إبراهيم ترك ورث الحزب بعد وفاة والده ويطالب بوحدة مصر والسودان وإنشاء عاصمة جديدة لمصر

مرشحو الظل في انتخابات الرئاسة المصرية (6)

TT

على الرغم من أن إبراهيم ترك رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي يعد أصغر مرشحي الظل السبعة للانتخابات الرئاسية المصرية سناً وأقلهم وزناً سياسياً، إلا أن برنامجه الانتخابية لا يخلو من أشياء لافتة من أبرزها إنشاء عاصمة جديدة لمصر بعيداً عن القاهرة، وتحديداً في صحراء وادي النطرون على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، وتفعيل دور المرأة ونسبة تمثيلها في البرلمان.

بدأ الحزب الاتحادي عمله في عام 1990 ضمن ثلاثة أحزاب أصدرت محكمة القضاء الإداري حكماً بالتصريح لقيامها.

وبدأت الأحزاب الثلاثة نشاطاتها تحت مظلة الحكومة في مواجهة أحزاب المعارضة التي كانت تلوح بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية، وكان محمد عبد المنعم ترك أول المعلنين مشاركته في انتخابات 1990 البرلمانية بعدما حصل على 10 آلاف جنيه دعم من لجنة الأحزاب، على الرغم من أن حزبه لم يكن يتجاوز أعضاؤه الخمسين عضواً نصفهم من العمال والفلاحين.

تدرج محمد عبد المنعم ترك في العمل الوظيفي إلى أن اصبح مديراً لبنك التنمية الصناعية فرع إسكندرية، وما أن خرج للمعاش حتى اسر لصديقه السوداني السيد المرغني برغبته في تأسيس حزب يحمل نفس اسم حزبه ويعنى بوحدة مصر والسودان، وبعدما حصل على مباركة وتشجيع المرغني شرع في تأسيس الحزب الديمقراطي الاتحادي المصري، واتخذ للحزب شعاراً «نيل واحد..شعب واحد» ووضع في أولوياته الدعوة لإعادة الدولة الموحدة التي تضم مصر والسودان وعدم الاعتداد بقرار مجلس قيادة الثورة المصرية بفصل السودان عن مصر.

وفي عام 1994 توفي محمد ترك، وكان من المفترض أن تؤول قيادة الحزب إلى زكي فرج حنا نائب رئيس الحزب أو إلى احمد عبد المحسن فرحات، ولكن استطاع إبراهيم ترك أن يخلف والده في رئاسة الحزب بعد معركة بين المتصارعين على رئاسته.

واجه إبراهيم ترك منذ توليه رئاسة الحزب العديد من المشاكل بخاصة التي وقعت بينه وبعض الصحافيين على خلفية وعود لم تتحقق بتأجير تصاريح لهم بإصدار صحف باسم الحزب، وبعض تلك القضايا تنظرها المحاكم.

وبعد وفاة نائب رئيس الحزب ورثت ابنته ماجدة زكي فرج موقعه، وأصبحت زوجة إبراهيم ترك أمينة للمرأة خلفا لوالدته السيدة نعمات، التي اكتفت بعضويتها في اللجنة العليا، وأقيل معتز صلاح الدين من رئاسة تحرير جريدة النيل الناطقة باسم الحزب والتي ظل يرأس تحريرها منذ تأسيسها، وتحولت من جريدة أسبوعية إلى شهرية ثم صارت تصدر كل شهرين أو ثلاثة.

وإبراهيم محمد ترك من مواليد مدينة الإسكندرية في عام 1958 وحصل على بكالوريوس إدارة الأعمال من كلية التجارة عام 1979 ومتزوج ولديه ولدان، وعمل محاسباً في بنك الدلتا ثم تركه ليعمل بالمملكة العربية السعودية، إلى أن عاد في عام 1994 ليرأس الحزب ويؤسس مصنعاً للملابس الجاهزة «نيومود».

عقد إبراهيم ترك مؤتمره الانتخابي الأول في أحد المطاعم بمدخل مدينة الإسكندرية (منطقة تون تاون)، وأعلن برنامجه وسط نفر قليل من الإعلاميين.

وأشار ترك إلى أن الأمن وضع عقبات أمام عقده للمؤتمر الأول الذي كان مقرراً أن يعقد في أحد الفنادق في حي المنتزه، وعادت إدارة الفندق واعتذرت، واستبدله بأحد أندية الإسكندرية، وفي اللحظات الأخيرة اعتذرت إدارة النادي، مما أدى إلى أن يستقر المؤتمر في المطعم.

وركز إبراهيم ترك في دعايته على استخدام الإنترنت لأنه أرخص وسائل الدعاية، مبرراً ذلك أن مبلغ نصف المليون جنيه الذي حصل عليه لا يكفي لحملة الدعاية. كما أعلن ترك في حالة فوزه انه سيقوم بحل مجلس الشعب فوراً لتعديل الدستور ودعوة كل القوى السياسية لتشكيل الدستور الجديد الذي لابد أن يتواءم مع مقتضيات العصر، وكذلك تفعيل دور المرأة المصرية بزيادة تمثيلها في البرلمان وخاصة أنه لديه قناعة بألا يقل تمثيل المرأة في البرلمان عن 30%.

وأكد ترك أنه سوف يهتم بالمرأة المصرية ربة المنزل من خلال تدريبها على الصناعات المنزلية مثل الخياطة والتغليف وقيام الحكومة بعمل جمعيات لتسويق هذه المنتجات، وأكد ترك أنه سوف يهتم بالتعليم الحرفي والفني لأنه التعليم الذي يخرج لنا فنيين وحرفيين قادرين على الإنتاج، كما شدد ترك على الاهتمام بإنشاء معاهد لخريجي الجامعات لتعليم المهن المختلفة التي تعمل على زيادة الإنتاج والمنتجين.

ولأن مقر حزبه الإسكندرية، فإن ترك يركز على حل مشكلات المدينة من ندرة رغيف الخبز، الذي يقترح له زيادة منح التراخيص لعدد أكبر من الأفران للقضاء على طوابير الخبز، إلى إعادة النظر في أسلوب إدارة ميناء الإسكندرية، واستثماره بصورة أفضل، واستخدام جزء من دخله للقضاء على البطالة. وترك بدأ حملته الانتخابية من مدينة رشيد مسقط رأسه فيما تأتي محافظة القاهرة، كما قال إبراهيم ترك في آخر المحطات التي يزورها. وعن أبرز المشاكل التي يواجهها ترك في حملته الدعائية أكد أنها ضيق فترة الدعاية التي لا تكفي لزيارة جميع المحافظات، ومحدودية المبلغ الرسمي للدعاية مما جعل الاعتماد الأكبر على تبرعات أعضاء الحزب من رجال الأعمال الذين تبرعوا لنا بمليون ونصف المليون جنيه، وعن برنامجه الانتخابي قال إنه يهدف إلى إنشاء عاصمة جديدة لمصر بعيداً عن القاهرة، وحدد وادي النطرون الواقعة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي موقعاً للعاصمة المقترحة، وطالب ترك باستغلال الملايين التي تستهلك في إنشاء جسور وطرق لإنشاء عاصمة جديدة توفر فرص عمل ومساكن، وتقضي على الازدحام السكاني الذي تعيشه القاهرة.

ودعا ترك إلى زيادة مساحة محافظات الصعيد لتمتد شرقاً حتى البحر الأحمر مع إنشاء مدينة في كل محافظة، وذلك لزيادة التبادل التجاري بين المحافظات وتشغيل الشباب، وطالب ترك بإلغاء مجانية التعليم بعد مرحلة التعليم الأساسي.