بن عيسى يتمنى أن تسهم الثقافة في تذويب الخلافات السياسية .. وابراهيم الكوني يفوز بجائزة الرواية

مؤسسة منتدى أصيلة تقرر إحداث جائزة محمد عزيز الحبابي للإبداع المغاربي

TT

تمنى محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى اصيلة، ووزير خارجية المغرب ان تسهم الثقافة والإبداع في تذويب الخلافات على المسارات السياسية بين دول اتحاد المغرب العربي، وان ينتج عن ندوة «الرواية في المغرب العربي والمهجر»، التي اختتمت بها فعاليات موسم اصيلة الثقافي الدولي الـ 27، «شيء ما في افق تفعيل حوار مثمر بين النخب والمفكرين في البلدان المغاربية، خاصة وان هذه الندوة نظمت في مؤسسة غير حكومية تؤمن بحق الاختلاف في الرأي وفي كل شيء». ودعا بن عيسى المثقفين في البلدان المغاربية الى توسيع فضاء التواصل بواسطة البحث والدراسة والنشر والترجمة حتى يتمكنوا من التعريف ببلدانهم لدى الرأي العام الاجنبي لأنه لا يصح، من وجهة نظره، ان تبقى الثقافة العربية حبيسة لغتها، موضحا انه ناقش مع الناشر والكاتب اللبناني، غسان تويني، مسألة توظيف التجربة اللبنانية في مجالي الترجمة والنشر من اجل التعريف بالانتاج الثقافي المغاربي في المشرق وفي الغرب.

واعترف بن عيسى، أمام ثلة من الكتاب والمبدعين المنتمين الى الدول المغاربية الخمس، ان اتحاد بلدانهم، وهو الهيئة السياسية الاقليمية التي وضعت عليها آمال شعوبهم، يعرف «صعابا في مسارات اخرى»، متمنيا ان يسهم الحوار الابداعي الاكثر شفافية في ازاحة العقبات التي تعترض السياسة من اجل توحيد المغرب العربي، مبرزا دور النخب والمفكرين في تفعيل «حوار مثمر بين البلدان كآلية بديلة ومكملة».

وفي هذا السياق، جلب الابداع الليبي أضواء الدورة الـ 27 من موسم اصيلة الثقافي منذ حل بأصيلة وفد وازن من المثقفين والكتاب الليبيين، من ضمنهم الروائي ابراهيم الكوني المقيم في سويسرا، الذي تحول الى نجم الجلسة الختامية للندوة التي اعلن خلالها عن فوزه بجائزة محمد زفزاف للرواية العربية، وقيمتها 10.000 دولار تقديرا لمجمل أعماله الروائية التي قاربت 60 كتابا.

واعتبرت لجنة تحكيم الجائزة التي رأسها سعيد يقطين، اعمال الفائز، ابراهيم الكوني، علامة ادبية خارقة كرست رواية الصحراء مقابل رواية المدينة وعدلت الكثير من المفاهيم النقدية في تاريخ الرواية العربية المعاصرة.

واضافت حيثيات اللجنة ان نصوص الكوني تنسجم مع مبادئ التعددية والتفاهم وقيم الحرية والعدالة الانسانية. كما قدرت في اعماله العناية بمفردات البيئة المحلية وخصوصياتها والمحاولات المعمقة للاجابة عن اسئلة الوجود الانساني، اضافة الى تميز الكاتب في السرد الروائي واحتفائه بجماليات اللغة العربية وتجديد روحها وأساليبها، مما جعله المرشح الاوفر حظا بين الاسماء الكبيرة التي ضمتها قائمة الترشيحات في هذه الدورة.

وتعتبر جائزة محمد زفزاف للرواية العربية، اول تكريم عربي يحظى به الكاتب ابراهيم الكوني، على غرار ما حدث مع الفائز الاول بهذه الجائزة الروائي السوداني الطيب صالح، الذي نبه الحاضرين الى هذه المفارقة. إلى ذلك، أعلن محمد بن عيسى، ان مؤسسة منتدى اصيلة قررت إحداث جائزة جديدة اطلق عليها مؤقتا اسم: «جائزة محمد عزيز الحبابي للابداع المغاربي»، تشمل الاداب والفنون.

وكان الحبابي قبل وفاته في اغسطس (اب) 1993، من الرواد المواظبين على حضور مواسم اصيلة الثقافية.

وكانت كلمة الفائز، مفعمة بالصدق والعمق والرؤية الابداعية الاصيلة والقوية، ذات مرجعيات وحمولات فكرية وفلسفية تمتح من خصوصية التراث العربي والمحلي وتصب في أفق عالمي رحب.

واستهل الكوني كلمته قائلا: «ان من يبدعون في سبيل الجزاء الدنيوي، سوف لن يبدعوا»، معلنا ان الجائزة الحقيقية التي حظي بها هي انه «قُرِأ وفُهِم وأُحِب».