شباب أستراليا المسلم يطالب بتحديث الخطاب الديني

خطة حكومية لتأسيس أول معهد إسلامي لتخريج أئمة محليين

TT

سيدني ـ رويترز: طالب شباب مسلم استرالي أمس بالاحجام عن استخدام اسلوب «الترهيب من النار» في التعليم الديني وأن يكون الائمة مدربين ومجازين لضمان ان يتفق ما يدعون اليه مع تعدد الثقافات في استراليا الحديثة.

وفي ضوء تفجيرات لندن قال الشباب الاسترالي المسلم انه ينبغي على الجالية الاسلامية المحلية ان تتطور وتندمج اكثر في التيار الرئيسي للمجتمع، محذرين من ان عزلة شباب الجالية تجعلهم اكثر عرضة لتأثير المتطرفين. وقبل يوم من عقده قمة اسلامية في العاصمة كانبيرا، دعا رئيس الوزراء جون هاوارد الزعماء المسلمين لتحمل مسؤولياتهم داخل مجتمعاتهم للحيلولة دون حدوث اعمال عنف أو اعمال ارهابية على اساس ديني.

وقال كوراندا سييت رئيس منتدى العلاقات الاسلامية لاستراليا الذي يمثل شبابا معتدلا «لا نعتقد ان هناك تهديدا ارهابيا لاستراليا من داخل الجالية المسلمة». غير ان سييت، وهو مدرس سابق، قال ان بعض المسلمين الاستراليين يتعاطفون مع زعيم «القاعدة» اسامة بن لادن ومن الممكن ان يحرضوا على اعمال عنف.

واضاف سييت انه ينبغي ان تتماشى المساجد الاصغر في استراليا مع الخط الاساسي للمساجد. وقال «ما زالت المساجد الاصغر تتبني موقفا عتيقا وجامدا في تعليم الاسلام يعتمد على الترهيب من النار. ما نحتاجه ان نجري مزيدا من الحوار مع هؤلاء الائمة». وفي وقت سابق من الشهر الحالي قال ميك كيتلي مفوض الشرطة الاتحادية الاسترالية، انه تجري مراقبة نحو 60 متشددا اسلاميا مشتبها فيهم في سيدني وملبورن. وارسلت استراليا قوات الى العراق وافغانستان واعلنت حالة تأهب متوسطة بعد فترة قصيرة من هجمات 11 سبتمبر (ايلول) في الولايات المتحدة. ولم تشهد استراليا هجوما ضخما على اراضيها في وقت السلم. وقال هاوارد للصحافيين «القاسم المشترك بين هجمات المتطرفين وبياناتهم كان استخدام تفسير مضلل للاسلام». وجاء المسلمون الى استراليا قبل نحو مائتي عام، وكانوا في البداية يقودون الجمال للمساعدة في اكتشاف المناطق النائية. ويمثل المسلمون حاليا 1.5 في المائة من تعداد السكان البالغ 20 مليونا ويقيمون بصفة أساسية في سيدني وملبورن. ودعا سييت القمة الاسلامية مع هاوارد لبحث خطة المنتدى التي تدعو الى تدريب الائمة واجازة ممارسة عملهم. وقال ان الائمة الذين هاجروا من الشرق الاوسط جاءوا من مجتمعات مختلفة عن المجتمع الاسترالي الحديث حيث تتعدد الثقافات. وتنص الخطة على ان يتمتع الإمام بقدر معين من الكفاءة لامامة المسجد ويجتاز مستوى معينا من الطلاقة في اللغة الانجليزية ومعرفة اساسية بالمجتمع الاسترالي وعاداته وتقاليده وسياساته وان يجتاز اختبارا للتعرف على شخصيته. وتدعو الخطة الحكومة الاسترالية للمساعدة في تأسيس أول معهد اسلامي لتخريج ائمة محليين.