ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي يدعو إلى فتح حوار مع «حماس» وإطلاق سراح البرغوثي

TT

دعا العميد ايلان باز، رئيس حهاز الإدارة المدنية الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة التابع للجيش، الى فتح حوار بين الحكومة الاسرائيلية وبين حركة «حماس» والى اطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين بمن في ذلك مروان البرغوثي، المحكوم بالسجن خمسة مؤبدات. وقال باز، الذي كان يتكلم في لقاء خاص بصحيفة «هآرتس» نشر أمس بمناسبة خلعه البزة العسكرية والتسرح من الجيش، ان «هناك تقاليد بائدة في السياسة الاسرائيلية ينبغي ان تتغير، أكان ذلك بالنسبة للتعامل مع الفلسطينيين أو مع المستوطنين اليهود في المناطق الفلسطينية، لأن هذه السياسة باتت مضرة جدا بالمصالح الاسرائيلية». والعميد باز هو أحد القادة العسكريين الذين بنوا أمجادهم من خلال نجاحهم في العمليات الحربية بالأساس. وهو الذي ألقى القبض على أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، مروان البرغوثي. وقد شغل عدة مناصب انطلق منها للعمليات الحربية ضد الفلسطينيين. وفي حواره مع المستوطنين اليهود الذين ناصبوه العداء واعتبروه معاديا للاستيطان اليهودي، كان يتباهى بأنه قتل فلسطينيين أكثر من كل قادة مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة معا. ولكنه أظهر في هذا اللقاء الصحافي مواقف مغايرة للمواقف المتبعة في قيادات الجيش الاسرائيلي.

ففي موضوع الاستيطان والمستوطنين قال ان «الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تعاملت مع المستوطنين على أنهم فوق القانون، وعمليا لم يكن هناك قانون. فاعتدوا على الفلسطينيين وأرضيهم من دون رادع». وضرب على ذلك مثلين; الأول ـ خلال فترة قيادته لمنطقة المستوطنات المحيطة برام الله في سنة 2002، قتل أربعة فلسطينيين برصاص المستوطنين ولكن القتلة ما زالوا أحرارا طلقاء بلا محاكمة حتى اليوم والمخابرات لم تفصح عن أسمائهم. وتساءل «هل لو كان المعتدون عربا كانوا يتركونهم طلقاء على هذا النحو؟!». والمثل الثاني: غالبية المستوطنات غير القانونية التي بنيت في السنوات الخمس الأخيرة أقيمت على أراض فلسطينية بملكية خاصة تمت السيطرة عليها من دون تفسير. وقادة الجيش من جهتهم تعاملوا بصداقات مع المستوطنين وقسم كبير منهم غضوا الطرف عن مخالفاتهم. ولذلك فليس صدفة أنهم يشعرون اليوم بالقوة ويمارس بعضهم اعتداءات ارهابية على الفلسطينيين، بل يتطاولون على الجيش الاسرائيلي نفسه.

وفي موضوع «حماس» قال باز ان هذه الحركة ليست حركة ارهابية فقط ولا يجوز التعامل معها فقط كحركة ارهابية «فالحركات التي يقتصر نشاطها على الارهاب ينبغي محاربتها بكل بأس وقوة. لكن هذه الحركة تنشط في المجال الاجتماعي والاقتصادي أيضا وستخوض الانتخابات التشريعية بعد خمسة أشهر وقد تسفر عن انتخاب رجال «حماس» في البلديات والمجلس التشريعي وربما نرى وزراء لها في الحكومة. فهل يعقل أن نتجاهلها تماما؟!». وأكد باز ان هناك اتصالات وعلاقات تعاون حاليا على الصعيد الميداني بين اسرائيل وحماس، بحكم الوظائف التي يشغلها رجال حماس، ولذلك فلا يرى مكانا للاعتراض على التعاون مع «حماس».

كما تكلم العميد باز عن اطلاق سراح الأسرى، فقال ان مثل هذه الخطوة من شأنها أن تزرع الثقة بين الطرفين وتعزز التأييد الجماهيري لسياسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) وتقنع الفلسطينيين بأن هناك خطوات جدية في الطريق السلمي الذي يسير عليه ابو مازن.