القوات المصرية تبدأ الانتشار على الحدود الاثنين .. وإسرائيل تدخل المرحلة الأخيرة من خطة الفصل الأحد

عسكريون من البلدين وقعوا اتفاق فلادلفي في القاهرة

TT

تبدأ بعد غد الاحد المرحلة الأخيرة من تطبيق خطة الفصل الاسرائيلية وتشمل تفريغ قطاع غزة تماما من أي وجود اسرائيلي، اذ سيبدأ الجيش بالانسحاب وهدم معسكراته وقواعده، وبالمقابل ستنشر مصر، ابتداء من يوم الاثنين، قوات من حرس الحدود على طول الشريط الحدودي المعروف باسم فلادلفي على الحدود الفلسطينية ـ المصرية.

وفي القاهرة قال مصدر رسمي ان قادة عسكريين مصريين واسرائيليين وقعوا أمس اتفاقا بشأن نشر قوات مصرية على الحدود مع غزة بما يسمح للقوات الاسرائيلية بالانسحاب، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان البروتوكول تم توقيعه في منشأة عسكرية في القاهرة.

وقال سليمان عواد المتحدث الرئاسي المصري في وقت سابق أمس انه بموجب الاتفاق ستنتشر قوات مصرية على طول ممر صلاح الدين المعروف ايضا باسم ممر فلادلفي الذي يمتد من ساحل البحر الأبيض المتوسط الى الحدود الاسرائيلية جنوبا، وقال للصحافيين ان هذه مساهمة من مصر في توفير كل أسباب النجاح للانسحاب الاسرائيلي من غزة حتى يكون انسحابا كاملا بما في ذلك الانسحاب من ممر صلاح الدين.

وتقضي معاهدة السلام الموقعة بين مصر واسرائيل عام 1979 بالا تنشر مصر سوى قوات شرطة ذات تسليح خفيف على جانبها من الحدود.

وبدلا من تعديل المعاهدة اتفقت مصر واسرائيل من خلال التفاوض على بروتوكول منفصل يمكن مصر من نشر قوات حرس حدود ذات تسليح اثقل مكلفة بمنع تهريب الاسلحة.

وكانت القوات الاسرائيلية قد انهت أمس عملية هدم بيوت المستوطنين اليهود الذين تم اخلاؤهم قبل أسبوعين، كما أنهت عملية نقل القبور واعادت دفن الرفات من جديد في جنازات رسمية، وبقي عليها ان تهدم بيوت العبادة اليهودية (الكنس) حتى تنهي اجراءات الاخلاء المدنية، كي تباشر في اخلاء المرافق العسكرية. وأكدت مصادر في الجيش الاسرائيلي أمس، ان عمليات الاخلاء النهائية سيتم تقديمها من مطلع الشهر العاشر (أكتوبر ـ تشرين الأول) الى الخامس عشر من الشهر الجاري، وذلك بعد ان سارت أمور الاخلاء بسهولة غير متوقعة. وسيباشر العمل في ازالة المخازن العسكرية أولا، ثم الأسلحة الثقيلة ثم تهدم التحصينات على اختلافها ثم ينسحب الجيش مع آخر أسلحته. وتم التنسيق في هذا مع الفلسطينيين الذين سيتسلمون المستوطنات ومناطق القواعد العسكرية بالتدريج. وتقصد اسرائيل من هذا التدريج مراقبة مدى سيطرة قوات الشرطة الفلسطينية على الأرض شيئا فشيئا، علما بأن مجموعة من عشرات الضباط المصريين بقيادة نائب رئيس المخابرات العامة، اللواء مصطفى البحيري موجودون في قطاع غزة منذ حوالي الشهر ويشرفون على عمل وتدريبات تلك القوات الفلسطينية. المعروف ان مصر وافقت على أخذ هذا الدور المباشر في عملية تسليم الفلسطينيين أراضيهم المحررة، بعد أن وافقت اسرائيل على شروطها في التعهد بأن يكون الانسحاب كاملا بحيث لا يبقى أي وجود اسرائيلي في القطاع وبأن تمتنع اسرائيل عن اطلاق أية رصاصة باتجاه القطاع. وتصر مصر على تبني الموقف الفلسطيني من موضوع المعبر في رفح وكذلك في مطار غزة والميناء البحري، اذ لن يكون وجود اسرائيلي في أي من هذه المواقع الثلاثة. وستكون للفلسطينيين سيطرة كاملة وسيادة مطلقة بشأن دخول وخروج الفلسطينيين من والى القطاع. وكان الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) قد أقر باكثرية ساحقة (53 نائبا مقابل 28 نائبا) الاتفاقية المصرية ـ الاسرائيلية بخصوص الانتشار المصري على طول الشريط الحدودي فلادلفي. وسيتم التوقيع عليها اليوم، بشكل رسمي بايدي جنرالين اسرائيلي ومصري. وتنص على ان يدخل 750 شرطي حرس حدود مصري الى سيناء في مهمة حراسة المعبر والحدود بطولها لمنع عمليات تهريب الأسلحة وغيرها. وسيتم تزويدهم باسلحة اوتوماتيكية متوسطة وخفيفة. وسيتولى المصريون والفلسطينيون مهمة المراقبة على الحدود بمشاركة قوة غربية محدودة.