المناورات العسكرية الروسية ـ الصينية: المرحلة الثالثة اليوم تشمل حصارا بحريا

موسكو وبكين أكدتا أن المناورات ليست موجهة ضد أي بلد من أجل تهدئة مخاوف واشنطن

TT

بكين ـ موسكو ـ رويترز ـ أ.ف.ب: نشرت الصحف الصينية أمس، ان برنامج المرحلة الثالثة التي تبدأ اليوم من اول مناورات روسية صينية واسعة، تشمل حصارا بحريا.

وقال ضابط في الجيش الشعبي للتحرير، في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الصينية، ان اكثر من سبعة آلاف جندي صيني و1800 روسي سيشاركون في تدريبات تستمر ثلاثة ايام، بمشاركة سفن وطائرات قتالية ودبابات برمائية في البحر الاصفر، قبالة اقليم شانغدونغ.

ويتضمن البرنامج ثلاثة سيناريوهات لفرض حصار بحري، بمشاركة مقاتلات ومدمرات مزودة بصواريخ وعملية انزال واجلاء سكان في عملية تساهم فيها القاذفات الروسية الاستراتيجية «تي يو ـ 95 ام اس» و«تي يو ـ 22 ام 3» وطائرات صينية «محدثة».

ونقلت الصحف الصينية، عن المسؤول في الجيش الشعبي للتحرير الجنرال جانغ كيشينغ قوله، ان المرحلة الثانية من المناورات انتهت أمس بنشر قوات تشارك في معارك ضد «تهديد مشترك».

ويفترض ان تستمر هذه المناورات، التي اطلق عليها اسم «مهمة سلام 2005»، والاولى على هذا النطاق الواسع بين البلدين، حتى بعد غد الخميس، وقد بدأت في 18 من الشهر الجاري في فلاديفوستوك قاعدة الاسطول الروسي في المحيط الهادئ.

والسيناريو الرئيسي لهذه المناورات نزاع مرتبط بتوتر امني يندلع في بلد وهمي ويجبر الامم المتحدة على تكليف الصين وروسيا بالتدخل عسكريا لاعادة النظام وحفظ السلام في هذا البلد، وكذلك بمنع اي تدخل في دول اخرى.

ويوحي هذا السيناريو بالمشاكل الحقيقية التي يواجهها البلدان. فالصين تريد الحد من تصاعد النزعة الانفصالية في كسيجيانغ المنطقة المسلمة في الشمال الغربي، وروسيا تخوض حربا في الشيشان.

وقال خبراء ان المناورات البحرية توحي بعملية غزو من قبل الصين لتايوان وعمليات في آسيا الوسطى، الا ان موسكو وبكين اكدتا ان المناورات ليست موجهة ضد اي بلد، من اجل تهدئة مخاوف واشنطن التي لم تدع بصفة مراقب.

من جهة اخرى، قال مسؤولون بصناعة النقل ان روسيا منعت كل طائرات الركاب «اليوشن 96 ـ 300» من التحليق لاعتبارات تتعلق بالسلامة. وأعلنت شركة الطيران الروسية «ايروفلوت»، انها اضطرت لالغاء بعض الرحلات الى الولايات المتحدة وفيتنام والصين وكوريا الجنوبية تنفيذا للقرار. وتمتلك «ايروفلوت» ستا من 13 طائرة مستخدمة حاليا من هذا الطراز الذي يحلق لمسافات طويلة، وتملك شركات محلية اصغر الطائرات السبع المتبقية، من بينها شركة «جي. تي. كيه ـ روسيا» المملوكة للدولة، التي تدير اسطول الرئيس فلاديمير بوتين.

وأفادت وزارة النقل في بيان «في أغسطس 2005 تعرضت الطائرات اليوشن 96-300 لمشاكل أثرت في سلامة الرحلات». واضافت «ان المشاكل الرئيسية تتعلق بمكابح الطائرة.. وقد وقعت احداث مماثلة في السابق ايضا».

وأعلنت «ايروفلوت»، انها ستتحول لطائرات «بوينغ» و«ايرباص» وطرازات اخرى من طائرات «اليوشن»، وانها تأمل في ان تستأنف استخدام طائرات «اليوشن 96-300» بعد اجراء الاصلاحات. واضافت «رغم صعوبة الوضع تتخذ ايروفلوت اجراءات عاجلة لتنفيذ التزاماتها تجاه ركابها». وصممت الطائرة في عام 1978 وتصنعها حاليا «فورونج» القابضة لتصنيع الطائرات وتستخدم بشكل منتظم منذ عام 1993.