روسيا تعتبر اللجوء للقوة في الملف الإيراني «خطيرا»

طهران تدعو الاتحاد الأوروبي إلى عدم دفعها إلى المزيد من النشاطات النووية

TT

موسكو ـ طهران ـ الوكالات: وصفت روسيا في بيان صادر عن الخارجية امس فكرة اللجوء الى القوة لتسوية المشكلة النووية الايرانية بأنها «خطيرة» و«ستأتي بنتائج عكسية».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في اشارة تكاد لا تكون مبطنة الى الولايات المتحدة «اننا نؤيد مواصلة الحوار ونعتبر ان اللجوء الى القوة ضد ايران سيكون خطيرا وسيأتي بنتائج عكسية وستنجم عنه عواقب خطيرة يصعب توقعها». ودون ذكر الولايات المتحدة بالاسم، اشارت الدبلوماسية الروسية الى تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي التي ذكر فيها ان «اللجوء الى القوة سيكون الخيار الاخير».

في الوقت نفسه هددت ايران امس مجددا الاتحاد الاوروبي بممارسة المزيد من النشاطات النووية اذا ضاعف ضغوطه على الجمهورية الاسلامية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية حميد رضا آصفي اعلن الاحد الماضي «ان موقف وتصرفات الاوروبيين خلال الايام المقبلة ستكون حاسمة» في القرار الذي ستتخذه ايران بشأن تخصيب اليورانيوم.

وكانت ايران كسرت الاسبوع الماضي الاختام من مصنع اصفهان لتحويل اليورانيوم لإعادة تشغيله. ويخشى الغربيون من ان يؤدي ذلك الى انتشار جديد للاسلحة النووية. ودعت الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا)، التي تتفاوض مع ايران، الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى عقد اجتماع على مستوى امنائها. وفي القرار الذي اشرفت الدول الاوروبية على اعداده دعت الوكالة الدولية لمكافحة الانتشار النووي اثر اجتماعها ايران الى تعليق نشاطاتها مجددا. وطلبت تقريرا كاملا بحلول الثالث من سبتمبر (ايلول) حول الملف النووي الايراني اعدادا لجلسة جديدة من المناقشات التي قد تبحث في احالة الملف على مجلس الامن الدولي اذا لم تتراجع ايران. وردت ايران بالقول ان قرارها غير قابل للتراجع لكنها ما زالت مستمرة في تعليق عملية التخصيب التي تلي التحويل. وتكرر ايران انها ستستأنف التخصيب لكنها تريد ان يكون ذلك بناء على اتفاق مع الترويكا. وقال مساعد مدير المنظمة الايرانية للطاقة النووية محمد سعيدي «ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكن ان تتحدث شرعيا عن أي انتهاك». ودعا الاوروبيين الى النظر الى المسألة النووية الايرانية «بتبصر وعدم تعريض المنطقة الى الخطر او اثارة الاضطرابات فيها». واعتبر ان من المرجح ان تدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مجددا ايران في سبتمبر (ايلول) الى العودة الى التعليق «لكننا بالتأكيد لن نقبل دعوة من هذا القبيل». وانتقدت روسيا، التي أنشأت لإيران محطة للطاقة النووية وتأمل في الفوز بمزيد من هذه العقود، خطوة طهران لإعادة تشغيل محطة تحويل اليورانيوم. لكنها عارضت الضغط بشدة على ايران.

وتقول موسكو انه ليس هناك حاجة فنية لقيام ايران بتحويل اليورانيوم الخاص بها اذ ان موسكو وافقت على امدادها بكل ما تحتاجه من الوقود النووي لتشغيل محطة كهرباء بوشهر المقرر ان تبدأ العمل العام المقبل.