معلومات صحافية عن اجتماع ميليس مع كبار قادة الجيش والمخابرات الإسرائيلية في أوروبا

تحذيرات في إسرائيل من سيطرة الأصوليين على سورية في حال انهيار النظام

TT

كشفت صحيفة «يديعوت احرنوت» في عددها الصادر امس أن عدداً من كبار قادة الجيش والمخابرات الاسرائيلية التقوا أخيرا في احدى العواصم الاوروبية بديتليف ميليس الذي يرأس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. واضافت الصحيفة، التي تعتبر أوسع الصحف الاسرائيلية انتشاراً، ان القادة الأمنيين الاسرائيليين اطلعوا ميليس على ما لدى اسرائيل من معلومات استخبارية تتعلق بملف القضية. وحسب الصحيفة أطلع الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية في وزارة الدفاع الاسرائيلية، ب وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز، أول امس، على ما دار بين ميليس والقادة الأمنيين الاسرائيليين، وابلغه بكل ما توفر لدى الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية من معلومات حول ملف القضية. وذكرت الصحيفة ان المسؤولين السياسيين والأمنيين في إسرائيل يبدون اهتماماً كبيرا بتطورات التحقيق في جريمة اغتيال الحريري.

إضافة الى ذلك تجري تل ابيب اتصالات دورية مع الادارة الأميركية حول تطورات ملف التحقيق. وقد وضعت الخارجية الأميركية تل ابيب في صورة الموقف الأميركي بعد أن توصل ميليس الى استنتاجاته الاخيرة، وبالذات القرارات التي ستتخذها الادارة في اعقاب اللقاء الذي جمع وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، ومستشار الأمن القومي، ستيف هيدلي، والمبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة تيري رود لارسن. ونقلت «يديعوت» عن ميليس قوله انه في حياته المهنية كقاضي تحقيق تمكن من حل ألغاز مائة في المائة من حالات الاغتيال التي حقق فيها وأنه متأكد، هذه المرة ايضا، من وضع يده على المسؤولين عن اغتيال الحريري.

من ناحية ثانية ابلغت الادارة الأميركية تل ابيب انها «ضاقت ذرعاَ» بنظام الرئيس السوري بشار الاسد. وحسب ما ابلغته واشنطن لتل ابيب، فقد طالبت الادارة الاسد، عبر رسائل نقلها لارسن له، باتخاذ خطوات عقابية ضد المسؤولين عن دعم الحركات التي تقاتل الأميركيين في العراق. وحسب واشنطن، وعد الاسد بذلك لكنه لم يتخذ أي خطوة. وفي نفس الوقت اشارت المصادر الاسرائيلية الى انه كان هناك تطابق تام بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والرئيس الفرنسي جاك شيراك حول النظرة الى سورية. ونقل عن شيراك قوله، خلال اللقاء مع شارون اثناء زيارة الاخير لفرنسا الشهر الماضي، ان «سورية من الدول الخطرة في العالم». ولكن في مقابل ذلك تتعالى الاصوات داخل اسرائيل محذرة من مغبة تداعيات اسقاط نظام الرئيس السوري. واشار بعض المراقبين في اسرائيل الى ان انهيار نظام الاسد قد يؤدي الى سيطرة ما وصفوه «بالاصولية السنية» على مقاليد الامور في دمشق. ويؤكد هؤلاء ان مثل هذا التطور سيمثل ضربة قوية لكل من واشنطن وتل ابيب. فمن ناحية ستجد الجماعات السنية التي تقاتل الأميركيين في العراق سندا لها في دمشق، في حين ان حالة الفوضى التي ستعم سورية ستجعل الجماعات الاسلامية في جميع ارجاء العالم تجد في هذا البلد ساحة جديدة لمواجهة اسرائيل وتنفيذ عمليات انطلاقا من الحدود معها.