هل تصبح زعيمة المحافظين أنجيلا ميركل أول مستشارة في تاريخ ألمانيا؟

خبير ألماني عن انتخابات سبتمبر: ميتة «تخلو عروقها من الدماء» و«الأكثر فراغا من المحتوى» منذ الحرب العالمية الثانية

TT

ربما ستوافق محكمة الدستور الاتحادية على قرار إجراء الانتخابات المبكرة في ألمانيا، وربما تفوز زعيمة المحافظين أنجيلا ميركل فيها لتصبح أول مستشارة في تاريخ ألمانيا، او يحتفظ المستشار غيرهارد شرودر بكرسيه ليحكم 4 سنوات أخرى، ويصبح بالتالي أول مستشار اشتراكي يحكم ألمانيا لأكثر من 8 سنوات.

لكن الانتخابات المرتقبة في 18 سبتمبر (ايلول) المقبل، والتي قد تبت فيها محكمة الدستور في مطلع الشهر المقبل، ستكون خاطفة قد يسقط فيها أحد المتنافسين إلى الأرض في أية لحظة بسبب «خطاف يساري أو يميني». هذا ما يعتقده الخبير في الانتخابات الألمانية رئيس معهد «ايمند» شبه الرسمي لاستطلاعات الرأي كلاوس بيتر شوبنر الذي يرى أن الحملة الانتخابية القصيرة المتاحة ليست أكثر من «استغفال معلوماتي» للناخبين، وان هذه الانتخابات «ميتة تخلو عروقها من الدماء»، واعتبرها «أكثر الانتخابات فراغا من المحتوى» في تاريخ ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية، وتتغلب فيها أساليب «الدعاية الشعبوية» على وسائل اصطياد الناخبين بصنارات الوعود المعهودة في الانتخابات السابقة.

واعتبر شوبنر أن «الحدس» و«الصدفة» سيلعبان دورا مهماً في نتائج الانتخابات المبكرة التي سعى إليها الموالون للحكومة الحالية والمعارضون لها على حد سواء. وقد ينبري رئيس إيراني متشدد ليرجح شعبية المستشار شرودر بسبب موقفه الرافض للحرب ضد إيران، أو قد يحقق بابا الفاتيكان زيارة أولى إلى مسقط رأسه ألمانيا ليؤجج المشاعر المسيحية لمصلحة أنجيلا ميركل.

ويكشف استطلاع أجراه معهد «أمنيد» أن 25% من الناخبين فقط سيقررون أمرهم على أساس موقف سياسي مقابل 50% عام 2002. ويعتقد 70% منهم أنه لا فرق بين أن يحكم المحافظون أو أن يحكم الاشتراكيون. وتقود هذه الحال إلى إضعاف معرفة الناخبين لأنهم ما عادوا يهتمون بالعامل السياسي لشدة فقدانهم الثقة بالسياسيين وأحزابهم. وصار الناخب يمنح صوته إلى المحافظين، لا إيمانا منه بأنهم الأفضل، وإنما لأنه بات يريد التغيير واصابه السأم من انتخاب الاشتراكيين.

والى جانب عوامل «الحدس» و«الصدفة» التي تحدث عنها شوبنر، دعت الدوائر الانتخابية ألمانيي الخارج للاستعجال بإرسال أصواتهم بسبب ضيق الوقت الممتد بين موافقة محكمة الدستور على الانتخابات وبين موعدها المحدد. وهناك اكثر من 300 ألف ألماني يقيم في الخارج ويود المساهمة في الانتخابات يضاف إليهم عشرات الآلاف من السياح الذين ينتشرون في مختلف بقاع العالم طوال شهر سبتمبر. ويتيح قانون الانتخابات الألماني التصويت عبر البريد قبل شهرين من موعد الانتخابات، لكن تأخر البريد في هذه الانتخابات «المستعجلة» وارد وقد يؤدي إلى ضياع الأصوات في أروقة البريد.

وسبق لعدد من القضاة أن احتجوا على طول فترة التصويت البريدي وحذروا من تأثير الناخبين «الموتى» على نتائج الانتخابات. فمعظم الناخبين بالبريد هم من العجزة والمسنين الذين قد يوافيهم الأجل خلال شهرين بعد أن تكون أصواتهم قد وصلت إلى الدوائر الانتخابية المختصة.