مع بداية اليوم الأول في تدشين حملة الانتخابات الرئاسية المصرية، كادت أزمة حادة تقع أمس بين مرشح الوفد للرئاسة الدكتور نعمان جمعة والحكومة المصرية على خلفية رفض الصحف القومية المصرية الثلاث الكبرى، الأهرام، الأخبار، الجمهورية والمملوكة للحكومة المصرية في نشر إعلان انتخابي في إطار حملة رئيس الوفد، ويحمل شعار «اتخنقنا» الذي اتخذه الحزب شعارا له في حملته الانتخابية.
وعلى اثر ذلك، أجرت قيادات حزب الوفد، وعلى رأسهم محمود أباظة المسؤول عن الحملة الانتخابية للوفد، والنائب منير فخري عبد النور اتصالات مباشرة مع أنس الفقي وزير الاعلام والقيادي في الحزب الوطني الحاكم، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى رئيس المجلس الأعلى للصحافة (المالك للصحف القومية الحكومية) أمين عام الحزب الوطني الحاكم ورؤساء تحرير الصحف.
وسأل الشريف منير فخري عبد النور عما يحويه الاعلان، فأكد له منير أن به كلمة «اتخنقنا»، وهو شعار الحزب في حملته الانتخابية. وكان رد الشريف أن الاعلان «سلبي»، وحدث تطور في الحوار، أنهاه منير فخري بقوله: يجب أن نبدأ بالسلبيات فنحن منافسون لكم.. فهل تريدوننا مؤيدين؟ وهدد فخري عبد النور بالدعوة إلى مؤتمر صحافي عالمي يفضح فيه ممارسات الحكومة، في حال عدم الموافقة على نشر الاعلان. في الوقت نفسه، تهرب وزير الاعلام أنس الفقي من الرد على مسؤولي حزب الوفد، وسرت شائعة بأن قناة «دريم» الخاصة رفضت الإعلان أيضا بناء على تعليمات عليا من مسؤولين كبار في الحكومة المصرية والحزب الوطني الحاكم.
وقد رفضت قناة «روتانا» بث الاعلان، مؤكدة أن ادارتها لن توافق على الدخول في صراع الانتخابات والاعلان عن المرشحين.
وبعد ساعتين من المداولات، اتصل الشريف برؤساء تحرير الصحف القومية، وأكد لهم أن نشر الاعلان يعتبر خطوة لإثبات أن الانتخابات حرة، وعليه تمت الموافقة على نشر الإعلان بما فيه شعار «إتخنقنا».