وزيرة شؤون إيرلندا السابقة تخسر معركتها ضد السرطان

حزب العمال البريطاني الحاكم يفقد شخصية كبيرة ثانية في غضون أسبوعين

TT

تكبد حزب العمال البريطاني الحاكم خسارة كبيرة ثانية في حوالي اسبوعين، مع وفاة الدكتورة مو مولام الوزيرة السابقة لشؤون ايرلندا امس عن 55 عاماً بعد ايام من رحيل وزير الخارجية السابق روبن كوك. ولئن جاء موت الاخير مفاجئاً لان احداً لم يكن يعلم بمتاعبه القلبية، فإن السرطان الذي بدأ ينهش دماغ مولام منذ 1997 كان معروفاً لدى الجميع. وطالما استعملت السيدة التي وصفت بأنها من أجرأ الشخصيات العمالية واشدها تبرماً بالاساليب التقليدية غير المبتكرة، مرضها احياناً في سياق مساعيها لتنظيم مفاوضات سلام بين الفرقاء الايرلنديين. فبعض هؤلاء تذكر انها كانت تعمد الى خلع باروكتها والقائها على الطاولة، كاشفة عن رأسها الذي تساقط عنه الشعر بسبب المعالجة الكيماوية، وذلك لممارسة ضغوط معنوية عليهم والتعبير عن الضيق من تشدد هذا الجانب او ذاك. كان الاثنان من اعضاء الصف الاول الذي اشتغل ايام «الضياع» على مقاعد المعارضة بصورة لا تعرف الكلل، خصوصاً منذ 1994، الى جانب رئيس الوزراء توني بلير بهدف انتزاع الحكم من المحافظين. والمفارقة المؤلمة هو ان المرض الخبيث تسلل الى دماغها حالما بدأت جهودها المضنية تؤتي ثمارها مع وصول الحزب الى السلطة. بيد انها رضيت بالعمل على الملف الايرلندي البالغ التعقيد لسنتين حتى نجحت في التمهيد لتوقيع «اتفاقية الجمعة العظيمة» اواخر 1998. وفي غضون سنتين، خرجت مولام بمشيئتها من الوزارة ومجلس العموم، لتتفرغ لتوجيه الانتقادات الحادة احياناً لبلير.

ومع اقتراب الحرب على العراق، كان للراحلة نقطة تقاطع جديدة مع رفيقها القديم كوك، تمثلت في معارضتهما معارضة فعالة للغزو. غير انها ذهبت ابعد منه احياناً في هجومها على بلير او تشخيص الازمات وسبل حلها، حين اقترحت مثلاً فتح قنوات اتصال او حوار مع المنظمات او الجهات التي تشن حملة الارهاب الدولي وذلك بغرض الخروج من هذه الازمة. واللافت ان كلاً منهما اتسم بقدر وافر من الشجاعة المقترنة بذكاء لامع مما جعلهما شخصيتين نادرتين في التاريخ المعاصر للحزب. لكن اصالة كل منهما تتجلى في ابتكاره اسلوبه الخاص للتعاطي مع هذه القضية او تلك.