الليكوديون بلجنة الخارجية والأمن في الكنيست يصفون شارون بالكاذب والمحتال والفاسد

TT

تعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي، أرييل شارون، أمس الى هجوم شخصي حاد وعنيف من رفاقه في حزب الليكود ومعسكر اليمين بشكل عام، فوصفوه بالكاذب والمحتال والفاسد. وأعلنوا انه لن يهدأ لهم بال الا اذا رأوه معتزلا السياسة الى الأبد.

وكان شارون قد حضر الى اجتماع اللجنة لكي يتحدث عن انجاز المرحلة الأساسية من تطبيق خطة الفصل وترحيل المستوطنين. وبدا واضحا انه جاء جاهزا للهجوم فألقى كلمة مكتوبة أشاد فيها بالطريقة المسؤولة التي تم فيها اخلاء المستوطنات، سواء كان ذلك من قبل الشرطة والجيش أو من قبل المستوطنين. ووعد بألا يكون هناك أي انسحاب آخر من الضفة الغربية ولن تكون هناك أية خطوة فلسطينية تجاه الفلسطينيين قبل أن يعملوا بشكل جاد على تفكيك التنظيمات المسلحة. وقال «لن تقدم اسرائيل على أية بادرة على الأرض في اطار تطبيق خريطة الطريق. فقد قدمنا ما فيه الكفاية وزيادة. ومن المفروض ان يقدم الفلسطينيون الآن ما عندهم في مكافحة الارهاب». ثم قال شارون انه سيتفرغ الآن الى تعزيز وتكثيف الاستيطان في التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية، وخصوصا في منطقة القدس حيث سيبني آلاف الوحدات السكنية في مستوطنة «معاليه أدوميم» حتى تمتد الى القدس وسيعزز الاستيطان في تجمع أرئيل قرب نابلس.

وما ان انفتح باب النقاش حتى هب نواب اليمين المتطرفون يهاجمونه بشدة، مستخدمين الاهانات البليغة، مثلما فعل النائب عوزي لانداو، الوزير الذي أقيل بسبب رفضه خطة الفصل، فقال لشارون «أنت كاذب لأنك خدعت الشعب وسلبته ارادته. فقد انتخبوك لأنك وقفت ضد خطة عمرام متسناع (زعيم حزب العمل في حينه) لإخلاء غزة من طرف واحد. وأنت مخادع، لأنك لا تتعامل بصراحة مع أحد. وأنت مفسود، لأنك جلبت معك الى الحكم تقاليد الفساد والافساد. انك لا تستطيع ان تكون قائدا، لأن اسرائيل تحتاج الى قيادة نظيفة».

ثم تكلم النائب ايفي ايتام، المنشق عن حزب المفدال والمعروف بتطرفه، فقال ان نقمة المستوطنين من شارون ستكون بإلحاق أكبر هزيمة به في الانتخابات المقبلة «فأمثالك لا يصلحون للحكم. سنطردك من الخريطة السياسية الاسرائيلية الى الأبد لتعود الى المواشي والأبقار، فهذه هي النوعية التي تناسبك».

ثم تكلم النائب يحئيل حزان، وهو من الليكود الحاكم، فقال ان شارون يمهد الأرضية لانسحاب اسرائيلي الى حدود 1967.

وصمت شارون خلال هذا الهجوم. ودافع عنه النائب ران كوهين من حزب ميرتس، فقال ان خطة الفصل كانت عملا بطوليا. كما دافع عنه رئيس حزب العمل، شيمعون بيريس، فاضاف ان خطة الفصل كانت شجاعة. أما النائب يوسي سريد فرفض أن يتدخل. وقال ان الخلاف هو عائلي داخل معسكر اليمين. وطالب كوهن شارون بمواصلة الانسحاب في الضفة الغربية.