في خطوة احترازية طلبت الحكومة الاردنية من العراق تزويدها بقوائم مسبقة بأسماء العراقيين الذين يرغبون بزيارة الاردن، وذلك قبل ايام مـن دخولهم الاراضي الاردنية، كما طلبت التأكد من وثائقهم الثبوتية وصلاحيتها لتجنب عمليات التزوير في هذه الوثائق. ويهدف الاردن من هذه الخطوة التي تأتي بعد تفجيرات العقبة الصاروخية، الى السيطرة الكاملة على حدوده البرية مع العراق والحيلولة دون تسلل عناصر عراقية الى داخل الاراضي الاردنية بوثائق مزورة، خاصة بعد ضلوع عراقيين في تفجيرات العقبة، بالإضافة الى ان قذائف الصواريخ التي أطلقت على أهدافها هي من صنع عراقي.
وقد اتخذ الأردن في وقت سابق اجراءات لتسهيل مهمة دخول العراقيين في ضوء توجيهات العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني للسلطات الاردنية بمراعاة الظروف الخاصة الانسانية للعراقيين وتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم. وأفاد مصدر أمني اردني رفيع بأن المئات من العراقيين يحاولون الدخول الى البلاد يومياً بوثائق عراقية مزورة، إلا ان السلطات الاردنية تقف لهم بالمرصاد وتمنع دخولهم وتعيدهم الى السلطات العراقية على الجانب الآخر من الحدود.
وأضاف المصدر ان الاجهزة الأمنية الاردنية في مركز الكرامة الحدودي تكتشف ما بين 100 و 130 جواز سفر عراقياً مزوراً يومياً يحاول حملتها دخول الاراضي الاردنية، مما حدا بالسلطات الاردنية الى مضاعفة اعداد طواقم الشرطة العاملة في المركز الحدودي للتأكد من صحة وصلاحية جوازات السفر العراقية. كما قررت الحكومة الاردنية منع دخول الخردة العراقية حتى إشعار آخر، فيما أعلنت حالة التأهب القصوى على مركز الكرامة الحدودي مع العراق للحيلولة دون تهريب هذه المادة. ويأتي هذا القرار بعد ان بينت التحقيقات الاولية التي تجريها السلطات الاردنية، ان القذائف الصاروخية التي انطلقت من احد مستودعات مدينة العقبة هي من صنع عراقي وقد دخلت الى الاردن ضمن الخردة العراقية التي تحتوي على مخلفات الجيش العراقي التي دمرت خلال الحرب الاخيرة والتي تصدر الى الخارج عن طريق ميناء العقبة. واتخذت السلطات الاردنية اجراءات أمنية مشددة على المناطق المحاذية لمركز حدود الكرامة ومراقبة الحدود بشكل مكثف للحيلولة دون تسلل عراقيين للأراضي الاردنية وتهريب الخردة ومخلفات الجيش العراقي الى الاراضي الاردنية. وقالت مصادر أمنية ان هذه الاجراءات تتمثل بتكثيف الرقابة البرية والجوية على الحدود وإقامة سدود ترابية ونقاط تفتيش أمنية على المناطق المحاذية للحدود مع العراق لوقف عمليات التسلل والتهريب. ووضعت السلطات الاردنية اجهزة رصد اشعاعي متطورة وأجهزة حديثة تشرف عليها هيئة الطاقة النووية الاردنية على الحدود مع العراق لتفتيش المواد التي تدخل الاردن.