بعد اكثر من شهر على اجراء عملية له ، لزرع اول قلب صناعي مطور من الاجيال الجديدة لـ«مضخات الدم المساعدة»، قال شون هانسون البالغ من العمر 40 عاما، «أشعر تقريبا كما في أيامي السالفة».
وكان اطباء في المركز الطبي لجامعة ماريلاند قد زرعوا في جسم هانسون القلب الصناعي «فنترأسيست» VentrAssist ، بعد ان ظل طريح الفراش ينتظر دوره لزرع قلب بديل لقلبه العاجز. ويزرع الاطباء القلب الصناعي عادة كمرحلة مؤقتة لحماية حياة المرضى من امثال هانسون.
واضاف هانسون، الذي تحدث في مؤتمر صحافي حضرته زوجته ألافيا يوم اول من امس في بالتيمور معلقا على قلبه الجديد، «إنه شيء جميل». ولا يعلم الاطباء كيف سيشعر هانسون، وهو واحد من 30 مريضا في العالم تقرر زرع القلب الصناعي الجديد لهم، في المستقبل بوجود هذا القلب الصناعي الذي يبلغ وزنه 10 اونصات (290 غراما تقريبا) وطورته شركة «فنتراكور» الاسترالية لمساعدة ذوي القلوب الضعيفة.
ونقلت وكالة اسيوشييتد بريس عن الدكتور بارتلي غريفيث وزملائه الجراحين في المركز، انهم يشعرون بالتفاؤل في عمل هذا الجيل المطور من القلوب الصناعية التي تتسم بصغر حجمها وخفة وزنها وبساطتها، ويعتقدون انها ستكون اكثر دواما وستقلل من المضاعفات مقارنة بـ«المضخات» السابقة. وتقود سبع شركات حول العالم برامج ومشاريع لتطوير أحدث القلوب الصناعية في ابحاث بدأت منذ ستينات القرن الماضي. وقد تخلى الجراحون والمهندسون، مع الزمن، عن تصاميم القلوب الصناعية الكبيرة الاولى بعد حدوث مشاكل عديدة، منها انتقال العدوى وحدوث السكتة الدماغية والمضاعفات الاخرى التي قادت الى وفيات كثيرة، وتحولوا نحو تصاميم اصغر واسهل تركيبا لأجهزة مساعدة للقلب.
وكان المركز الطبي لجامعة ماريلاند قد ساهم في زرع القلوب الصناعية السابقة ومنها احدث قلب صناعي قبل ظهور «فنترأسيست» وهو القلب «جارفيك 2000» الصغير الذي صمم بمحرك توربيني ويبلغ حجمه حجم بطارية مدورة كبيرة مما يسهل ادخاله الى البطين الأيسر للقلب.
اما القلب الجديد فقد ادخل بطريقة اخرى، حيث زرع في منطقة البطن وربط مع القلب والشريان الأورطي بأنابيب. وهو مريح للمرضى اذ انه خفيف الوزن ولا يحتوي على اجزاء كثيرة كما انه اقل ضجيجا ويبدو اكثر دواما في فترة خدمته. ويقول خبراء شركة «فنتراكور» ان فترة خدمته تزيد عن 10 اعوام. وقال الاطباء ان مثل هذه المضخات الصناعية لا تصلح لجميع حالات المرض لذا لا يمكن سوى للمرضى ذوي القلب العاجز من الذين لا تنفع معهم أي من انواع العلاج. وتسمح وكالة الغذاء والعقاقير الاميركية بزرع القلب الصناعي فقط في حالات اختباره على المرضى الواقفين في طابور انتظار قلب متبرع به.
ووفقا لاحصاءات رابطة القلب الاميركية فان 5 ملايين اميركي يعانون حاليا من آثار عجز في القلب، فيما تشخص سنويا 550 الف حالة جديدة. وتعتبر امراض القلب المرض القاتل الاول في الولايات المتحدة، وتنفق علي علاجها حوالي 30 مليار دولار سنويا. ويتراوح عدد الذين يعانون من امراض في القلب في العالم بين 10 و 23 مليون مريض.