محمد من شرطة سامراء (120 كلم شمال بغداد) «ان شرطيا عراقيا قتل في اطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين».

من جانبه، اعلن المقدم حسن صلاح من شرطة بيجي (200 كلم شمال بغداد) عن مقتل ثلاثة سائقي شاحنات احدهم تركي الجنسية بإطلاق نار من مسلحين مجهولين، وأضاف «ان الحادث وقع عندما كانت الشاحنات تسير بحماية القوات العراقية شمال المدينة». من ناحية اخرى، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية عن مقتل عراقي وإصابة اثنين آخرين بانفجار عبوة ناسفة صباح امس في حي العبيدي شرق بغداد.

وفي وقت لاحق امس اعلنت قناة التلفزيون العراقي الحكومية «العراقية» اعتقال اربعة من المشتبه في وقوفهم وراء التفجيرات الثلاثة. وقالت القناة «قامت عناصر من حرس وزارة النقل بالقاء القبض على اربعة من المشتبه فيهم في تفجيرات مرآب النهضة وبيدهم اجهزة تحكم عن بعد». واضافت ان «هؤلاء الاربعة سلموا الى السلطات الامنية لاجراء التحقيقات اللازمة معهم».