الجزائر: بوتفليقة ينزل الخميس إلى الميدان في حملة دعائية لـ«المصالحة» وأنباء عن نزول مسلحين من الجبال

TT

يشرع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في حملة الترويج الميداني لـ«مشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية»، بدءا من الخميس المقبل. وسيكون الانطلاق من مدينة سطيف (300 كلم شرق العاصمة)، ثاني ولاية بعد العاصمة من حيث الكثافة السكانية. ويأتي خروج بوتفليقة الميداني، في سياق اتصالات مكثفة تجري بين الجيش وجماعات مسلحة بغرض إقناع أفرادها بالانخراط في المشروع. وقال عبد العزيز بلخادم، وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة، إن الأخير سيزور 10 ولايات قبل موعد الاستفتاء المرتقب يوم 29 سبتمبر (أيلول) المقبل. وذكر وزير الدولة أبو جرة سلطاني في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أمس، أن «أحزاب التحالف الرئاسي «ستنشط تجمعات في كامل الولايات الـ48». وأوضح أن بوتفليقة سيزور الولايات ذات الكثافة السكانية العالية لشرح «فضائل المصالحة الوطنية» والدفاع عن الإجراءات الواردة في المشروع، التي أهم ما فيها إبطال المتابعات القضائية ضد المتورطين في الإرهاب «غير الملطخة أيديهم في المجازر الجماعية وانتهاك الحرمات ووضع المتفجرات في الأماكن العمومية». ويقصي المشروع «الدعاة إلى الجهاد» من ممارسة السياسة نهائيا. وهؤلاء أطلق عليهم بوتفليقة وصف «الذين عبثوا بالدين». وفي الموضوع، قال بلخادم في مقابلة مع التلفزيون الحكومي مساء أول من أمس، إن حظر النشاط السياسي لا يعني كل قيادات «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، الذين يشار إليهم على أنهم المتسببون في الأزمة الأمنية. وفهمت أطراف كثيرة بأن بوتفليقة يقصد علي بلحاج، الرجل الثاني في «الإنقاذ». وبدأت الاستعدادات للاستفتاء في شوارع العاصمة، بتوزيع الآلاف من المناشير على الأشخاص، تدعو إلى الالتفاف حول مشروع بوتفليقة. ولاحظ سكان المدن الكبرى ملصقات على الجدران، بعضها صغير وآخر ضخم مكتوب عليها «من الوئام المدني إلى المصالحة الوطنية» ومزينة بألوان العلم الجزائري: الأخضر والأبيض والأحمر. وتبث القنوات الإذاعية الثلاث والقناة التلفزيونية الوحيدة، مقاطع من ميثاق السلم والمصالحة مرات عديدة في اليوم، وتستعمل أحيانا اللغة العامية واللغة الأمازيغية لإيصال الرسالة إلى أكبر قدر ممكن من الأشخاص عبر مساحة 2.381.741 كلم متر مربع. ولم يقتصر توزيع قصاصات المصالحة على سكان المدن، بل أيضا الجبال والغابات، حيث ذكر شهود من ولاية المدية (100 كلم جنوب العاصمة)، أن طائرات مروحية عسكرية ألقت قبل يومين المئات من الوثائق فوق الجبال والغابات تدعو الجماعات المسلحة إلى «عدم تفويت فرصة المصالحة»، وتشرح التدابير الأمنية التي يتوجه بها بوتفليقة للمسلحين.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش دخل في اتصال مباشر مع عبد القادر صوان، زعيم جماعة مسلحة موجودة في مرتفعات «دراق» بالمدية، وإن حوالي 20 من أصل 60 مسلحا ينتمون للجماعة، أبدوا رغبتهم في التخلي عن السلاح والانخراط في مشروع بوتفليقة. وتجري اتصالات أخرى بين الجيش ومسلحين ينتمون لـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال» (الجسدق) في مناطق بولاية تيبازة (70 كلم غرب العاصمة)، تتوقع مصادرٌ نزولهم من الجبل قريبا. يذكر أن صراعا كبيرا يحتدم في صفوف «السلفية» بين متمسك بمواصلة العمل المسلح وراغب في الاستفادة من تدابير «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية».