حشود شيعية تندد بالفيدرالية في مظاهرة في بغداد

أئمة المساجد يؤكدون ضرورة صيانة الوحدة الوطنية

TT

سار عدة آلاف من مؤيدي رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في مظاهرة في مناطق شيعية في بغداد، بعد صلاة الجمعة أمس، وهم ينددون بالفيدرالية باعتبارها محاولة لتقسيم العراق ودعوا الى الوحدة الوطنية. وتجمع انصار مقتدى الصدر في واحدة من اكبر المظاهرات التي ينظمونها في الاشهر الاخيرة، بينما يجري زعماء عراقيون مفاوضات بشأن دستور جديد. ورددت الحشود هتافات «لا ..لا للانقسام» و«نعم.. نعم للوحدة»، وهم يسيرون في مدينة الصدر وهي ضاحية فقيرة في شمال شرق بغداد وفي الكاظمية والبياع وهما منطقتان شيعيتان رئيسيتان.

وسارت عربات الشرطة امام المسيرة لحفظ النظام. وحمل العديد مظلات لتقيهم من حرارة الشمس اللافحة. وحملت نساء يتشحن بالسواد لافتات كتب عليها «لا للانقسام». وقال فتاح الشيخ وهو عضو شيعي في البرلمان وحليف مقرب للصدر، تزعم واحدة من المسيرات، ان احد اهتمامات مقتدى الصدر، ان يبقى العراق موحدا. واضاف انه يدعو الى الوحدة والى معارضة الاحتلال. وشن أئمة المساجد السنية والشيعية أمس هجوما عنيفا على مبدأ الفيدرالية، مؤكدين ضرورة الحفاظ على وحدة العراق وهويته الاسلامية. وقال الشيخ علي العيساوي، امام وخطيب مسجد ام القرى (سني)، في خطبة الجمعة، موجها كلامه للمصلين «نريد من الدستور ان يحافظ على وحدة العراق وثروات العراق وأمن العراق، وان يحافظ المسلمون على وحدتهم وتماسكهم وان يعيشوا احرارا في بلدهم». واوضح «لن نقبل بأي فقرة او قانون في الدستور يمزق وحدة الامة ولن نقبل بأية فقرة في الدستور تضيع ثروات الامة». في اشارة الى الفيدرالية وتقسيم الثروات بين الاقاليم والحكومة المركزية. واضاف «نريد دستورا يحافظ على وحدة الامة وان يكون العراق بلدا عربيا واسلاميا يحافظ العراقيون فيه على اختلاف دياناتهم وانتماءاتهم العرقية على وحدة العراق». كما دعا العيساوي الى «اعتماد الدين في التشريع»، وقال «نحن يجب ان نضع بصماتنا كمسلمين في الدستور، ويجب الا نقبل بأي خلل لثوابت الشريعة الاسلامية». وتساءل يقول «كيف يمكن فصل الدين عن الدولة؟». وفي مدينة كربلاء الشيعية المقدسة (110 كلم جنوب بغداد)، اعتبر الشيخ عبد المهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني، في خطبة الجمعة من الصحن الحسيني انه «ليس المهم ان ينجز الدستور في وقته، انما المهم ان ينجز ويحقق وحدة العراق ارضا وشعبا، حاضرا ومستقبلا، والا يؤدي الى تجزئته وتمزيقه ويحفظ لنا هويته الاسلامية». واضاف «اذا لم يأت الدستور بهذه الامور فلا مرحبا به».