السنة عازمون على إسماع صوتهم في استفتاء الدستور والانتخابات المقبلة

قادتهم يحاولون إقناع المسلحين بعدم استهدافهم.. ويطلبون مركز اقتراع في أبو غريب

TT

قضى سهيل نجم يوم الاقتراع في الانتخابات الاخيرة، التي جرت في العراق في منزله، يشاهد التلفزيون، مثلما فعل العديد من السنة الذين قاطعوا الاقتراع، احتجاجا على وجود القوات الاميركية في البلاد. واليوم فإن مسؤول السياحة السابق، متحمس للتصويت لدرجة انه زار ثلاثة مكاتب تسجيل لضمان وجود اسمه في قائمة المقترعين في استفتاء الدستور المقرر في اكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال نجم البالغ من العمر 56 سنة، «الامر فوضى»، بعدما نقل من مركز اقتراع في الحي الذي يعيش فيه في بغداد وتسكنه اغلبية سنية، الى مركز اقتراع اخر قريب. وتعهد بالذهاب، موضحا ان القيادات في مسجده شجعوه على التسجيل.

وبالمقارنة بالانتخابات البرلمانية في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما لم تزد نسبة اقبال السنة على الاقتراع على اكثر من 2 في المائة في بعض المناطق، فإن الاقلية السنية تتحرك الان من اجل زيادة عدد المسجلين. وقد تركت المقاطعة السنية، التي تعتبر الان، سقطة سياسية، السنة بلا تمثيل مناسب في المجلس الوطني وبدور محدود في اللجنة المكلفة بصياغة الدستور الجديد.

ويستخدم كبار رجال الدين السنة، الذين اعتبروا من قبل الانتخابات في ظل الاحتلال، مهزلة وادانوا التصويت باعتباره عملا ضد الاسلام، نفس المساجد لدعوة الانصار للتسجيل. ودعا الشيخ محمد صالح الذي كان من اكثر المعارضين للانتخابات، في صلاة الجمعة في مسجد بلال الحبشي في بغداد، كل مواطن عراقي شريف للتوجه الى هذه المراكز وتسجيل اسمه، ثم المشاركة في الانتخابات والاستطلاع بحماس. وينظم الحزب العراقي الاسلامي، وهو اكبر الاحزاب السياسية السنية حملة من اجل التسجيل. وتزدحم صحفه واذاعته بمعلومات حول التسجيل، كما يروجون للانتخابات مع شيوخ القبائل، ويوزعون المناشير على البيوت. كما يطالب المسؤولون في الحزب بالسماح لهم بإقامة مركز تسجيل في سجن ابو غريب. ويوضح علاء مكي، وهو مسؤول كبير في الحزب، «نبذل جهدا كبيرا لدفع الناس لتسجيل اسمائهم».

وذكر المسؤولون في الحزب الاسلامي العراقي انهم يحاولون التفاوض مع جماعات المتمردين السنية، لحثهم على وقف الهجمات المتعلقة بالانتخابات ومحاولة اقناعهم ان اقبالا سنيا قويا امر حيوي. واضاف مكي «نحاول اقناعهم بوقف الهجمات، على الاقل خلال فترة التسجيل، وان نوضح لهم ان تسجيل الاسماء يمكن ان يساعد المعارضة».

وقد اعلن عز الدين محمدي، رئيس مجلس مفوضي هيئة الانتخابات المستقلة في العراق ان «الهيئة جادة للغاية في فتح مراكز اقتراع في مناطق لم يتمكن سكانها من التصويت في المرة الماضية». ولا تتابع اللجنة التي شنت حملة تسجيل في اول الشهر الحالي عمليات التسجيل طبقا للعرق او الجنسية، ولكن الارقام الاولية تشير الى ان الاقاليم ذات الاغلبية السنية شاهدت تسجيل عدد كبير من الأسماء. فمن بين المحافظات الاربع التي تلقت اكبر عدد من طلبات التسجيل، هنالك محافظتان فيهما اغلبية سنية، محافظة صلاح الدين التي تضم بلدة تكريت مسقط رأس صدام حسين، ومحافظة ديالى التي تضم منطقة بعقوبة. والمنطقتان الاخريان ذات معدلات المشاركة الكبيرة فهما محافظة التأميم (كركوك) في الشمال، وسكانها مزيج من الاكراد والتركمان والعرب، ومحافظة ميسان في الجنوب الذي تضم اغلبية شيعية.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»