البرلمان الإيراني يبدأ اليوم مناقشة الثقة بحكومة نجاد وسط توقعات بحجبها عن عدد محدود من الوزراء

TT

طهران ـ أ.ف.ب: يبدأ البرلمان الايراني اعتبارا من اليوم مناقشة الثقة في الحكومة الجديدة التي تضم خليطا من المتشددين الموالين للرئيس المحافظ محمود احمدي نجاد او المجهولين، ولا يبدو انهم سيحظون بالاجماع المتوقع بين النواب.

وخلال جلسة ستكون مؤشرا على طبيعة العلاقات المقبلة بين البرلمان من جهة والرئيس وحكومته من جهة اخرى، سيبت النواب الـ290 في مجلس الشورى فيما اذا كانوا سيزكون كل واحد من الوزراء الـ21 الذين اقترحهم الرئيس.

وقد يتواصل النقاش حتى الثلاثاء المقبل آخر مهلة لتصويت البرلمان على الثقة. لكن وفي حين توحي اغلبية ساحقة من المحافظين في البرلمان ان العملية ستكون شكلية، توقع محمد حسن ابو ترابي النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى ان يفشل معظم المرشحين الى المناصب الوزارية بالحصول على الثقة، وقال «اكيد ان الاغلبية في البرلمان على نفس خط الرئيس وخط الذين اقترحهم لحكومته، لكن ذلك لن يمنع النواب من التدقيق في كفاءات اعضاء الحكومة».

وقد يبدو هذا التصريح تأكيدا على المبادئ من قبل رجل الدين المتشدد هذا والذي يتكلم باسم مجلس شورى يحرص على الا يبدو منصاعا للاوامر.

كما قال الناطق باسم لجنة الشؤون الخارجية النافذة كاظم جلالي انه «من غير المحتمل ان ينال كل الوزراء الثقة».

اما رئيس اللجنة علاء الدين بروجردي فانه اكد انه «اذا لم يحصل بعض الوزراء على الثقة فانهم لن يكونوا كثيرين».

لكن بعض الشكوك ظهرت علنا حول قدرات بعض المرشحين على تسلم مناصب وزارية، وهم من غير المعروفين لدى النواب او الذين يفتقرون للخبرة في المناصب التي ستوكل اليهم.

وأعلن النائب انوشروان محسني من دون ان يسمي كامران باقري لنكراني «يبدو ان المقترح لتولي وزارة دقيقة مثل وزارة الصحة ليس لديه ما يكفي من التجربة».

وهناك آخرون يثيرون ايضا نفس التحفظات مثل المرشح لوزارة العلوم والبحث والتقنية محمد مهدي زاهدي ولوزارة النفط الاستراتيجية علي سعيدلو.

واعتبر محلل رفض الكشف عن اسمه انه «من غير المرجح ان يرفض البرلمان منح الثقة لسعيدلو او اي ممن يتولون وزارات كبيرة»، مؤكدا «لكن قد يدفع آخرون ثمن شيء من الاستياء. اكيد ان البعض يفتقر الى الخبرة، لكن هناك ايضا استياء مجموعات من المحافظين تعتبر انها غير ممثلة بما فيه الكفاية. ولم يطمئن كافة المحافظين في البرلمان للسياسة التي اعلنها احمدي نجاد سواء الاقتصادية منها او الخارجية. كذلك يجب ألا ننسى ان التصويت سري وان بعض المرشحين لمناصب وزارية قد يحصلون على عدد قليل من الاصوات».

وكتبت صحيفة «همبستقي» الاصلاحية في افتتاحيتها «الناس يشككون في الحكومة»، وأضافت «اذا صوت البرلمان عشوائيا لصالح كافة الوزراء فان ذلك سيعزز شكوكهم، لكن اذا قيم البرلمان الوزراء بناء على قدراتهم ورفض الذين يفتقرون الى الكفاءة او الذين فشلوا في مناصبهم السابقة، فان البرلمان هو الذي سيخرج، مستفيدا وسيتم تعيين حكومة قوية». إلا ان المرشد الاعلى لإيران علي خامنئي دعا خلال صلاة الجمعة الى الوحدة. الامر الذي قد يدفع النواب الى التردد في حجب الثقة لا سيما عندما قال «انا ادعمه (احمدي نجاد) هو وحكومته وآمل في ان ينجز الرئيس والمجلس واجبهما الشرعي في تعاون وتفاهم كي يتم تنصيب الادارة الجديدة في اقرب وقت ممكن».

ويتوقع ان يعرض احمدي نجاد مجددا الخطوط العريضة لسياسته امام النواب، كما سيدافع كل مرشح لمنصب وزير عن برنامجه. وسيتمكن نائبان مواليان وآخران معارضان من التعبير عن رأيهم. وبذلك ستحظى كل وزارة بنقاش يستغرق ساعة ونصف الساعة.