العقبة وجارتها إيلات: منتجعان لهما تاريخ حافل وحاضر مزدهر

TT

العقبة (الاردن) ـ أ.ف.ب: تشكل مدينتا العقبة وجارتها ايلات اللتان استهدفهما هجوم بصواريخ الكاتيوشا امس، المنفذ الوحيد للأردن وإسرائيل على البحر الاحمر، اضافة الى شهرتهما كأفضل المنتجعات البحرية في المنطقة. وتقع المدينتان في عمق خليج العقبة الذي يبلغ عرضه حوالى عشرة كيلومترات، وطوله 160 كلم، وتحده سيناء المصرية غربا والسعودية شرقا.

وتعتبر هذه المنطقة الواقعة في الطرف الشمالي الاقصى من البحر الاحمر ومنذ القديم مكانا استراتيجيا للعبور يشجع المبادلات التجارية. وخلال الالفية الاولى قبل الميلاد، أرسل ملوك اسرائيل سفنا لجلب الاخشاب النفيسة والذهب والعاج. وفي القرن الاول بعد الميلاد، جعل الانباط العقبة معبرا على طريق التوابل.

وابان الفتح العربي، صار مرفأ العقبة محطة للقوافل على طريق الحج الى مكة المكرمة قبل ان يستولي عليه الصليبيون بعد عام الف ميلادية ويمكثون فيها على غرار الرومان والبيزنطيين من قبل. وشملت عمليات التحديث والتوسعة المرفأين في الخمسينات وأقامت الدولة العبرية التي استولت على ايلات عام 1948 منشآت عسكرية واقتصادية. ويتمركز الاسطول الحربي الاسرائيلي في ايلات، حيث يمتد خط انابيب للنفط لنقل البترول الى مصافي حيفا. وتتولى المصانع في ايلات تمويل المواد الاولية التي تستوردها اسرائيل وكذلك النحاس والمنغنيز الآتية من صحراء النقب.

وتشهد العقبة التي يعود مرفأها الحديث الى عام 1959 ازدهارا ملحوظا، كما انها تشكل واحة حقيقية وسط صحراء جنوب الاردن الصخرية. فقد ساهمت حرب لبنان (1975 ـ 1990) والحرب بين العراق وايران (1980 ـ 1988) في تحويل العقبة الى مركز مهم للترانزيت في الشرق الاوسط. وانطلاقا منها، يقوم الاردن بتصدير الفوسفات والاسمنت والبوتاس والسماد الكيماوي التي تصنع محليا في مجمع صناعي كبير. وقد أعلنت المدينة منطقة اقتصادية حرة عام 2001. ويبلغ عدد سكان العقبة 75 الف نسمة وايلات 50 الفا. وهما تشكلان منذ معاهدة السلام الاردنية الاسرلئيلية قلب منطقة بحرية شاسعة على ضفاف مصر وإسرائيل والأردن.