زعيم «الوفد» يبدأ حملته من بورسعيد ويهاجم ارتفاع الديون والإنفاق على مشروع توشكى ويتعهد بإلغاء القوانين الاستثنائية

نعمان جمعة يعد بالإفراج عن كل السجناء السياسيين

TT

قال نعمان جمعة رئيس حزب الوفد ومرشح الرئاسة، ان برنامج الوفد يقوم على التشاور والشورى مع الإنسان المصري لأنه هو صاحب هذا البلد.

وأشار جمعة في مؤتمر شعبي ضخم أقامه في مدينة بورسعيد الساحلية إحدى معاقل حزب الوفد في بدء حملته الانتخابية للرئاسة مساء أول أمس، إلى أن «المصري هو صاحب هذا البلد وهو السيد وهذا ما سيقوم عليه برنامج الوفد».

واضاف نعمان: من يريد ان يحقق الأهداف عليه ان يتشاور مع الإنسان المصري فهو مفتاح حل جميع المشكلات. وتابع «لنتفق ان كلمة السر ونقطة البداية هي الشورى وان من يحكم مصر عليه ان يعترف بشعب مصر».

وبدأ جمعة خطابه الذي استغرق نحو ساعة ونصف الساعة وسط مقاطعات عديدة من أنصاره للهتاف ضد الحكومة المصرية بالهجوم الشديد نتيجة لاتخاذ الحكومة قرارا في عام 2002 بتصفية المدينة الحرة ببورسعيد، وقال «بورسعيد تحملت وقاومت الاحتلال في اكثر من غزوة وحرب وعندما قدموا لكم المنطقة الحرة هدية استكثروها عليكم ورجعوا في كلامهم في عام 2002». وقال هذا ليس قرارا سياسيا أو اقتصاديا وانما أحد القرارات العشوائية التي تصدر بغير دراسة أو وعي وبغير تشاور.

وحاول جمعة اجتذاب ود أهالي بورسعيد بالحديث عن المدينة الحرة. وقال «يسألونني لماذا ابدأ حملاتي الانتخابية من بورسعيد، وأورد قائلا، بورسعيد هي مدينة الأبطال مدينة الصمود مدينة الغد وقلعة الوفد الحصينة».

وواصل «انتم لنا الدعامة انتم لنا السند ولذلك حضرت إلى بورسعيد مستأذنا في بدء حملة انتخابات رئاسة الجمهورية».

وتحدث جمعة عن بورسعيد ومشكلة المنطقة الحرة اكثر من 40 دقيقة بعد ان وجد تجاوبا كبيرا معه من الحاضرين، وقال «لو كانوا تشاوروا معنا لعلاجنا السلبيات والعيوب لأصبحت بورسعيد أقوى مدينة».

وردد الحاضرون خلال المؤتمر الذي أقيم بجوار حديقة سعد زغلول ببورسعيد عددا من الهتافات لتأييد الوفد ونعمان جمعة منها «باسم الإنجيل والقرآن عاهد شعبك يا نعمان» و «حزب الوفد في الميدان واحنا جنودك يا نعمان» و«مش هنخلي لينا حدود زمن الوفد خلاص هيعود».

وواصل جمعة قائلا «نطالبهم في برامجنا باحترام المواطن المصري وسيادة الشعب المصري والتشاور معه في كل أمور مصر». وتابع: بغير التشاور وصلت ديون مصر إلى 60 مليار جنيه وتزيد كل عام بنسبة 20 في المائة والتنمية تتزايد بنسبة 2 إلى 3 في المائة فقط، كما بلغ العجز في الميزانية 60 مليار جنيه نقترضها من البنوك وهي أموال الشعب. وقال «ينفق هذه الأموال السفهاء وقطاع الطرق ونحن لا نعلم شيئا».

