محمود عباس: لا ضرورة لا للمقاومة ولا للسلاح في قطاع غزة بعد الانسحاب

اعتبر الانسحاب نتيجة «التضحيات» الفلسطينية.. وأكد أن مطار غزة سيعاد افتتاحه قريبا

TT

رفح (قطاع غزة) ـ نيقوسيا ـ اف ب ـ د.ب.أ: اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) أمس في مقابلة اجرتها معه اذاعة «مونتي كارلو» انه «لا ضرورة لا للمقاومة ولا للسلاح» في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي منه، مؤكدا ان السلطة ستتعامل مع الحركات الفلسطينية «بالحوار» من اجل التوصل الى حلول.

وقال عباس في المقابلة «بعد ان اصبح قطاع غزة خاليا من المستوطنين وسيكون خاليا من الجيش لا اعتقد ان هناك ضرورة لا للمقاومة ولا للسلاح». واكد «سنتعامل مع هذا الوضع بالحوار وسنتعاون مع اخواننا بالمفاوضات وسنصل الى حلول». وعن التنظيمات المسلحة الصغيرة، قال ان «كل ما علينا ان نطلب اليهم ان يعودوا لاجهزتهم وان لم يفعلوا فطبعا سنتعامل معهم بالطريقة التي تنهي هذه الظاهرة».

اما بالنسبة للتنظيمات الفلسطينية الكبرى فقال ان «الحوار سيكون معها من خلال اللجنة التنفيذية ومن خلال المجلس الوطني وغدا من خلال الانتخابات»، في اشارة الى الفصائل الفلسطينية الكبرى وخصوصا حركة المقاومة الاسلامية (حماس) والجهاد الاسلامي. واكد ان «التنظيمات تريد ان تذهب الى صندوق الاقتراع وهي تسير حثيثا نحو التحول الديموقراطي والحزبي».

كما اكد رئيس السلطة الفلسطينية ان «الاقتتال محرم بين الفلسطينيين. الكل يعي مسؤوليته ويعرف اهمية ان تمر هذه المرحلة بسلام». وذكر بانه «قلنا منذ البداية ان عسكرة الانتفاضة لا ضرورة لها»، مؤكدا «اعرف اننا لا بد ان نسلك اتجاها آخر وهو مسلك المفاوضات». وعلق محمود عباس على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حول مواصلة الاستيطان وتوسيعه في الضفة الغربية، فقال «نحن لا نوافق على ما صرح به ولا نقبله اطلاقا»، معتبرا ان «شارون يخرج عن الشرعية الدولية». ورأى ان عملية الانسحاب من قطاع غزة «تسير بشكل جيد». واعتبر ان العملية التي حصلت الخميس في الضفة الغربية وادت الى مقتل اربعة فلسطينيين برصاص مستوطن «جاءت لتعطل عملية الانسحاب ولتستجلب ردود فعل فلسطينية»، مشيرا الى ان الفلسطينيين «التزموا ضبط النفس والهدوء وبالتالي فوتنا الفرصة على هؤلاء المتطرفين».

من جهة اخرى، أعلن عباس أمس خطة لإعادة بناء وافتتاح مطار غزة الذي تعرض لتدمير جزئي عقب الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وقال في حديثه أمام حشد بالمطار حضره مئات من الفلسطينيين المبتهجين أنه سيجري إعادة إعمار المطار وافتتاحه قريبا. وكانت القوات الاسرائيلية دمرت المطار جزئيا في بداية الانتفاضة الفلسطينية عام 2000. وقال ابو مازن في كلمة امام جمع غفير «نعيش هذه الايام فرحة تاريخية فرحة عظيمة بخروج الاستيطان من قطاع غزة وهذا الخروج نتيجة لتضحيات شعبنا لصبره لمثابرته لحكمته». واضاف ان «هذا الخروج تحية للشهداء والاسرى وللجرحى ولكل من ضحى من ابناء شعبنا، ولذلك نفرح اليوم بهذه الخطوة لتكون خطوة اولى تستكمل في جنين وفي الضفة الغربية وفي القدس».

وكان الرئيس الفلسطيني ادى صلاة الشكر أمس بمناسبة بدء اخلاء المستوطنات في قطاع غزة مع جمع كبير من الفلسطينيين في ساحة مهبط الرئاسة الفلسطينية المحاذي للشاطئ.

وام الصلاة الشيخ يوسف سلامة، وزير الاوقاف والشؤون الدينية، حيث دعا المصلين الى ان يسجدوا «سجدة الشكر لله تعالى عن بدء رحيل المحتلين». وقال «نسألك ان تكتب لنا تحرير فلسطين، كل فلسطين يا رب العالمين. اللهم احفظ مقدساتنا».

وشارك قرابة الف من المسؤولين والوجهاء والافراد العاديين الذين قدموا من مختلف انحاء القطاع في اداء الصلاة في ساحة كبيرة مواجهة للمرآب الذي كان يستخدم لإيواء مروحيتين للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ودمره الطيران الحربي الاسرائيلي سنة 2001.

ودعا الشيخ سلامة كذلك الله «بالرحمة للشهداء الأبطال»، و«الحرية للاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وبعودة اللاجئين الفلسطينيين والمبعدين الى اهلهم ووطنهم سالمين». ووجه وزير الاوقاف خلال خطبته تحية خاصة الى فرنسا والرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي وصفه بانه «صديق للفلسطينيين». وناشد الشيخ سلامة خاطفي فني الصوت الفرنسي محمد وضحي الذي اختطف في مدينة غزة الاحد الماضي ان يطلقوا سراحه «ليواصل القيام بواجبه».