في أول تحرك بين الجماهير بعد 48 ساعة من انطلاق حملة الانتخابات الرئاسة الأولى المقرر إجراؤها في مصر في السابع من سبتمبر (ايلول) المقبل، أقام أربعة من المرشحين مؤتمرات جماهيرية في محافظاتهم منها ثلاثة بمحافظة الدقهلية بدلتا مصر، والتي تعد ثالث أكبر محافظة مصرية بعد القاهرة والإسكندرية ويسكنها نحو 5 ملايين مواطن.
ففي قرية كوم النور بمركز ميت غمر بجنوب المحافظة، تحدث الدكتور رفعت العجرودي مرشح حزب الوفاق القومي أمام 2500 مواطن من أبناء قريته ومسقط رأسه في أول مؤتمر جماهيري له، حيث أعلن عن برنامجه الانتخابي تحت شعار «وطن عربي أفريقي مستقل». وأكد الدكتور العجراوي أن برنامجه يقوم على التصدي للبطالة ورفض الخصخصة وتطوير وتنمية القطاع العام والتصدي لارتفاع الأسعار بوفرة الإنتاج وزيادة الجمعيات التعاونية وتشجيع الصناعات الصغيرة وبناء وحدات إنتاجية ومحاربة الفساد بتقوية أجهزة الرقابة وتطبيق قانون «من أين لك هذا؟» على الجميع وتداول السلطة ووقف سيطرة رأس المال على الحكم بغزوهم للسلطة التشريعية. وشدد على ضرورة حق تعبير المواطنين عن آرائهم وتكوين الأحزاب وإصدار الصحف والتظاهر والاعتصام وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وأن يقود القطاع العام التنمية الصناعية في مصر مع مشاركة القطاع الخاص وفقا لأهداف وأساليب واضحة وإعادة نظام الدورة الزراعية لتحقيق الاكتفاء في المحاصيل الزراعية الرئيسية وزيادة إنتاج القمح، وأن تكفل الدولة العلاج المجاني للمواطنين وتطوير المستشفيات العامة ونظام التأمين الصحي. وفي مدينة تمي الأمديد جنوب شرقي الدقهلية، تحدث الدكتور أيمن نور مرشح حزب الغد أمام مائتي مواطن حيث طالب بمحاسبة الجهاز الحكومي والوزراء عن فشل سياساتهم التخطيطية في مواجهة مشاكل البطالة والتعليم والدروس الخصوصية وانخفاض قيمة الجنيه المصري وزيادة الديون الخارجية إلى 600 مليار جنيه والتدخل الأجنبي في الشؤون المصرية. وطالب نور بتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم وفرض مبدأ العدالة والمساواة بين فئات الشعب، مشيدا بتعديل المادة (76) من الدستور، والتي كانت من الحقوق المفقودة طوال خمسين عاما. وطالب الشعب بالاستفادة منها. وفجر نور مفاجأة حينما أعلن أنه سيضم الإخوان المسلمين إلى حكومته في حال فوزه بالرئاسة.
وفي منطقة السلام بمدينة المنصورة، تحدث وحيد الأقصري مرشح حزب مصر العربي الاشتراكي حيث استعرض بنود برنامجه الانتخابي الذي يتضمن دعم القيم الدينية والوطنية والقومية لإعادة بناء الإنسان المصري وإنشاء وزارة للوحدة العربية في مصر وفي كل دولة عربية ورفض التبعية للأجانب وتنفيذ خطة التنمية الاجتماعية وإقامة تكتل اقتصادي عربي وتقوية القطاع العام ومواجهة مشكلة البطالة بإنشاء صندوق إعانة للشباب والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وأن يقدم رئيس الجمهورية إقرارا ببيان عناصر ملكيته عن توليه منصبه وعند تركه، وتعيين نائب للرئيس فور انتخابه. وفي محافظة سوهاج، أعلن ممدوح قناوي رئيس الحزب الدستوري الاجتماعي الحر والمرشح لرئاسة الجمهورية، الليلة الماضية، بدء حملته الانتخابية من موطنه الانتخابي أيضا تحت عنوان «العودة إلى البيت» خلال أول مؤتمر له عقده بميدان العارف بالله بمدينة سوهاج بحضور عدد من قيادات الحزب الدستوري وهيئاته وأكثر من ألفي شخص من أبناء سوهاج. وأكد قناوي ـ في كلمته خلال المؤتمر ـ أن ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية جاء من أجل كل المصريين وأن برنامجه الانتخابي هو روشتة علاج لكل مصري يسعى لاستعادة مكانته في البلد، ويتضمن حلولا لمشاكل ارتفاع نسبة البطالة وتزايد الفقر وغلاء المعيشة وتدني الدخول من خلال إنشاء «بنك المواطن»، تلك التجربة التي تم تطبيقها بنجاح في مجتمعات نامية مثل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا والأردن. وتعتمد فكرة هذا البنك على خصخصة جانب من حوالي 600 مليار جنيه، مودعة البنوك بالإضافة إلى احتياطي النقد الأجنبي المودع محفظة البنك المركزي والذي لا يقل حاليا عن 19 مليار دولار أو ما يعادلها، وليكن هذا الجانب المخصص في حدود مليار دولار يكون على البنوك تحويلها أو استثمارها بمشاركة من الحكومة من خلال المساهمة في إنشاء بنك اقتصادي اجتماعي يسمى «بنك المواطن» تمهيدا لتجربة «بنك الفقراء». من ناحية أخرى، أعلن صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني انه سيعقد مساء اليوم سبعة آلاف مؤتمر حزبي على مستوى الوحدات الحزبية في نجوع وقرى مصر كافة في وقت واحد. وقال صفوت الشريف في تصريحات صحافية أمس إن هذه المؤتمرات ستتناول البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك الذي تم توزيع مئات الآلاف منه لتكون في متناول يد كافة أعضاء الحزب الوطني إلى جانب النسخ الموزعة مجانا مع الإصدارات اليومية لعدد من الصف. وأضاف أن أمناء الوحدات الحزبية والحاضرين من أمناء الحزب على مستوى المحافظات ومساعديهم من أعضاء هيئة الحزب سيشاركون في أعمال هذه المؤتمرات التي تطرح برنامج الرئيس وتناقش أسلوب وآليات التحرك على مستوى القوى لتحقيق أكبر مشاركة والتعبير عن التأييد الشعبي لزعيم الحزب الوطني والتأكيد على أن برنامج الرئيس مبارك يمثل عقدا بين الرئيس والشعب لتحقيق العبور إلى المستقبل والذي نادى به الرئيس يوم إعلانه لهذا البرنامج سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وأضاف أن هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني ستناقش خلال اجتماعها الدوري الأسبوع القادم التقارير الواردة من المحافظات وتقارير قياس الرأي العام حول البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك. ووصف هذه التقارير بأنها إيجابية للغاية، وتعكس المزيد من ثقة الشعب بانتخابات رئاسية شفافة. كما تعكس حرص الرئيس مبارك على أن يضرب المثل على ضرورة الالتزام بقواعد العملية الانتخابية التي تشهدها مصر لأول مرة.