نزوح شيعي من تلعفر خوفا من القتل على أيدي المسلحين المتطرفين

سكان فارون يلومون الحكومة لتقصيرها في توفير الأمن للمدينة القريبة من الحدود السورية

TT

كربلاء (العراق) ـ أ.ف.ب: نزحت عشرات العائلات الشيعية من مدينة تلعفر (400 كلم شمال بغداد) الى مدينة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) بعد تهديدات عديدة اطلقها المسلحون المتطرفون في المدينة بقتل الشيعة.

ويقول معظم النازحين ان مدينة تلعفر التي تقع على بعد 65 كيلومترا غرب الموصل و60 كيلومترا عن الحدود السورية تعيش تحت سيطرة شبه كاملة للعناصر المسلحة فيها. وأخذ المسلحون في هذه المدينة التي يشكل الشيعة نصف سكانها (نصف مليون نسمة) منذ اشهر يوزعون منشورات تهدد بقتل الشيعة اذا لم يغادروا المدينة. ووصلت الى كربلاء قبل يومين 51 عائلة من سكان تلعفر تم اسكانها في فندق كربلاء السياحي وسط المدينة الذي كان مقرا للقوات البولندية التي غادرته قبل عدة اشهر. وقام محافظ كربلاء عقيل الخزعلي بزيارة العائلات النازحة في الفندق.

وقال صهيب علي محمد، طالب في السنة الاخيرة في كلية الادارة والاقتصاد في جامعة الموصل، «تركت الامتحانات النهائية في الجامعة ونزحت الى كربلاء بعد ان قتل الارهابيون ثلاثة من الطلاب الشيعة أمام عيني». واضاف ان «المسلحين يجوبون شوارع تلعفر ويوزعون المنشورات ويلصقونها على بيوت الشيعة تهددهم بالقتل اذا لم يغادروا».

وتابع «انهم يطلبون منا مغادرة المدينة بدون اخذ أي شيء من الأثاث والملابس وحتى النقود». واوضح صهيب ان «أغلب المسلحين عراقيون من المتطرفين السلفيين وهناك عرب من سورية والسودان والسعودية واليمن جاؤوا الى المدينة بسبب قربها من الحدود السورية».

وقال شخص آخر، قدم نفسه على انه المتحدث باسم العائلات المهجرة، «أطالب اعضاء الجمعية الوطنية الذين انتخبناهم بان يزورونا ويجدوا حلا لمشكلتنا، فهل يمكن ان نُترك تحت القتل والتهجير». وتساءل «أين هي الحكومة والشرطة والجيش؟»، مضيفا «هناك قوات اميركية قريبة من تلعفر لا تتدخل ولا تحمي العائلات بل انها قصفت في احد الايام حي الخضراء في تلعفر الذي يسكنه الشيعة».

شخص آخر طلب عدم الكشف عن اسمه قال «وصلت إلي تهديدات بنحو مباشر ألصقت على باب البيت»، وجاء فيها «أنت شيعي عليك ان تغادر خلال 72 ساعة» و«كل شيعي ارهابي»، مضيفا ان «العديد من العائلات السنية المعتدلة غادرت ايضا لتبعد عن المشاكل».

وقد شهدت تلعفر اشتباكات وهجمات عدة على قوات الأمن العراقية والجيش الاميركي. ووجهت الكتلة التركمانية في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) في 24 مايو (ايار) الماضي نداء استغاثة للحكومة العراقية طالبت فيه بالتدخل السريع لإنهاء اعمال العنف في مدينة تلعفر. وقال البيان «ان تلعفر اليوم تحترق بنيران القوى الضالة والتكفيرية المصدرة من وراء الحدود وهي أسيرة بيد الإرهاب الذي يعشش داخلها (...) ويتعرض أبناؤها الى الذبح يوميا». واضاف «اننا نناشد الحكومة التدخل السريع لوضع حد للارهابيين الذين سيطروا على مدينة تلعفر، واصبحت رهينة بأيديهم في ظل تعتيم إعلامي وصمت مطبق».

من جانبه، قال الشيخ محمد تقي المولى، عضو الجمعية الوطنية ضمن الكتلة التركمانية «نطالب الحكومة بالتدخل السريع لإنقاذ المدينة من الارهاب لأنها أسيرة بيد الإرهاب منذ نحو اشهر عدة»، واضاف المولى «في الوقت الحاضر لا يمكن لأي طالب مدرسة او عامل الوصول الى عمله او مدرسته». واوضح «لقد طالبنا الحكومة القديمة والحكومة الجديدة بوضع حد لأعمال العنف التي تجري في مدينة تلعفر، ولكن مع الأسف الشديد لم نر الى الآن الحل الحاسم واللازم».

وكانت الجمعية الوطنية قد شكلت لجنة برلمانية من أجل تقصي الاوضاع في هذه المدينة.