«حزب التحرير» يرد على حظر بلير بمؤتمر حول «الخلافة الإسلامية» في لندن بعد غد

مسؤول الحزب: تعرضنا لاختلاق صحافي ولم نحجز المؤتمر باسم «صلصة ميوزيك»

TT

رد «حزب التحرير» على مقترحات توني بلير رئيس الوزراء البريطاني التي اعلن فيها الشهر الماضي ان «قواعد اللعبة» قد تغيرت وضمنها حظر الحركات الاصولية مثل «حزب التحرير» و»الغرباء» لزعيمهما عمر بكري الذي غادر بريطانيا الى بيروت، بمؤتمر عام بعد غد يدعو الى اقامة «الخلافة الاسلامية». وكانت الصحافة البريطانية اشارت امس الى ان حزب التحرير حجز قاعة في منطقة كنجز كروس لمؤتمره تحت لافتة فرقة «صلصة ميوزيك اللاتينية»، الا ان الحزب رد في بيان تلقته «الشرق الاوسط» قال فيه ان المؤتمر سيعقد في قاعة فرندز هوس بمنطقة يوستن، اما حجز المؤتمر تحت لافتة صلصة ميوزيك ما هو الا اختلاق من صحافة التابلويد لتشويه الاسلام والمسلمين. واضاف البيان ان استخدام اسم «صلصة ميوزيك» هو «مجرد مهزلة للعبث والانتقاص من الحزب ومن القضايا المطروحة للنقاش». الى ذلك، قال الدكتور عمران وحيد ممثل حزب التحرير في بريطانيا ان «ان مؤتمر حزب التحرير سيكون في موعده يوم الاحد المقبل بقاعة فرندز هوس بيوستن رود للدعوة لاركان الخلافة الاسلامية والرد على دعاوى تجميد انشطة الحزب، رغم اننا لسنا حزبا عسكريا ولا ندعو إلى العنف».

من جهتها كشفت مصادر مقربة من داخل حزب التحرير لـ«الشرق الاوسط» ان حجز المؤتمر كان تحت اسم «سلسبيل ميديا» وهي شركة اعلامية اسلامية وليس لها علاقة من بعيد او قريب باسم الفرقة الموسيقة الراقصة «صلصة ميوزيك». ويأتي هذا المؤتمر في سياق تبني بلير للمعايير الأربعة الشهيرة التي أطلقها في مؤتمر حزب العمال الأخير، والتي ذكر أنها الميزان لما يُقبَلُ من الإسلام في بريطانيا، وهو ما أثار تحفظ الكثير من الشخصيات والمنظمات الإسلامية التي نددت بإجراءات بلير ووقعت وثيقة ترفض مقترحاته اذ اعتبرت أن معايير بلير المذكورة ودعوته لحظر حزب التحرير ما هي إلا مقدمة لاسكات كافة الأصوات الاسلامية في بريطانيا، خاصة ان حزب التحرير معروف بعدم تبنيه للنهج العسكري في عمله لإقامة دولة الخلافة الإسلامية التي حدد العالم الإسلامي كنقطة ارتكاز لإقامتها.

وينعقد مؤتمر «الخلافة» لـ«حزب التحرير» في أجواء متلبدة حيث تجري حملات إعلامية وأمنية في بريطانيا تتقصد الإسلاميين الناشطين. والمتوقع أن يحضر المؤتمر الكثيرون من أبناء الجالية المسلمة في بريطانيا، فمؤتمرات حزب التحرير عادة ما تجتذب أعدادا كبيرة من الشباب المسلم، الذي يتطلع الى إجابات حول القضايا المتأزمة في العالم من وجهة نظر اسلامية. ومن المعروف أن حزب التحرير نشأ عام 1953 في القدس على يد الشيخ القاضي تقي الدين النبهاني، ويرأسه الآن العلامة عطا ابو الرشتة، وقد انتشر الحزب في بلاد الشام وتركيا، واتسعت أنشطته لاحقاً لتصل معظم الأقطار العربية والإسلامية، كما أن له فروعا في غالب دول العالم الغربي، من استراليا وصولا إلى الدول الاسكندنافية في شمالها، حيث ينشط شبابه بفاعلية كبيرة وملحوظة. و«يبشر» الحزب بـ«إقامة الخلافة في العالم الإسلامي في القريب»، كما جاء في العديد من بياناته متعهدا بإعادة توحيد العرب والعجم في دولة واحدة مطبقا نظام الحكم في الإسلام المعروف فقهيا وتاريخيا بدولة الخلافة.

الى ذلك اعلن «المرصد الاسلامي» ببريطانيا وهو هيئة حقوقية تهتم باخبار الاسلاميين حول العالم عن اعتصام أمام مقر رئاسة الوزراء البريطاني «10 دواننغ ستريت» غدا ضد قرارات ترحيل الاسلاميين من بريطانيا. وقال بيان تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس: «أن التحقيقات في تفجيرات لندن أظهرت بوضوح بأن الخلط بين اللاجئين والإرهاب ليس أمراً منطقياً، بما أن مرتكبي العمليات كانوا ممن ولدوا في بريطانيا ومن حملة الجنسية البريطانية وليسوا من طالبي اللجوء السياسي. ولكن مما يؤسف له أن بلير يريد تحويل بريطانيا من بلد عريق في مجال حقوق الإنسان إلى مقبرة لحقوق الإنسان». واضاف البيان: «ان الضمانات الدبلوماسية أو ما يسمى مذكرة تفاهم أو اتفاقات ثنائية لترحيل الاسلاميين ليست دستورية وغير قانونية ولا تشكل وسيلة ملائمة لإزالة هذا الخطر».