فيلم عن حياة مبارك على قناة خاصة وممول من أموال حملته الانتخابية

TT

في اليوم الأول للحملة الانتخابية لأول انتخابات رئاسية تعددية في مصر، امتنع التلفزيون المصري المملوك للدولة، عن بث وقائع المؤتمر الذي عقده مرشح الحزب الوطني الحاكم الرئيس حسني مبارك لإعلان برنامجه الانتخابي على اعتبار أن التلفزيون لم ينقل المؤتمرات المماثلة للمرشحين التسعة الآخرين.

وتأكيداً لمبدأ حياد مؤسسات الدولة، بثت قناة «دريم» الفضائية أمس، فيلماً دعائياً عن مبارك لم يتم بثه على التلفزيون الحكومي يستعرض مراحل حياته الخاصة والعامة، جاء بعضها على لسانه، وأخرى على لسان السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية.

وبداية الفيلم، الذي يجيء ضمن الحملة الانتخابية لمبارك، تستهل مع مقتل الرئيس السابق أنور السادات وتوليه الحكم في 14 اكتوبر( تشرين الاول) 1981، وجاءت مشاهد الفيلم غير مرتبة، وتنقلت بين الأحداث وفترات بداية حياته، منها المنزل المتواضع الذي ولد وعاش فيه مع أخوته الثلاثة بكفر المصيلحة بالمنوفية، ضمن أسرة تضم الأب وهو موظف بسيط مرتبه 10 جنيهات شهرياً، ثم حصوله على شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة وتقديم أوراقه لكليتي التجارة والحربية معاً، ثم تفضيله الكلية الحربية، ليتخرج منها عام 1949 ثم الكلية الجوية عام 1950 وتعيينه مدرساً بالكلية الجوية، واتجاهه لتكوين أسرة، ولقائه مع شقيقة صديقه منير ثابت، الذي كان زميلا له بالكلية الجوية.

وتقول المشاهد على لسان السيدة سوزان مبارك إنها وجدت فيه الإنسان البسيط الوسيم ـ على حد تعبيرها ـ وكانت كما عبرت بقولها: تلاقت النظرات بنادي هليوبوليس، ثم اللقاءات، لتنتهي بالزواج من حسني مبارك ومرتبه في ذلك الوقت 30 جنيهاً شهرياً، وتعيش الأسرة حياة متواضعة، يقوم هو باستخدام المكواة لكي ملابس الأسرة، في الوقت الذي تقوم فيه الزوجة بعمل ساندويتشات للأولاد داخل مسكن، قيمته الايجارية 17 جنيهاً انخفض إلى 14 جنيها شهرياً، أما أوقات فراغه فيقضيها مع زوجته وأولاده بنادي هليوبوليس بالقاهرة.

وعن حياته بالكلية الجوية يقول مبارك، إنه كان حريصاً على النظم واللوائح، وألا يخطئ حتى لا يتم حبسه (خميس وجمعة)، ولم يحدث ذلك إلا مرة واحدة.

حياته بأكملها تقريباً كانت تدور حول عمله، وخاصة بعد النكسة عام 1967 دخل في حزن عميق مع نفسه، وجعله يبكي مع زملائه بصورة هستيرية ـ على حد تعبيره ـ ثم التصميم على خلق جيل جديد من الطيارين، ونجاح القوات المسلحة والكلية الجوية في تحقيق ذلك.

ويعود مبارك إلى مراحل من حياته الشخصية ويقول، إنه لم يكن يملك سيارة، إلا بعد عودته من بعثة للاتحاد السوفياتي (السابق)، وشرائه سيارة صغيرة جداً بـ72 جنيهاً، كانت وسيلة الأسرة للانتقال، حيث يضع أولاده علاء وجمال في الصندوق الخلفي للسيارة، عند الذهاب وخاصة إلى الإسكندرية.

وتتضمن مشاهد الفيلم، أول لقاء بين الزعيم جمال عبد الناصر ومبارك، وكان يعمل في بلبيس مديراً للكلية الجوية، ثم اختياره قائداً للقوات الجوية بالقوات المسلحة المصرية.

وتضمن الفيلم مقاطع من الخطب، التي كان يوجهها مبارك خلال المناسبات الوطنية، وتأكيده بأن لن نسمح بالاعتداء على جزء من أرض الوطن، وأن القوات المسلحة المصرية، قادرة تماماً على ذلك.

مضيفاً أنه لا يخضع لتهديد أو ضغط من أي قوة أجنبية، وأن قراراته تنبع دائماً من المصلحة العامة للوطن، ولصالح الإنسان المصري، في إطار الشرعية الدولية والمصلحة العربية، وأنه يضع مصلحة مصر فوق أي اعتبار.

ويسترجع الفيلم الذي أعدته الحملة المشرفة على الدعاية للرئيس مبارك، لقاءات الرئيس السادات مع مبارك، عندما كان نائباً لرئيس الجمهورية، وتأكيده بأن إسرائيل تكن كل احترام لمبارك، الذي لقنها درساً بالغاً خلال حرب أكتوبر 1973.

ويسترجع الرئيس مبارك في الفيلم، محاولة اغتياله بأديس أبابا، وكيف مر الحادث ـ على حد تعبيره ـ بسلام، وبداية تركيزه على الإرهاب ودعوته للعالم أجمع، بل تحذيره من خطورة الإرهاب العالمي، خاصة في دول أوروبا. كما يسترجع رحلة الدراسة واتجاهه الطبيعي إلى الالتزام بالجانب الديني، الذي أصبح ـ على حد تعبيره ـ جزءا من تكوينه الشخصي، البعيد عن التعصب، ولقاءاته مع كل من الداعية الشيخ الشعراوي والبابا شنودة بابا الكرازة الارثوذكسية، وتأكيده على أن الوطن للجميع لا فرق بين مسيحي ومسلم.

وينقل الفيلم لمحة إنسانية لمبارك الأب، خاصة خلال مرض ابنه علاء، الذي أصيب بدسك أقعده عن الحركة تماماً، وأجرئت له عملية جراحية خطيرة بالولايات المتحدة، وعدم تمكنه من أن يكون بجواره أثناء العملية، لارتباطات تتعلق بعمله كرئيس للجمهورية.

ويعود مبارك إلى المستقبل والمرحلة المقبلة، إذا أتيح له أن يكون رئيساً لمصر خلال فترة رئاسية جديدة، ومشاريعه التي يرغب في استكمالها في كافة المجالات السياسية والسكانية والصحية والتعليم والزراعة والصناعة.