الشرطة الصربية تعتقل مغربيا تلاحقه إسبانيا بتهمة الضلوع في هجمات القطارات في مدريد العام الماضي

عبد المجيد بوشار اعتقل بتهمة مخالفة قوانين الهجرة وضبطت بحوزته أوراق ثبوتية عراقية

TT

ألقت الشرطة الصربية القبض في بلغراد على عبد المجيد بوشار أحد المتهمين في تفجيرات 11 مارس (آذار) 2004 في مدريد، التي أسفرت عن مقتل 191 شخصا وجرح أكثر من 1500. وكان عبد المجيد قد افلت من قبضة الشرطة الاسبانية في 4 أبريل (نيسان) 2004 بعد أن قامت هذه الاخيرة بمحاصرة شقة في ليغانيس، أحد أحياء مدريد، وقبل أن يفجر سبعة ارهاببين أنفسهم في نفس الشقة. وبعد فرار بوشار أصدر القضاء الاسباني مذكرة دولية تقضي بتوقيفه، ولم يعرف عنه أي معلومات حتى اعتقاله. وتقول مصادر التحقيق الاسبانية أنه فر من شقة ليغانيس قبل الانفجار القوي الذي هز المنطقة.

وحسب مصادر التحقيق، قامت الشرطة الصربية باعتقاله بتهمة مخالفة قوانين الهجرة المطبقة هناك اذ كان يحمل أوراقا ثبوتية عراقية مزورة باسم مدحت صلاح. وبعد اعتقاله شكت هذه الشرطة بأمره بسبب بعض التصرفات التي قام بها وبسبب عدم التجاوب مع التعليمات التي أصدرتها اليه، فقامت بارسال بصماته عبر الانتربول واليوروبول الى جميع الدول الاوروبية وغير الاوروبية المتعاونة معها للتحقق من هويته وعما اذا كان على علاقة بنشاطات ارهابية.

وعندما وصلت هذه المعلومات الى مدريد تبين بالفعل ان المعتقل هو بالواقع عبد المجيد بوشار وليس العراقي مدحت صلاح كما زعم عند اعتقاله ووفقا للاوراق الثبوتية المزورة التي كانت بحوزته. وتفيد مصادر الشرطة الاسبانية ان المعتقل هو المغربي عبد المجيد بوشار من مواليد المغرب في 9 يناير (كانون الثاني) من العام 1983، وأحد الارهابيين المفترضين الذين تبحث عنهم السلطات الاسبانية بتهمة اشتراكهم بتفجيرات 11 مارس (آذار) في مدريد. وأفادت مصادر من وزارة الداخلية الاسبانية لـ«الشرق الاوسط» ان الاتصالات جارية من أجل تسليمه من قبل القضاء الصربي الى المحكمة الوطنية في مدريد.

ومن جهته شدد وزير الداخلية الاسباني على أهمية التعاون بين الدول في عملية مكافحة الارهاب، وعلى أهمية تبادل المعلومات لما في ذلك من مضاعفة لفعالية الشرطة، كما شدد على الاهمية البالغة للتعاون بين السلطات القضائية من أجل التقدم في ملفات التحقيق.

وتعتقد الشرطة الاسبانية ان عبد المجيد بوشار كان في جوار شقة ليغانيس عندما بدأت القوات الخاصة الاسبانية بمحاصرتها، وعندما شعر بوجودها اتصل برفاقه الموجودين في الشقة وأعلمهم بالامر ثم قام بالفرار. وتقول مصادر التحقيق ان بوشار كان على علاقة بيوسف بلحاج. وتعتبر هذه الشرطة ان بلحاج هو الناطق باسم تنظيم «القاعدة» في اوروبا كما تعتقد انه هو الذي يظهر في شريط الفيديو الذي وجدته، في 13 مارس (آذار) 2004، اي بعد يومين من تفجيرات مدريد، في سلة للنفايات في احدى الحدائق الموجودة بالقرب من مسجد في مدريد بعد أن اتصل مجهولا بتلفزيون مدريد المحلي وأخبر عن مكان وجود الشريط. كما تعتبر ان الشخص الذي يظهر في الشريط ويطلق على نفسه اسم أبو دجانة الافغاني، هو في الواقع يوسف بلحاج الذي اعتقلته الشرطة البلجيكية بعد ساعات من اصدار مذكرة دولية تقضي بتوقيفه وتسليمه الى القضاء الاسباني لمحاكمته. وفي هذا الشريط، بالامكان رؤية شخص ملثم الوجه يقرأ بيانا باللغة العربية متحملا مسؤولية تفجيرات مدريد وموقعا باسم ابو دجانة الافغاني الناطق باسم تنظيم القاعدة في اوروبا.

ووفقا لملفات الشرطة الاسبانية وملفات تحقيق المحكمة الوطنية، أكد المغربي محمد المسطم المعتقل لدى السلطات الاسبانية، أن خاله يوسف بلحاج أخبره بانه ينتمي الى تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامه بن لادن، وأعطى أسماء بعض الاشخاص الذين كان يجتمع بهم في مدريد ومن بينهم عبد المجيد بوشار.

وأعربت مصادر وزارة الداخلية الاسبانية عن أملها الكبير ان بامكان التحقيق مع المعتقل الجديد القاء الضوء على اشياء كثيرة ما زالت غامضة في ملفات تحقيق 11 مارس (آذار). ويذكر ان قاضي المحكمة الوطنية المكلف بهذا الملف خوان ديل أولمو قام مؤخرا برفع السرية عما تبقى منه، بعد ان كان قد رفع السرية عن جزء منه منذ عدة أشهر.