البابا يزور الكنيس اليهودي في كولون ويحذر من تصاعد العداء للسامية مجددا

ودعا إلى تعزيز الحوار بين الأديان المختلفة

TT

أصبح البابا بنديكتوس السادس عشر أول حبر أعظم للفاتيكان يطأ كنيسا يهوديا في ألمانيا لدى زيارته أمس الكنيس اليهودي في كولون. وكان سلفه يوحنا بول الثاني قد سبقه بخطوة مماثلة حينما زار كنيسا يهوديا مماثلا في روما عام 1986 وأصبح بالتالي أول حبر أعظم للفاتيكان يطأ كنيسا يهوديا.

وحذر البابا في زيارته للكنيس اليهودي، الذي يعتبر الأقدم في منطقة أوروبا الوسطى، من تصاعد معاداة السامية مجددا، واستشهد في خطبته أمس بمرسوم المجمع الكنسي الثاني في الفاتيكان الذي ينص على أن النبي إبراهيم هو أب كل الأديان والمعتقدات. كما كرر مقولة سلفه يوحنا بولس الثاني الذي أكد أن «اللقاء مع المسيح هو التقاء باليهودية أيضا». وأكد بنديكتوس السادس عشر أن المسيحية ترفض العداء للسامية تماما، مذكرا أن «اليهود إخوة المسيحيين القدماء».

ودعا البابا إلى تعزيز الحوار بين الأديان المختلفة مستشهدا بسلفه البولندي الذي أطلق سلسلة اجتماعات الحوار بين الأديان عام 1986، وقال «يجب أن نحترم ونحب بعضنا» وأن نواصل طريق العلاقات والصداقة مع الشعب اليهودي، مضيفا: أن لكل بشر نفس الكرامة أمام الله بغض النظر عن انتمائه القومي أو الثقافي أو الديني.

وكان البابا قد بدأ زيارته للكنيس اليهودي بصلاة على أرواح 11 ألف يهودي كولوني من ضحايا العهد النازي. وتمت الزيارة في ظل اجراءات أمنية مشددة جرى وقف حركة مرور السيارات والقطارات في الشوارع التي تمر فيها قافلة البابا بسيارته الـ«مرسيدس» المدرعة.

ودعا البابا الالماني الاصل اليهود والمسيحيين الى العمل معا لكي لا «تتمكن قوى الشر من الوصول مجددا الى السلطة.. ولكي تبني الاجيال المستقبلية بعون الله عالما مسالما واكثر عدالة يتساوى فيه جميع المواطنين». وشدد البابا على ان «الارث المشترك» للديانتين يجب ان يدفعهما الى التعبير عن «اجماع اكبر» في الدفاع عن قيمهما المشتركة اي حقوق الانسان وحماية قدسية الحياة البشرية والعائلة والعدالة الاجتماعية والسلام العالمي.

من جهة اخرى، نقلت وكالة الانباء الالمانية عن تقارير إعلامية تركية في اسطنبول أمس بأن البابا بنديكتوس السادس عشر وافق على دعوة لزيارة تركيا.

وذكرت صحيفة «مليت» أن رئيس الكنيسة الكاثوليكية سيزور تركيا في الفترة من 28 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولم يصدر تأكيد فوري في هذا الشأن عن الحكومة التركية. وإذا زار البابا تركيا فإنه سيكون بذلك ماضيا على خطى سلفه يوحنا بولس الثاني الذي زار الدولة ذات الاغلبية المسلمة في نوفمبر عام 1979.