حريق يلتهم سوق الشورجة بازار بغداد الرئيسي

TT

تعرض واحد من اقدم واكبر الاسواق التجارية العراقية وسط العاصمة بغداد لحريق في ثاني حادثة من نوعها بعد ان كانت النيران قد التهمته في 15 ابريل (نيسان) الماضي.

ومنذ يومين تشتعل النيران في اكبر مجمعين في سوق الشورجة الذي يعود تاريخه الى العصر العباسي ويعتبر اكبر (بازار) في العراق لبيع المواد الغذائية والاستهلاكية بالجملة. وافاد اللواء عبد الرزاق عبد الوهاب، قائد قوات شرطة محافظة بغداد، ان عمارة وقف ابو حنيفة النعمان ومجمع الكناني الذي يتألف من سبعة ادوار في سوق الشورجة قد تعرضا للحريق في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، وما زال الحريق مستمرا (حتى أمس).

وقال عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط» امس ان «خطورة هذا الحريق كون عمارة (ابو حنيفة) مجاورة لمصرف دار السلام للاستثمار ومجاورة لعمارة تحتوي على مواد بلاستيكية ونسيجية قابلة للاحتراق السريع»، مشيرا الى ان تفاقم الكارثة التي حلت وما زالت مستمرة هي ان امكانات الدفاع المدني بسيطة جدا، وان خراطيم المياه وتدفقها لا ترتفع الا للطابق الثالث من أي مكان وان الحريق بدأ من الطابق السادس في العمارة التي تحتوي على سبعة طوابق. وتم فجر امس استدعاء سيارات الإطفاء الخاصة بمصفى الدورة التي تملك مدفعية دفع ماء الى ثمانية طوابق. واوضح ان المشكلة هي ان كل المواد الموجودة في المخازن قابلة للاشتعال السريع، ومنها العطور والملابس والمواد البلاستيكية.

وصرح مصدر في وزارة الداخلية بان 44 فريق اطفاء وصلوا من المحافظات القريبة من بغداد يعملون في المكان لكن النيران كانت ما تزال تلتهم المبنى. وتجمع اصحاب المحال التجارية قرب مكان الحريق ينظرون الى النيران، وهي تلتهم محتويات محالهم المتخمة بالبضائع.

ولم يحدد اللواء عبد الوهاب إجمالي الخسائر المادية كما لم يحدد اسباب الحريق لكن «البعض ذكر ان اصحاب المحال قاموا بخزن مواد من مادة الكازولين على سطح العمارة المذكورة وقد يكون ذلك مؤشرا واضحا لأسباب الحريق الذي التهم اكثر من 200 مخزن وبشكل كامل».

وقدر الكناني، صاحب المجمع الكبير الذي خصص للملابس المستوردة، الخسائر بأكثر من ثلاثة مليارات دولار اميركي، متهما السلطات العراقية والقوات الاميركية بالتقصير جراء ما يحدث للمجمعات التجارية في الشورجة وعمليات احتراق مدبرة، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن أسباب الحادث تعود إلى إلقاء الطائرات الأميركية المشاعل الحرارية فوق المجمع التجاري على حد قوله. وأجمع الحراس الليليون البالغ عددهم 25 أن النيران التهمت الطابق العلوي للمجمع التجاري في الساعة العاشرة من مساء اول من امس بسبب إلقاء القوات الاميركية مجموعة من المشاعل الحرارية على السطح العلوي للمجمع التجاري، وهو ما أكدته اغلب العوائل القاطنة على القرب من المبنى المحترق الذي يضم أكثر من 1500 محل تجاري عدا المخازن والسراديب والأنفاق التي خزنت فيها الملابس والبضائع المستوردة. وعلل اللواء جواد الدايني، المسؤول العسكري لمنطقة الرصافة بـ«أن أسباب الحادث المؤلم تعود إلى تماس كهربائي أو إلقاء سيجارة مشتعلة في المبنى وبالإهمال في تكديس البضائع والملابس بأعداد فاقت كل التصورات، مشيرا إلى عدم حصول إصابات وخسائر بشرية جراء الحادث سوى الخسائر المادية الهائلة التي لا تقدر بثمن».