مبارك أمام 15 ألفا من محافظة الشرقية: استعدنا علاقاتنا العربية وحافظنا على السلام

حزب التجمع المعارض يجدد مقاطعته للانتخابات

TT

ركز الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني للرئاسة على القضايا الخارجية والعربية منها بصفة خاصة، حيث لاحظ مبارك حماس الجماهير في كل مرة يؤكد فيها عدم السماح بالوجود الأجنبي على ارض مصر.

وقال مبارك في خطابه الانتخابي أمس في محافظة الشرقية وأمام حشد جماهيري ضخم: إننا لن نتجرف وراء سياسات المحاور والأحلاف ولن نتجاوب مع دعوات الترويج للشرق أوسطية التي تستبق حل القضية الفلسطينية.

وأضاف مبارك: استعدنا علاقاتنا العربية وزدناها عمقا ورسوخا، وعاد مقر الجامعة العربية الي القاهرة، ووقفنا بحزم أمام غزو الكويت، وشاركنا في تحريرها ودعونا إلى أن ينسحب العراق من الكويت.

وقال مبارك: «كانت أوامري واضحة وهي ألا تطأ قدم أي جندي مصري ارض العراق، وبعد سنوات عارضنا الحرب على العراق واستمرت جهودنا لدفع عملية السلام». وأشار مبارك إلى القضية الفلسطينية قائلا: سنواصل الوقوف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين إلى أن تقوم الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

واستهل مبارك خطابه الانتخابي الثامن أمس أمام 15 ألفا من أهالي الشرقية بتوجيه التحية لابناء الشرقية من الزعماء أمثال: احمد عرابي وطلعت حرب وعلماء الأزهر مثل الدكتور عبد الحليم محمود والشيخ عبد الله الشرقاوي. وركز مبارك على الجانب الإقليمي مشيرا إلى انه أحد أبناء محافظة الشرقية، وقد مكث بها نحو 7 سنوات أثناء عمله العسكري في قاعدة بلبيس الجوية، وعدد مبارك الإنجازات التي تمت في المحافظة على مستوى بناء المعاهد والكليات والمصانع والمستشفيات والوحدات السكنية.

وكرر مبارك تعهداته بعدم المساس بحقوق ومكتسبات العمال والفلاحين تحت أية ظروف ومبررات وهو ما ألهب حماس الجماهير المحتشدة، كما وعد بإعادة هيكلة وتطوير الخدمات المساندة للزراعة وخلق آليات جديدة للتمويل، وتطوير التعاونيات الزراعية في إطار تشريعي جديد. وخرج مبارك على النص المكتوب في الخطاب عندما ذكر أن برنامجه يستهدف إصلاح مليون فدان قائلا هذه أرقام محسوبة ومدروسة «ومافيهاش لعب» وهي توفر 420 ألف فرصة عمل للقطاع الزراعي.

ونفى مبارك بشكل قاطع المساس بالدعم لمحدودي الدخل لكنه استخدم لفظ غير القادرين قائلا إن الدعم باق لغير القادرين وسنستمر في الوقوف بجانبهم وسنطور نظام المعاشات ونضاعف عدد الأسر المستفيدة من برامج الضمان الاجتماعي، ويتضمن حيزا من المعاش للمرأة المعيلة غير القادرة علي العمل. وطالب مبارك بأصوات الجماهير يوم الانتخاب الأربعاء المقبل، مذكرا انه خلال السنوات الماضية قام بواجبه وحافظ على السلام ولن ينجرف إلى ما يهدده أو ينزلق لمغامرات تقامر بمستقبل مصر.

من ناحية أخرى جدد حزب التجمع اليساري (المعارض) تأكيده قرار مقاطعته الانتخابات الرئاسية: ترشيحا وتصويتا، وهو القرار الذي اتخذته الأمانة العامة للحزب في التاسع عشر من يوليو الماضي.

وأعلن الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب في مؤتمر جماهيري حاشد عقده مساء أول من أمس تحت عنوان «هل هي انتخابات حقا؟.. انتخابات الرئاسة وضرورة التغيير» وحضره العديد من رموز قوى المعارضة وحركات التغيير. إن ما سيجرى في السابع من سبتمبر ليس انتخابات إنما هو استفتاء على الرئيس الحالي يتم إخراجه في صورة انتخابات.

وأضاف «لن نشارك في انتخابات تجرى في ظل أوضاع غير ديمقراطية في مقدمتها استمرار حالة الطوارئ المعلنة منذ 24 عاما والحصار المفروض على الأحزاب ومنع عقد المؤتمرات في الشارع وتجريم توزيع البيانات وتنظيم المسيرات والمظاهرات».

وانتقد السعيد البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك واصفا إياه بأنه «قصاقيص غير متجانسة من برامج المعارضة تمت خياطتها معا ليكون الناتج موضوع تعبير ركيك ليس له معنى أو شكل».

كما انتقد رئيس التجمع التصريحات التي أدلى بها صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني (الحاكم) رئيس مجلس الشورى للصحف قبل أيام قليلة والتي ذكر فيها انه من الممكن إعادة تعديل المادة 76 مرة أخرى. وقال السعيد إذا كانوا يتحدثون عن تعديل المادة مرة أخرى إذن هم يدركون أنها معيبة فلماذا يصدعون رؤوسنا فهل نحن الذين عدلناها أم هم؟

كما دعا المواطنين إلى عدم انتخاب «مبارك» قائلا: «سيأتي يوم الحقيقة وستأتي ساعة الحقيقة في السابع من سبتمبر ليعرف الجميع أننا كننا على صواب وأننا لا نقبل الهزل في موقع الجد وان مقاطعتنا للانتخابات هي صيانة لشرفنا وشرف الوطن».

ومن جانبه أكد ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري (المعارض) أن حزبه مازال يتمسك بقرار المقاطعة ترشيحا وتصويتا وانه ـ أي الحزب ـ لن يكون أداة في يد النظام يستخدمها لتجميل وجهه والحصول على شرعية لا يستحقها، مشيرا إلى ان كل تجارب المعارضة مع الحزب الحاكم تؤكد انه لا أمل في أي تغيير بدون إسقاط النظام الحالي بكل رموزه التي ملأت البلاد فسادا وخرابا.