السنيورة وسعد الحريري يردان على رئيس الجمهورية ويدعوانه إلى عدم «التأثير» على الإجراءات القضائية

TT

طالب رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري «الجميع بمن فيهم المسؤولون» بالتعاطي مع التحقيق في اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري «بأعلى درجات المسؤولية بعيداً عن أي توجيه لمسار التحقيق او محاولة املاء للقرارات القضائية» في ما بدا انه رد مباشر على رئيس الجمهورية اميل لحود الذي طالب امس القضاء بـ«التدقيق» في اقوال القادة الأمنيين السابقين الموقوفين.

وأفاد المكتب الاعلامي للسنيورة ان الاخير اطلع على مضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده القاضي ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي يؤكد حصول تقدم في التحقيقات. واكد السنيورة «الثقة التي يوليها اللبنانيون، حكومة وشعباً، للجنة التحقيق الدولية والنتائج التي تتوصل اليها»، كما أكد وجوب احترام استقلالية القضاء وصونه من كل تدخل او تأثير او ايحاء من اي نوع كان، معتبراً «ان عمل لجنة التحقيق يستند الى ارادة دولية في كشف الحقيقة ومعاقبة المسؤولين عن الجريمة التي عبر عنها مجلس الأمن الدولي بقراره رقم 1595 والتزم به لبنان وكرس هذا الالتزام في مذكرة التفاهم المعقودة بين الامم المتحدة والحكومة اللبنانية»، وأهاب «بالجميع، بمن فيهم المسؤولون، ان يتعاطوا مع قضية التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأعلى درجات المسؤولية، بعيداً عن اي توجيه لمسار التحقيق او محاولة املاء للقرارات القضائية».

وفي الاطار نفسه، عبر رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية النائب سعد الحريري عن ارتياحه للمسار الذي تسلكه التحقيقات وقال امس، تعليقاً على المؤتمر الصحافي لرئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس: «يبدو ان النتائج التي بلغتها التحقيقات حتى الآن تشكل عناصر اساسية في الكشف عن الحقيقة تمهيداً لاحقاق الحق وتطبيق العدالة، وان الجهود التي بذلها السيد ميليس وفريق عمله الدولي هي من دون شك كبيرة جداً وتمهد لوضع اليد على كافة الخيوط المتعلقة بالجريمة الارهابية، وهو الذي اظهر في مؤتمره الصحافي، كما في مراحل التحقيق التي تولاها، اقصى درجات الدقة والاحتراف والمهنية التي تتطلبها عملية تحقيق في جريمة بهذا الحجم». وكرر الحريري «مطالبة جميع الاطراف، داخل لبنان وخارجه، بالتعاون الكامل مع لجنة التحقيق الدولية»، منبهاً من «أية محاولة ترمي الى التأثير على مجريات التحقيق او الضغط على القضاء اللبناني تحديداً، واستباق التحقيقات باصدار شهادات حسن السلوك وبراءة الذمة من هنا او من هناك، سواء جاءت الشهادات من جهات سياسية او من مواقع رسمية زجت نفسها في دوائر الشبهة والاتهام»، مشدداً على «ان ما يهمنا في نهاية المطاف هو معرفة الحقيقة والوصول الى الجناة الحقيقيين وانزال اشد العقوبات بهم».

بدورها، اعتبرت شقيقة الرئيس الحريري، النائبة بهية الحريري، «ان المسار الذي تسلكه التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد يعكس بوضوح جدية التحقيق ومصداقيته» واصفة الخطوات التي يقوم بها المحقق الدولي ديتليف ميليس بالتنسيق مع القضاء اللبناني بأنها «خطوات مدروسة وهامة».