استخبارات الشرطة الإسبانية تشتبه في دور شرطي من أصل سوري في هجمات مدريد

قالت في تقرير إن أيمن موصلي خلجي ربما ربط الهواتف الجوالة بالصواعق لتفجير القطارات

TT

أفاد تقرير صادر عن الوحدة المركزية للاستخبارات التابعة للشرطة الوطنية الاسبانية ان الشرطي الاسباني، من أصل سوري، أيمن موصلي خلجي، صاحب متجر «تيست أيمن» للأدوات الالكترونية والهواتف الجوالة، يمكن أن يكون هو الشخص الذي قام بوصل الهواتف الجوالة بالصواعق التي استعملت لتفجير القنابل التي وضعها الارهابيون في قطارات 11 مارس (آذار) في مدريد والتي أسفرت عن مقتل 191 شخصا وأكثر من 1500 جريح. والمعروف ان متجر «تيست أيمن» هو الذي قام بـ«تحرير» الهواتف الجوالة التي استعملها الارهابيون كي يتمكنوا من استعمال بطاقات اي من الشركات التي تعمل في اسبانيا.

وورد ان أيمن موصلي خلجي، 46 سنة، تدرب في احد مخيمات التدريب العسكري التابعة لـ«المقاومة الفلسطينية»، وكان قد وصل الى مدريد قادما من سورية في العام 1981 وحصل على اللجوء السياسي. ومنح خلجي استثنائيا الجنسية الاسبانية في عام 1984، أي بعد ثلاث سنوات فقط من وصوله الى البلد «للخدمات التي قدمها لاسبانيا». ثم انخرط في صفوف الشرطة الوطنية الاسبانية. وتعتبره هذه الشرطة خبيرا في الخلايا الاصولية التي تعمل في اسبانيا وأوروبا، إذ كان له مخبرون داخلها يسربون اليه المعلومات كلما دعت الحاجة. بالاضافة الى ذلك، فان أخته، لينا خلجي، هي احدى مترجمات اللغة العربية في الشرطة الاسبانية، وبالتالي من المطلعات على أهم وأدق المعلومات التي تعتمد عليها الشرطة الاسبانية في حربها ضد الارهاب.

وكان أيمن موصلي خلجي هو الذي قاد الشرطة الى شقة ليغانيس، التي انتحر فيها سبعة ارهابيين بعد تفجير انفسهم داخلها، في 3 ابريل (نيسان) 2004. وهو على معرفة جيدة بمعظم العناصر التي تشكل الخلايا الاصولية في اسبانيا مثل جمال أحميدان الملقب «الصيني» وسرحان بن عبد المجيد فخيت الملقب «التونسي» وعلقمة العماري، جميعهم من انتحاريي شقة ليغانيس.

وكان أيمن صديقا للسوري عماد الدين بركات جركس الملقب «أبو الدحداح»، والموجود حاليا في السجون الاسبانية بتهمة تقديم الدعم اللوجستي للعناصر التي نفذت هجمات 11 سبتمبر (أيلول) في نيويورك وواشنطن لدى وجودهم أو مرورهم باسبانيا. كما وكان على علم بكل تحركات عناصر خلية ليغانيس. ولكن الاهم من كل ذلك هو وجود مخبرين له ضمن الخلايا الاصولية الاسبانية. وتقول مصادر الشرطة الاسبانية ان هؤلاء المخبرين كانوا يؤمنون معلومات مفصلة ودقيقة استعملتها الشرطة قبل وبعد تفجيرات مدريد.

ومما جاء في التقرير الصادر عن الوحدة المركزية للاستخبارات انه «بعد مطابقة تواريخ شراء وتحرير الهواتف الجوالة وتنفيذ الاعتداء الارهابي في مدريد، نجد ان الفترة الزمنية قصيرة جدا: بين 3 و8 مارس (آذار) 2004، بينما حصلت التفجيرات في 11 مارس. وما تزال هناك علامة استفهام كبيرة جدا في ملفات التحقيق وهي : من قام بتلحيم ووصل الاسلاك الكهربائية برجّاجات الهواتف الجوالة وبالصواعق التي استعملها الارهابيون؟». ويضيف التقرير بان «لا شك ان احد الارهابيين هو الذي قام بهذه المهمة، ولكننا حتى الآن لم نعثر على الادوات الضرورية الملائمة التي استعملت، ولكن خلجي لديه القدرة والمعرفة الكافيتان للقيام بذلك، ولم يكن لدى الارهابيين الوقت الكافي للبحث عن محل أو شخص آخر للقيام بهذه العملية».

ويوضح التقرير، على هامش مدى تورط خلجي في الاعتداء أم لا، انه لا شك لدى الشرطة ان الارهابيين نفسهم هم الذين قاموا بكل التحضيرات الضرورية واللازمة لتنفيذ التفجيرات، ولكن من الصعب جدا ان يكون المتهمون بالتنفيذ هم الذين قاموا بأنفسهم بتحضير القنابل «لأننا حتى الآن لم نعثر على الادوات الضرورية لذلك».

ولكن الغريب في هذا التقرير انه، بالرغم من ان أيمن موصلي خلجي استطاع الحصول على الجنسية الاسبانية بوقت قصير جدا بسبب «الخدمات التي قدمها الى اسبانيا» واستطاع الانخراط في صفوف الشرطة الوطنية الاسبانية بسبب «التدريب العسكري الذي تلقاه»، يشير اليه انه «مسلم متديّن تطابق مواصفاته مواصفات الاصولي المتشدد»، وانه متورط في احدى عمليات الاحتيال والاستعمال غير المشروع لبطاقات الائتمان في محله. كما يكشف عن انه تم العثور على وثيقتين خاصتين به في احدى الشقق التي استعملها بعض الموقوفين المتهمين بالاشتراك بتفجيرات 11 مارس، وان احدى هذه الوثائق تبيّن انه كان على معرفة بالسوري معتز الملاح، اذ باعه شقة صغيرة في مدريد في عام 1995، علما بأن معتز الملاح وشقيقه محمد موجودان حاليا في السجون البريطانية بعد اعتقالهما في 19 مارس الماضي.