أفغانستان: معلومات متضاربة عن أسباب تحطم المروحية العسكرية ومقتل الجنود الإسبان الـ17

بدء الحملة الانتخابية رسمياً.. وإصابة 8 من الشرطة الأفغانية في انفجار.. وجنديين أميركيين في اشتباك.. وأحكام بالإعدام على 7 بتهمة الخطف

TT

كابل ـ مدريد ـ أ.ف.ب ـ رويترز ـ د.ب.أ: تضاربت المعلومات عن تحطم المروحية العسكرية الذي اسفر عن مصرع 17 جنديا اسبانيا الثلاثاء في غرب افغانستان، ففيما قال شهود وأحد الناجين في الحادث ان المروحية تعرضت لهجوم, أعلنت مدريد ان لا ادلة على ذلك, في حين اعلنت وزارة الدفاع الافغانية ان تحطم المروحية ناجم عن اصطدام وليس عن هجوم. وفي غضون ذلك, اعلن في كابل إصابة ثمانية من عناصر الشرطة الأفغانية في انفجار لغم واصابة جنديين أميركيين في اشتباك بأفغانستان, كما اصدرت محكمة افغانية حكما بالاعدام على سبعة رجال. وتزامنت هذه التطورات الأمنية مع بدء الحملة للانتخابات البرلمانية الافغانية.

وابلغ وزير الدفاع الاسباني خوسيه بونو أمس رئيس الوزراء خوسيه لويس ثباتيرو ان «لا آثار لهجوم» في موقع سقوط المروحية التي ادت الى مقتل 17 عسكريا اسبانيا الثلاثاء في غرب افغانستان. وقال في مؤتمر عبر الفيديو نشرت الحكومة الاسبانية مضمونه بعد ان حلق فوق المنطقة القريبة من هراة «لا يمكن استبعاد اي فرضية حول سبب» سقوط المروحية. واضاف ان «الخبراء المكلفين التحقيق لا يرون اي دليل يشير الى وقوع هجوم خارجي بل ان السبب الاكثر ترجيحا هو الرياح العاتية التي كانت تهب في القطاع عند وقوع الحادث».

وكان العسكريون القتلى ضمن كتيبة اسبانية قوامها 850 رجلا تنتشر في اطار القوة الدولية للمساعدة على اقرار الامن في افغانستان (ايساف) المؤلفة من 8300 جندي من 37 بلدا بقيادة الحلف الاطلسي (ناتو).

واعلن بونو الذي توجه الى افغانستان الثلاثاء مع فريق من الاطباء الشرعيين انه «سيتم الانتهاء من عملية التعرف على العسكريين الـ17 خلال 72 ساعة» وانه سيعود الى اسبانيا على متن الطائرة التي ستنقل الجثث.

الى ذلك, اعلنت وزارة الدفاع الافغانية أمس ان سقوط المروحية العسكرية «هو حادث تسبب به اصطدام مع مروحية اخرى» وليس ناجما عن هجوم معاد. وقال الناطق باسم الوزارة محمد ظاهر عظيمي «لم يكن هناك اي اطلاق نيران معادية».

وفي مدريد, نقلت صحيفة «لافوز دي جاليثيا» أمس عن أحد الناجين قوله إن المروحية تعرضت لهجوم. وقال جندي من قوات حفظ السلام التي كانت تستقل المروحية الثانية أن المروحية الاولى تعرضت لهجوم.

ونقلت الصحيفة عن الناجي قوله «شعرنا بصدمة قوية مثل انفجار وبدأت مروحيتنا في الدوران حتى سقطت. بالنسبة للاخرين الذين كانوا يحلقون أمامنا، بلا شك استهدفوها بشكل مباشر».

وقال «عندما هبطنا، كانت المروحية تحترق بالفعل».

وقال أفراد عائلة واحد من الضحايا إن طيار الطائرة الثانية أبلغهم بشأن مقتل ابنهم قائلا إن مروحيته تعرضت لاطلاق نار.

وذكرت صحيفة «البايس» الاسبانية أن أجهزة الاستخبارات الاسبانية (سي. إن.إي) لم تأخذ على محمل الجد تصريح أحد ملالي طالبان الذي أعلن فيه المسؤولية عن تحطم المروحية.

وبدت العديد من الشهادات التي اوردتها الصحف الاسبانية امس الاربعاء وكأنها تؤكد فرضية الهجوم. واوردت معظم وسائل الاعلام الاسبانية حديثا مقتضبا بين قائدي المروحيتين فسأل احدهم «كيف حال الرحلة» واجاب الآخر «ممتازة» وذلك قبل ست ثوان من تحطم المروحية الاولى. واعربت «ايساف» عن اعتقادها «بانه حادث» لكنها «لا تريد التكهن بنتائج التحقيق».

وعلى الصعيد الامني, قال مسؤولون أمس أن ثمانية من رجال الشرطة الافغانية أصيبوا الثلاثاء بعد أن اصطدمت سيارتهم بلغم في إقليم أوروزجان وسط أفغانستان وزعم متشددون مسؤوليتهم عن ذلك.

وفي الوقت نفسه قال الجيش الاميركي إن اثنين من جنوده أصيبا عندما اشتبكت قوات خاصة أفغانية وقوات المارينز الاميركية مع من يشتبه أنهم من مقاتلي طالبان في إقليم كونار شرق أفغانستان.

وقال أحد المقربين من حاكم إقليم أوروزجان جان محمد خان إن الهجوم الذي وقع في الاقليم الثلاثاء كان بمنطقة جيزاب. وذكر متحدث باسم المتمردين مفتي لطف الله حكيمي إن «مجاهدينا فجروا لغما يجري التحكم فيه عن بعد ضد سيارة (الشرطة)».

وذكر بيان عسكري أميركي أن دورية مشتركة أميركية أفغانية اشتبكت الثلاثاء في قتال متفرق مع «خمسة إلى عشرة من المقاتلين من العدو في وادي كورينجال بإقليم كونار». وأضاف البيان أن «أسلحة صغيرة وقذائف هاون وقذافات ومساعدة جوية استخدمت ضد قوات العدو». وأن أحد الجنديين الاميركيين تلقى العلاج وخرج من المستشفى من قبل فريق من الجراحين في العاصمة الاقليمية أسد أباد ونقل الاخر إلى قاعدة باغرام الجوية على بعد 50 كيلومترا شمال كابل والقاعدة العسكرية الاميركية الرئيسية في أفغانستان.

ويطارد أكثر من 20 ألف جندي تقودهم الولايات المتحدة فلول حركة طالبان الاصولية المخلوعة في أفغانستان وحلفاءهم من تنظيم القاعدة لاسيما بالمناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية من البلاد وتصاعد العنف بينما تستعد أفغانستان للانتخابات البرلمانية المقرر أن تجرى الشهر المقبل.

من جهة اخرى, قال قاض افغاني أمس ان محكمة افغانية اصدرت حكما بالاعدام على سبعة منهم شخص ادين بخطف ثلاثة من العاملين الاجانب في مجال الانتخابات في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وحكم على الستة الاخرين بالاعدام لارتكابهم سلسلة من جرائم السطو على الطرق. وقال القاضي الذي اصدر الاحكام ان شريف الله (35 عاما) اعترف خلال محاكمة مغلقة الثلاثاء بدوره في خطف ثلاثة عمال انتخابات وهم بريطانية تحمل الجنسيتين البريطانية والايرلندية واخرى من كوسوفو وفلبيني.

ويقول مسؤولون ان عدة رجال اخرين مشتركين في الخطف ايضا ولكنهم ما زالوا طلقاء. واطلق سراح الاجانب دون اذى بعد نحو شهر من الاحتجاز في اعقاب تقارير عن دفع فدية. وزعمت جماعة منشقة عن طالبان احتجازها للثلاثة في ذلك الوقت.

وقال القاضي ان المتهم صرح بأن الغرض الوحيد للخطف كان طلب فدية واطلاق سراح زملاء له تحتجزهم السلطات الافغانية. واضاف القاضي ان المتهمين الستة الاخرين اعترفوا بجرائمهم وان السبعة يستطيعون الاستئناف ضد الاحكام.

من جهة اخرى, أعلنت هيئة الانتخابات الافغانية امس رسميا بدء الحملة التي تستمر شهرا واحدا للانتخابات البرلمانية الافغانية المقبلة المقرر أن تجرى في 18 سبتمبر (ايلول) المقبل. وقال سلطان أحمد باهين المتحدث باسم هيئة إدارة الانتخابات المشتركة لوكالة الانباء الالمانية إن كل مرشح لمجلس النواب يمكن أن ينفق 750 ألف أفغاني (15 ألف دولار أميركي) ويمكن أن ينفق المرشحون الذين يخوضون انتخابات المجالس الاقليمية نصف ذلك المبلغ لحملاتهم. وسجل أكثر من 12 مليون أفغاني ممن يحق لهم التصويت أسماءهم للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التي ستجرى في 18 سبتمبر المقبل.

وكانت الهيئة قد بدأت الاسبوع الماضي في نقل مواد الاقتراع إلى مختلف أنحاء البلد الذي تمزقه الحروب استعدادا للانتخابات البرلمانية. وقال مسؤولون من الهيئة إن «حجم التحديات الخاصة بتوزيع بطاقات الاقتراع التي نواجهها أكثر عشرة أمثال ما واجهناه في الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي نظرا لان بطاقات الاقتراع المطلوبة أكثر بمرتين».

وسيجرى تسليم نحو 40 مليون بطاقة اقتراع تزن أكثر من 140،1 طن و135 ألف صندوق اقتراع إلى مختلف أنحاء أفغانستان في وقت مناسب قبل الانتخابات.

وقال مسؤولو الهيئة إن المواد سيجرى توزيعها بمساعدة طائرات بضائع ومروحيات وشاحنات وستستخدم الحمير في المناطق النائية. والانتخابات البرلمانية التي تجرى في 18 سبتمبر المقبل هي أول انتخابات تشريعية تجرى في البلاد بعد نحو 30 عاما من الصراع المسلح.

وأعرب الجيش والشرطة الوطنية الافغانية وقوات التحالف التي تقودها الولايات المحدة والقوة الدولية للمساعدة الامنية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي عن التزامهم بتوفير بيئة آمنة للانتخابات البرلمانية الافغانية.