وتابع ان الجهاز المركزي قد كشف ان حكومة الدكتور عاطف عبيد وحدها أنفقت 18 مليار جنيه بدون مستندات. وهاجم رئيس الوفد المشروعات التي أطلقت عليها مصر انها مشروعات قومية وقال «انفق دخل الحكومة في مشروع طائش اسمه توشكى للزراعة في ارض درجة حرارة 50 درجة مئوية في الظل». وتابع: «انفق على توشكى 20 مليار جنيه ضاعت هباء في مغامرة غير محسوبة وغير مدروسة أما انهم سفهاء أو الذين انفقوها يحققون المكاسب والعمولات».

وانتقد جمعة الإنفاق الحكومي بشدة وتساءل «لماذا يسافر الوزراء للخارج ولدينا سفارات تقوم بهذه المهام»، وتابع «حرام ما حدث وما سيحدث». وتابع: «الدولة مفلسة والبنوك التي تقرضها مفلسة بسبب الدين».

وتحدث عن مشكلة البطالة وقال ان مصر فيها 10 ملايين عاطل اغلبهم من المؤهلات المتوسطة والعليا، وقال يسألونني كيف سأعالج البطالة وانا اقول لهم «ضعوا عصاكم فوق كهلكم وارحلوا فأنتم لا تسألوني في امتحان وانتم تجلسون في مقاعد الوزراء. اتركوا مكانكم اولا». وتحدث عن برنامج الوفد لإنهاء البطالة وقال انه يقوم على إنشاء مراكز لتدريب العمالة أهلية وحكومية وإنشاء بورصة للعمل يلتقي فيها العرض والطلب واستخدام التقنية المتوسطة في المشروعات الحكومية العملاقة بما يوفر فرص عمل كثيرة كما فعلت الهند والصين. وطرح بعد ذلك رئيس الوفد برنامجه لزيادة الإنتاج، حيث أكد على ضرورة إلغاء كل القوانين الاستثنائية التي كبلت الشعب المصري وقال «حالة الطوارئ المعلنة منذ 24 عاما لا تحمي وطنا ولا تمنع من يريد ان يغامر أو ينتحر من فعل أي شي». وقال ان هذه القوانين تعطل الاستثمار وتعطل الحياة التجارية. وتابع: نطالب أيضا بإلغاء كل الجهات الاستثنائية منها جهاز المدعي الاشتراكي والرقابة الإدارية والقوانين التي أدخلت كل من هو مدين السجن. ودعا جمعة إلى قانون ضرائب مستقر وقال «انا لا أهاجم القانون الحالي، لكن أطالب باستقراره وان تخفض الضرائب والجمارك بحيث لا تزيد على 10 في المائة فقط».

وقال نريد أيضا بنوكا متحررة من الخوف والرهبة ولا تخشى إعطاء التسهيلات. وأشار إلى أن الجهاز الإداري في مصر ظالم ويعرقل الحياة ومصالح الناس لأن الذين يحكموننا يتفننون في وضع القيود والأصفاد لمنع الحياة».

وقال انه لا يوجد في مصر وزير سياسي وانما وزير موظف يتلقى التعليمات والنصائح وينفذ الأوامر.

وقال نعمان جمعة في نهاية خطابه «اقتلوا السجان اقتلوا الجلاد فقد الهبتم ظهورنا. نريد الحرية نريد وطنا نعيش فيه نشعر انه بلادنا». وتابع «إذا وصل الوفد للحكم فاننا سنلغي قانون الطوارئ في اليوم التالي مباشرة وسيتم الإفراج فورا وبغير إبطاء عن جميع المعتقلين السياسيين والإفراج عن كل مسجون أمضى فترة عقوبته».

واختتم جمعة خطابه قائلا «أنا لا أزايد. فهذا ما فعله الوفد في عام 1950 عندما انتخب حيث فتحت المعتقلات فورا». وتابع سنشكل حكومة محايدة إذا حكمنا لإجراء انتخابات حرة بعدها فليس لنا غير الشعب ولا نعرف غيره.